وقال الرئيسي السبسي، إن تونس والبحرين هما دائماً معاً حتى أنه من حسن الطالع لما كنا معاً في القمم العربية كان مقعد تونس ملاصق لمقعد البحرين وهذه إشارة للتقارب والتقارب الأعمق في مواقف كثرة وفي الوضع الحالي.
وقال إننا في تونس نكبر في البحرين الوسطية والتفتح ونحن في تونس دائماً نسعى أن نكون أمة وسطى واستشهد بالآية الكريمة «وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً» لذا فإن زيارتي للبحرين تأتي في إطار علاقاتنا الطيبة.
ووجه الرئيس التونسي الدعوة لجلالة الملك المفدى لزيارة الجمهورية التونسية وشكر جلالته على منحه وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، وقال إنه يسعدني أن أقدم لجلالتكم الصنف الأكبر من وسام الاستقلال وهو أقدم وسام أسسه المغفور له الحبيب برقيبه الذي كان معجباً بالبحرين.
وأكد الرئيس التونسي، في كلمته، أن البحرين قوية بأصالتها وملكها ورجالاتها.. وفي هذا الخضم الدولي الذي يتغير بسرعة والمتغيرات كثيرة لكن كثيراً منا لم يعي ضرورة الأخذ بعين الاعتبار هذه المتغيرات لأن مهما كانت قوتنا فنحن قوة صغيرة في عالم متغير ولابد أن نعي ذلك وأن تكون سياستنا سياسة واقعية تأخذ بعين الاعتبار الواقع وبهذا نحفظ لشعوبنا الكرامة ونحفظ لبلداننا الأمن والاستقرار، وأنا شخصياً على ثقة وأعني ما أقول أن البحرين في ملكها ورجالاتها تبقى دائماً سائرة في طريق التقدم والرقي وهذا نحن نباركه وتونس التي تمر الآن بفترة سعيدة لأسباب لأنها أقرب نقطة أفريقية من أوروبا والوضع في أوروبا يفرض على تونس الكثير من التحديات ونحن نحاول بتوفيق من الله أن نتغلب عليها. وشكر الرئيس التونسي في ختام كلمته جلالة الملك المفدى.
بعدها قام جلالة العاهل المفدى بمنح الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الممتازة تقديراً لدوره في دعم مجالات التعاون المشترك بين البلدين، فيما قام الرئيس التونسي بمنح حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى الصنف الأكبر من وسام الاستقلال تقديراً لدور جلالته وجهوده في دعم علاقات البلدين الشقيقين في المجالات كافة.
وبحضور حضرة صاحب الجلالة العاهل المفدى ورئيس الجمهورية التونسية، تم التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم بين البلدين، وهي:
- مذكرة تفاهم في مجال حماية البيئة والتنمية المستدامة بين حكومتي البحرين وتونس، وقام بالتوقيع عليها من الجانب البحريني سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك المفدى رئيس المجلس الأعلى للبيئة، فيما وقعها من الجانب التونسي وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي.
- اتفاق تعاون في المجال الأمني بين حكومتي البحرين وتونس، ووقعه من الجانب البحريني الفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وزير الداخلية، ووقعه من الجانب التونسي وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي.
- اتفاقية بين حكومتي البحرين وتونس للتعاون في مجال الدفاع ووقعها من الجانب البحريني وزير شؤون الدفاع الفريق الركن يوسف الجلاهمة، ومن الجانب التونسي وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي.
- اتفاقية النقل الجوي بين حكومتي البحرين وتونس، ووقعها من الجانب البحريني وزير المواصلات والاتصالات كمال بن أحمد، ووقعها من الجانب التونسي وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي.
- برنامج تنفيذي لاتفاقية التعاون في المجال الصحي بين حكومتي البحرين وتونس وقعها من الجانب البحريني وزيرة الصحة فائقة الصالح، ومن الجانب التونسي وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي.
بعد ذلك، عقد حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، اجتماعاً بحضور صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء.
وجرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الأخوية الوثيقة التي تجمع البلدين والشعبين، وسبل تطوير وتنمية آفاق التعاون المشترك في مختلف المجالات.
وأكد جلالة الملك المفدى أن البحرين وتونس لهما حضارة عريقة وأن البحرين بلد التسامح والتعايش الأخوي بين مختلف الأديان منذ عصور طويلة فهي مركز للحضارات والأديان المختلفة في المنطقة وأن شعبها المتعلم يحترم ويرحب بمختلف الأديان. وقال جلالته إن البحرين حرصت على التنمية في مجالات التعليم والصحة منذ القدم.
فيما أكد الرئيس التونسي سعادته بالزيارة، وقال إننا نسعد باللقاء في هذا البلد الشقيق، مشيراً إلى أن تونس تحرص كذلك على دعم قطاعات التعليم ومكافحة الأمية من خلال وضع مختلف الخطط والبرامج.
كما بحث جلالة الملك المفدى والرئيس التونسي آخر التطورات والمستجدات الإقليمية والعربية والقضايا موضع الاهتمام المشترك.
وأقام حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى مأدبة غداء تكريماً للرئيس التونسي والوفد المرافق.
وكان سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء في مقدمة مستقبلي الرئيس الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية التونسية لدى وصوله إلى البلاد في وقت سابق في زيارة رسمية للبحرين.
وتشكلت بعثة الشرف برئاسة وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة.