عواصم - (وكالات): بلغ عدد المدارس السورية التي استهدفتها المقاتلات الروسية، منذ بدء عملياتها الجوية في سوريا قبل نحو 4 أشهر، 25 مدرسة واقعة في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة السورية المعتدلة، وفقاً لإحصاءات الحكومة السورية المؤقتة، فيما قتل عشرات المدنيين بينهم أطفال في غارات روسية على الأرجح على منطقة بمحافظة دير الزور شرقاً والرقة شمالاً، في وقت يعمل الأمريكيون على تجهيز مطار في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا لاستخدامه كقاعدة عسكرية لطائراتهم المروحية التي تقل عشرات المستشارين والعناصر الذين دخلوا البلاد أخيراً، بينما أعلن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الولايات المتحدة وتركيا مستعدتان لحل عسكري في سوريا إذا لم يكن التوصل لتسوية سياسية ممكناً.
ووفق المعلومات الصادرة عن الحكومة المؤقتة التي يرأسها أحمد طعمة، فإن المقاتلات الروسية استهدفت حتى اليوم 14 مدرسة في محافظة حلب وستا في محافظة إدلب و3 في دمشق، وواحدة في دير الزور وأخرى في الرقة. ويوم 11 يناير الحالي، استهدفت المقاتلات الروسية مدرسة في بلدة عنجارة بمحافظة حلب أسفرت عن مقتل 17 شخصاً، بينهم 8 طلاب.
وإلى جانب مدرسة بلدة عنجارة، استهدفت المقاتلات الروسية عدداً من المدارس الموجودة في منطقة أتارب وقرى الحور وكفر داعل وكفر مايا ومنغ وياقد العدس. وفي بقية المحافظات، استهدف الطيران الروسي مدارس في منطقة جرجناز وجسر الشغور ومعرة النعمان وسرمدا ورامي وكنصفرة بمحافظة إدلب، بينما قصف مدارس في بلدة دير العصافير ومنطقة دوما بالعاصمة دمشق.
ووفق معلومات حصلت عليها الأناضول، فإن الغارات الروسية خلفت خلال المئة يوم الأولى، قرابة ألف قتيل من المدنيين، في وقت أعلن الناطق باسم الأمانة العامة للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك يوم 3 نوفمبر الماضي أنّ الغارات الروسية على حلب وحماة وإدلب، خلال الفترة الممتدة من 5 إلى 30 أكتوبر الماضي، أجبرت ما يقرب من 124 ألف مدني على ترك مناطقهم.
وكثفت الطائرات الروسية ضرباتها على مناطق المعارضة في محافظات حلب وحماة وحمص، إضافة إلى مناطق في ريف دمشق، حيث تمّ استهداف المخابز والمدارس والمستشفيات الميدانية والمساجد، بينما بقيت الغارات محدودة على مواقع تنظيم الدولة.
وسبق للحكومة المؤقتة أن أشارت في عدة بيانات لها إلى أن القوات الروسية، المشاركة في الحرب الدائرة بسوريا بحجة مكافحة تنظيم الدولة «داعش» منذ مطلع سبتمبر الماضي، ركزت غاراتها على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المعتدلة والمدنيين القاطنين فيها أكثر من استهدافها مواقع تنظيم الدولة.
وكان رئيس اللجنة العسكرية لـحلف شمال الأطلسي «الناتو» بيتر بافيل قال إن 70% من القصف الروسي يستهدف المعارضة السورية مقابل 30% فقط ضد «داعش». في شأن متصل، قتل عشرات المدنيين بينهم أطفال في غارات روسية على الأرجح على بلدة الخشام في محافظة دير الزور شرق سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وبذلك، يرتفع إلى 73 بينهم 22 طفلاً و9 نساء عدد المدنيين الذين قضوا منذ فجر الجمعة الماضي في غارات نفذتها طائرات حربية على مناطق في دير الزور.
ويسيطر تنظيم الدولة على الخشام وعلى مجمل محافظة دير الزور، باستثناء جزء من مدينة دير الزور ومطارها العسكري التي لا تزال بأيدي القوات النظامية.
من جهة أخرى، يعمل الأمريكيون على تجهيز مطار في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا لاستخدامه كقاعدة عسكرية لطائراتهم المروحية التي تقل عشرات المستشارين والعناصر الذين دخلوا البلاد أخيراً، وفق ما أفادت مصادر متطابقة.
ونفت القيادة العسكرية الأمريكية سيطرتها على أي مطار في سوريا، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها تسعى «باستمرار إلى زيادة فاعلية الدعم اللوجستي» لقواتها في سوريا. وقال مصدر عسكري سوري «يجهز الأمريكيون قاعدة عسكرية في منطقة تدعى أبو حجر جنوب رميلان بريف الحسكة الشمالي الشرقي منذ أكثر من 3 أشهر»، مضيفاً أن عشرات الخبراء الأمريكيين يشاركون «في تجهيز القاعدة» بمشاركة وحدات حماية الشعب الكردية، «وقد باتت شبه جاهزة للعمل».
وبحسب المصدر، فإن القاعدة «معدة لاستقبال مروحيات وطائرات شحن، ويبلغ طول مدرجاتها 2700 متر وهي مؤهلة لأن تتحول إلى مهبط لطائرات عدة تقل عتاد وذخائر». لكنه أكد عدم وجود أي طائرات حربية مقاتلة فيها كما لم يتم استخدامها حتى الآن في عمليات عسكرية.
من جانبه، قال نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الولايات المتحدة وتركيا مستعدتان لحل عسكري في سوريا إذا لم يكن التوصل لتسوية سياسية ممكناً.
وأضاف في مؤتمر صحفي بعد اجتماع مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو «نعلم إنه من الأفضل التوصل لحل سياسي ولكننا مستعدون، إذا لم يكن ذلك ممكناً لأن يكون هناك حل عسكري لهذه العملية وطرد داعش» في إشارة إلى تنظيم الدولة الذي يسيطر مسلحوه على أجزاء من سوريا. وفي شأن آخر، قالت جماعات المعارضة المسلحة السورية إنها تحمل حكومة الرئيس بشار الأسد وروسيا مسؤولية أي فشل في محادثات السلام التي تهدف إلى إنهاء الحرب الأهلية في البلاد حتى قبل بدء المفاوضات في جنيف الأسبوع الجاري.
وطالبت المعارضة السورية بإنهاء حصار الحكومة ووقف الغارات الجوية الروسية كبادرة على حسن النوايا قبل المشاركة في المحادثات المقررة في 25 يناير الحالي. ويصر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على أن المحادثات يجب أن تجري الأسبوع الجاري.
وقال بيان مشترك من عشرات من جماعات المعارضة إنهم يحملون نظام الأسد وحليفته روسيا مسؤولية أي فشل في العملية السياسية بسبب جرائم الحرب المستمرة التي يرتكبونها بما في ذلك الحصار وقصف المناطق المدنية.