تونس - (وكالات): دعا رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد التونسيين إلى «الصبر» بعد أسبوع من الاحتجاجات الاجتماعية غير المسبوقة منذ ثورة 2011، وذلك دون أن يعلن أي إجراءات ملموسة للتصدي لمشاكل البطالة والفساد، بينما أوقف 261 شخصاً بتهمة التسبب باضطرابات و84 آخرين لمخالفتهم حظر التجول، فيما حث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التونسيين على «عدم إضاعة بلدهم» وضرورة تفهم صعوبة الأوضاع الاقتصادية في العالم أجمع. وبعد أيام عدة من المواجهات بين المتظاهرين وعناصر الشرطة والتي دفعت السلطات إلى إعلان حظر تجول ليلي لمدة غير محددة، ساد هدوء نسبي العديد من المدن.
ورغم استمرار خطر تصعيد جديد، لم يعلن الصيد أي إجراء إثر جلسة طارئة لمجلس الوزراء وحض مواطنيه على «الإدراك أن هناك صعوبات»، مضيفاً أن «الحلول موجودة لكننا نحتاج إلى التحلي بالصبر والتفاؤل». وأوضح أن تونس «في خطر رغم الأشياء الإيجابية التي أنجزناها وخاصة على مستوى الانتقال الديمقراطي»، لافتاً مجدداً إلى التحديات «الأمنية والاقتصادية والاجتماعية».
وكان الصيد أعلن أنه لا يملك «عصا سحرية» لتأمين الوظائف للجميع في الوقت نفسه، وقد شدد على أن مجلس الوزراء سيبقى مستنفراً لبحث الوضع في البلاد التي تواجه صعوبات اقتصادية كبيرة.
واعتبر المحلل سليم الخراط أن التصريحات مخيبة للآمال، مؤكداً أنه «لم يفاجأ» بعدم إعلان أي إجراءات. وقال الخراط «لو كانت الحكومة تملك حلولاً لطرحها لكانت فعلت قبل اندلاع الأزمة، يجب ألا ننسى أن هامش المناورة محدود».
وفي القصرين وسط البلاد الفقير، حيث انطلقت الحركة الاحتجاجية على التهميش الاجتماعي والفقر، تبدو الحياة وكأنها عادت إلى طبيعتها. وكان سكان وشبان أطلقوا حملة لتنظيف ما خلفته الصدامات.
وفي سيدي بوزيد غير البعيدة، أشعل بعض طلاب المدارس إطارات. وأكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أن الاحتجاجات على البطالة والاقصاء الاجتماعي القائمة في بلاده «طبيعية». وأضاف أن شعار الثورة كان الحرية والكرامة و»ليس هناك كرامة من دون عمل (...) لا نستطيع أن نقول لأحد لا يملك ما يأكله أن يصبر أكثر».
وأوقف 261 شخصاً بتهمة التسبب باضطرابات و84 آخرين لمخالفتهم حظر التجول، كما ذكرت وزارة الداخلية. وفي باريس، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي استقبل رئيس الوزراء التونسي خطة دعم لتونس بقيمة مليار يورو للسنوات الخمس المقبلة، تهدف خصوصاً إلى «مساعدة المناطق المحرومة والشباب عبر التركيز على الوظائف».