حذيفة إبراهيم
أكد رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان أن ساعة الصفر «دقت» لإيقاف التدخلات الإيرانية بالمنطقة، لافتاً إلى ضرورة حث الدول العربية على اتخاذ مواقف وإجراءات حاسمة وأنه لا وقت للاعتذارات.
وأشار، في تصريحات صحافية على هامش مشاركته في المؤتمر الحقوقي الخليجي، إلي أن البرلمان العربي يقف خلف القيادة العربية خصوصاً السعودية وما اتخذته من إجراءات في جميع المحافل الدولية وغيرها.
وأشار إلى أن الجميع مع المصالحة، ولكن لابد لإيران أن تعرف حدودها وتقف عندها، مبيناً أنه لا وقت الآن لأي دولة للتدخل وإجراء مصالحة أو غيرها مع إيران.
وأكد أن المبدأ الذي تعمل به إيران بما يسمى «التمدد الطبيعي» أمر مرفوض من الشعوب العربية، مضيفاً «أتمنى من أحد أن يعطيني نقطة إيجابية واحدة قامت بها إيران للدول والشعوب العربية، وأنا سأشيد بها، بينما نحن لدينا أخوة إيرانيين يعيشون بأمن وسلام ولديهم حسينياتهم، وهم فئة فاعلة في القرار السيادي، ونحترم الشعوب ولكن التدخل الإيراني مرفوض».
وتابع «نحن في مدرسة الشيخ زايد، تعلمنا منذ الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الحكمة، وهناك العديد من التجار الإيرانيين الذين يعملون في الخليج، ولدينا جاليات إيرانية نقدرها ونحترمها، ولكن إيران أصبحت تتمادى، ولا تعي مبادئ حسن الجوار والمصالحة، وظنت أن الكرامة العربية ضعيفة، ولكن لا، ليست ضعيفة».
وقال نحن نعرف متى نتحرك، وندعم التحركات العربية الحالية، ويجب أن نحث الدول العربية في مثل هذه الظروف أن تأخذ المواقف الحاسمة، نحن ندعم أن تكون إيران صديق وجار، ولكن هي لا تعي تلك اللغة حالياً، والآن الوقت مناسب جداً لإنهاء تدخلاتها السافرة في الشأن العربي.
وأكد أن هناك استنزافاً لمقدرات الشعب الإيراني، والتي تحرق في الهواء بسبب الحروب التي تخوضها إيران، إضافة لدعمها للإرهاب.
وبين أن في الوطن العربي أناس محبين للسلام، وداعين لكل ما هو إيجابي في المنطقة ويعود بالنفع على جميع العرب، أو حتى الجيران، وهو جلي في السياسات التي انتهجتها الدول العربية، من التروي في العلاقات مع إيران، ولكن إيران لديها المشكلة.
وتابع أنه منذ فترة ليست بالقصيرة ونحن نتعامل بمبدأ «حسن الجوار مع إيران، وتربطنا بالشعب الإيراني علاقة جيدة، إلا أن القيادة الإيرانية برزت بأسلوب غير صحيح، ولا يدعم الهدوء والتهدئة في المنطقة، وإنما يتدخل سلبياً في الوطن العربي، سواء البحرين أو غيرها، وتدعم الجماعات الإرهابية لزعزعة الاستقرار، صحيح أننا نتألم لما حصل في الحسينيات بالكويت والسعودية، وهؤلاء أهلنا ولا نقبل أن يمسوا».
وأكد أن التدخل السافر الإيراني في الشؤون العربية إنما يخدم سياستها فقط، ولا يخدم توجهات الدول، كون النظام الإيراني متغطرس في العالم العربي، وهو الأمر المرفوض من الشعب العربي أجمع.
ودعا الجروان الشعب الإيراني إلى أن «يقول كلمته» في الداخل الإيراني، لتعزيز الشراكة والتنمية والتطوير، للأجيال القادمة من أبناء العرب والإيرانيين، وأن يعلن رفضه لتلك السياسات، مؤكداً أن «العرب والإيرانيين» سيبقون جيراناً إلى يوم القيامة. وأكد أن بناء علاقات إيجابية مع الشعب الإيراني وحكومة لا تتدخل بدول الجوار هو استراتيجية هامة بالنسبة للبرلمان العربي. وأشار إلى أن تلك التدخلات الخرقاء السلبية، منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي، ولا يوجد هناك أي توجه إيجابي أو داعم للتنمية الاقتصادية والثقافية بين الشعوب، وإنما كل ما وجده الشعب هو محاولات لتصدير الثورة، بدلاً من تصدير الحب والوئام. وشدد على أن البرلمان العربي ضد الحروب والتصعيد في المنطقة، إلا أنه ضد التدخل الإيراني أيضاً، مؤكداً أن البرلمان العربي لا ينتظر أن تأتيه الأحداث، وإنما يتصدى لها كما تصدى لإسرائيل، مؤكداً أنه ليس مع الحروب والتصعيد في المنطقة.