مراكش - إيهاب أحمد



حذر مشاركون في مؤتمر «حقوق الأقليات الدينية في الديار الإسلامية « المقام بالمغرب، من خطر تقسيم المجتمع إلى أقلية وأكثرية ومن خطر التمييز بين أبناء الوطن الواحد، مؤكدين في جلسة أمس على نبذ العنف والتطرف الديني والتأكيد على حقوق أن المواطن مبناها المواطنة بعيداً عن العرق والطائفة.
وأكد الباحث التركي رجب شان تورك، أن الإسلام جاء بنظام عالمي للبشرية ولم يحصر الحقوق في المسلمين فقط. وتطرق في كلمته المعنونة بـ»التجربة العثمانية ونظام الملة» إلى التعايش بين اتباع الملل في إسطنبول.
وتطرق تورك إلى كيف أدار المسلمون التعددية الاجتماعية نظرياً وعملياً باحترامهم للآدمية حتى مع أصحاب الديانات المختلفة معتبراً أن مشكلة المسلمون اليوم الكبيرة في إدارة التعددية.
أما د. أحمد شحلان فتطرق في ورقة «التجربة التاريخية للمملكة المغربية في التعايش بين الأديان» إلى تعايش الأقليات في المغرب على مدى العصور، موضحاً كيف انخرطت الأقليات في المجتمع المغربي وكيف استطاعوا تبوء مناصب قيادية.
وفرق وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني الشيخ يوسف ادعيس، بين علاقة الفلسطينيين باليهود والمحتلين للأراضي الفلسطينية، مشدداً على ضرورة وجود لقاءات بين المسلمين والمسيحين لإصدار قرار دولي يرفض الاحتلال والقتل.
وتطرق إلى التجربة الفلسطينية في التعايش بين المسلمين والمسيحيين، محذراً في ذات الوقت من محاولة الاحتلال التفرقة بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين مقترحاً إقامة نسخة من المؤتمر في فلسطين.
إلى ذلك دعا مطران كنيسة القيامة منيب يونان، إلى صلاة موحدة في القدس تجمع المسلمين والمسيحيين، متطرقاً لدور العرب المسيحيين في بناء وطنهم والتصدي للاحتلال وكيف تعايشوا مع المسلمين وفق مبدأ الشراكة الوطنية لا باعتبارهم أقلية.
وأكد يونان أن التطرف لا دين له داعياً العالم العربي والإسلامي إلى الابتعاد عن مصطلح الأقلية والتركيز على المواطنة المتساوية الحاضنة للتنوع. واعتبر أن تقسيم المجتمع لأقلية وأكثرية هو خطر كونه يمايز بين أبناء الوطن الواحد. وأكد على ضرورة الحديث بقوة عن المواطنة المتكافئة التي تحترم كرامة الإنسان بغض النظر عن الانتماء الطائفي أو العرقي، مشيراً إلى أن الدساتير العربية الحديثة تضمن هذه المساواة والتعددية بين أبناء الوطن الواحد. وقال يونان إن أفضل إجابة على التكفيريين هو تطبيق قيمة المواطنة الحاضنة للتنوع، ما يتطلب تغيير الخطاب الديني وتغيير المناهج التعليمية وأن يكون الإعلام شاملاً دون تحيز.
من جانبه أكد رئيس الوقف السني العراقي عبداللطيف الهميم، إن العراقيين مصممون على قيام الدولة القانونية بلا إقصاء لأي مكون على حساب مكون آخر. وقال إن المشكلة في المنطقة انعكست علينا فالعراق بكل مكوناته ضحية حرب بالوكالة.
يشار إلى أن المؤتمر الذي يعقد بمدينة مراكش تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس يقام على مدى 3 أيام بتنظيم من وزارة الأوقاف المغربية بالتعاون مع منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة وبمشاركة أكثر من 150 عالماً ومفتياً من دول العالم و100 من ممثلي الأقليات غير المسلمة إضافة إلى ممثلي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، والهيئات المدنية الناشطة في مجال حوار الأديان.