الرياض - (وكالات): اتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إيران بأنها الداعم والراعي الأول للإرهاب في العالم، مؤكداً استعداد الدول العربية للدفاع عن نفسها، في حين أعلن نظيره الأمريكي جون كيري تفهم بلاده مخاوف دول الخليج تجاه إيران، مشدداً على التزام بلاده بدعم شركائها في دول مجلس التعاون الخليجي ضد أي تهديد خارجي.
وفي وقت لاحق، التقى خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود،
وزير الخارجية الأمريكي، في الدرعية شمال غرب الرياض. وقالت وكالة الأنباء السعودية إن اللقاء «بحث مستجدات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة تجاهها، وبخاصة مناقشة تطورات الأحداث على الساحة السورية، وكذلك أهمية التصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول».
وصباح أمس، شارك الوزير الأمريكي في اجتماع لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي، ثم التقى العاهل السعودي، وولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان ومنسق الهيئة العليا للتفاوض باسم المعارضة السورية رياض حجاب.
وقال الجبير في مؤتمر صحفي أمس في الرياض إثر اجتماع ضم وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وكيري، إن إيران هي الراعي الأول للإرهاب في المنطقة، وتتخذ موقفاً عدوانياً من العالم العربي.
وأضاف أن الدول العربية مستعدة للدفاع عن أراضيها في وجه أي تهديدات، وأن الدول الخليجية تعمل مع الولايات المتحدة لمواجهة التدخلات الإيرانية في المنطقة.
كما أكد وزير الخارجية السعودي أن الولايات المتحدة تعمل مع شركائها الخليجيين لمنع أي تهديد نووي من إيران، وقال إن التقارب بين الولايات المتحدة وإيران لا يقلق الدول الخليجية، وأوضح أن ذلك التقارب ليس بالصورة التي يُروج لها في وسائل الإعلام.
ووصل كيري فجر أمس إلى الرياض قادماً من منتجع دافوس السويسري، والتقى لاحقاً نظراءه في دول مجلس التعاون الخليجي.
وتأتي زيارته بعد مدة وجيزة من بدء رفع العقوبات عن إيران بمقتضى الاتفاق النووي المبرم بين طهران ومجموعة 5+1 في فيينا في يوليو الماضي.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي تفهم واشنطن مخاوفَ دول الخليج تجاه إيران عقب رفع العقوبات عنها، وجدد تأكيد التزام بلاده بدعم شركائها في دول مجلس التعاون الخليجي ضد أي تهديد خارجي.
وأوضح كيري في المؤتمر الصحفي المشترك مع الجبير، أن الولايات المتحدة ستتصدى كلما دعت الضرورة للتصرفات الإيرانية التي تثير قلق دول المنطقة، مشيراً إلى العقوبات التي أعلنت واشنطن قبل أسبوع تقريباً أنها ستفرضها على إيران رداً على قيامها بتطوير برنامجها للصواريخ الباليستية.
وعن اليمن، قال كيري «نقف مع السعودية أمام التهديد الذي يشكله تمرد الحوثي في اليمن، نواجه التمدد الحوثي في اليمن وتهديد القاعدة».
وقالت مصادر إن زيارة كيري جاءت وسط توتر إثر قطع السعودية - في وقت سابق من هذا الشهر - علاقاتها بإيران، جراء الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة في طهران وقنصليتها العامة في مدينة مشهد.
وأضافت أن الوزير الأمريكي حمل رسالة طمأنة إلى دول الخليج، وأنه ذكّر بالتزام الولايات المتحدة بالدفاع عن حلفائها، وبمتابعة دعم طهران لأحزاب ومنظمات مُتهمة من بعض الدول بالإرهاب على غرار «حزب الله» اللبناني.
وأفادت المصادر بأن اجتماع كيري بنظرائه الخليجيين في الرياض يأتي امتداداً لاجتماعات سابقة، على غرار القمة التي عقدت في مايو الماضي في كامب ديفد.
وبحث الاجتماع الوزاري في الرياض ملفات الاتفاق النووي مع إيران، ومفاوضات جنيف، وتشكيلة وفد المعارضة السورية الذي سيشارك فيها، كما تطرق إلى التطورات في المنطقة، والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية «نريد ان نناقش مع وزراء مجلس التعاون الخليجي الغضب السعودي الذي نجم عن الهجمات على بعثتي الرياض في ايران».
واضاف «نقف معهم بالكامل في هذه القضايا لكننا نرى ان خفض التوتر هدف مهم ليس للولايات المتحدة فقط بل للمنطقة».
وعبر الدبلوماسي الامريكي عن الامل في ان تفكر الرياض في «اعادة فتح سفارتها في طهران». وقال «من المهم ان يتوصل السعوديون والايرانيون الى طريقة للتعايش».
من جهة أخرى، ناقش كيري مع الجبير محادثات السلام المرتقبة في جنيف خلال ايام بين ممثلي النظام السوري والمعارضة باشراف الموفد الخاص للامم المتحدة ستافان دي ميستورا.
ولم يحدد كيري موعدا لهذه المحادثات، الا انه اعلن ان مجموعة دعم سوريا المؤلفة من 17 دولة ستجتمع «على الفور بعد انتهاء الجولة الاولى» من المحادثات بين ممثلي النظام والمعارضة.
وبحسب موسكو، فإن كيري اتصل بنظيره الروسي سيرغي لافروف وبحثا في مسألة تمثيل المعارضة السورية في محادثات السلام.