«ليس جميع مرتادي المراكز الصحية يريدون إجازةً مرضية».. عبارةٌ تجول في ذهني في كل مرة أضطر فيها إلى مراجعة المركز الصحي، وأفاجأ بالمعاملة غير المهنية من قبل بعض الموظفين العاملين بالمركز.
في يوم الثلاثاء 5/1/2016، اضطررنا إلى مراجعة مركز بنك البحرين والكويت الصحي بمدينة الحد، وذلك بسبب تعبٍ أَلمَّ بجدتي العزيزة - أطال الله في عمرها ومنحها الصحة والعافية. كانت مراجعتنا في الفترة المسائية، بعد الساعة السابعة بقليل. تمت إحالتنا إلى غرفة التصنيف، كون التسجيل للمواعيد بالطريقة الاعتيادية قد تم إيقافه في ذلك الوقت بسبب الاكتفاء بالأعداد المُسجّلة، وبعد التصنيف تمت إحالتنا إلى إحدى غرف الأطباء، إلا أن الطبيبة لم تكن موجودة! توجهت إلى مكاتب التسجيل مرةً أخرى، إلا أن الموظف الموجود لم يتعب نفسه بالنظر في الأمر، أو حتى تقديم المساعدة! بل إنه لم يرفع عينيه ليكلمني بطريقةٍ مهذبة! عدت إلى غرفة الانتظار، وبعد وهلةٍ وجدنا إحدى الموظفات التي قامت بمساعدتنا، وتم تحويلنا إلى غرفة طبيبةٍ أخرى.
لنُعِد النظر في هذه الأحداث قليلاً، فعلى الرغم من قصر المُدّة الزمنية لها، إلا أنها مليئة بالملاحظات التي نشكو منها بشكلٍ مستمر. فبادئ الأمر، المواعيد انتهت قبل انتهاء فترة الدوام الرسمي للمركز الصحي بما يُقارب الساعتين، وقد لا يكون للعاملين بالمركز يدٌ في تحديد أو تقليل عدد المرضى المراجعين، إلا أنه من الواجب إيجادُ حلٍّ للمرضى المراجعين بعد انتهاء المواعيد، حيث إن مركز المحرق الصحي لن يستقبلهم قبل الساعة التاسعة مساءً! كما إنه من الواجب الإعلان عن انتهاء المواعيد للمرضى، ففي إحدى المرات التي ذهبت فيها في الفترة الصباحية، انتظرت إلى أن أتى دوري لمكاتب التسجيل، لأُفاجأ بالموظفة تقول لي إن المواعيد انتهت، وتُخيرني بين موعدٍ في الفترة المسائية أو اليوم التالي!
الأمر الآخر، لم تكن الطبيبة موجودة في غرفتها. نعم، ربما تم استدعاء الطبيبة لحالةٍ طارئة، إلا أنه ألم يكن حرياً بمن أحالنا إليها أن يتأكد من وجودها؟ خصوصاً أن المريضة المُحالة إليها كبيرةٌ في السنّ وعلى كرسيٍّ متحرك، وهي من الفئات التي يجب أن تنال الأولوية والمعاملة الخاصة، تماشياً مع حالتها الصحية الخاصة.
الأمر الثالث، طريقة تعامل الموظف في مكاتب التسجيل معي! وإنني لأتساءل؛ هل يعي الموظفون والعاملون بالقطاع الصحي الطبيعة الخاصة لأعمالهم؟ هل يدركون أنهم يتعاملون مع مرضى؟ أظنُّ أن هذه الحقيقة غائبة عن أذهان الكثيرين منهم، وإلا لما كنّا نرى مثل هذه التصرفات تصدر من البعض! وأشدد على كلمة «البعض»، فالتعميم أمرٌ غيرُ صائب.
أخيراً، أودّ أن أقول إن من مراجعي المراكز الصحية مرضى، وأعني مرضى حقاً، فلسنا جميعاً نريد إجازةً مرضية. كما إنّ منّا الكبير في السن، ومنّا من يعاني من حالةٍ طارئة، ومنّا من أحضر قريباً له ويده على قلبه خوفاً عليه، فليَعي العاملون بالمراكز الصحية هذه الأمور، ويضعوها نُصب أعينهم، فهي من الأبجديات والمُسلّمات، وليُدركوا أن من يتعاملون معهم، هم بشرٌ كذلك.
البيانات لدى المحررة