أكدت الكتابة والإعلامية البحرينية سوسن الشاعر أن هناك مشروعاً لتقسيم المنطقة ولكنه نجح في دول وفشل في دول أخرى، موضحة أن ذلك يتم عبر استخدام القوى الناعمة التي لم تيأس ومازالت تستعد لجولات أخرى.
ولفتت الشاعر في محاضرة بعنوان: «مصر والبحرين وما بينهما»، ضمن أولى فعاليات البرنامج الثقافي للمملكة ضيف شرف معرض القاهرة الدولي الـ 47 للكتاب، إلى أن البحرين ومصر في خندق واحد في مواجهة مشروع هدم الدولة والمجتمع.
وتناولت الشاعر في محاضرتها، أبرز جوانب التجربة العصيبة التي مرت بها كل من البحرين ومصر أثناء الأحداث السياسية التي مازالت تشهدها العديد من أقطار الوطن العربي.
وحول أحداث 11 فبراير، قالت إن البحرين سبقت مصر بسنتين حين أدركت وجود خطر الجماعات الدينية المتحالفة مع القوى الخارجية، وقالت: «إذا كانت مصر خرجت ضد مشروع تقسيم الدولة عام 2013 أي بعد سنتين من إدراك هذا الخطر، فإن البحرين انتفضت ضد مشروع هدم الدولة بعد 7 أيام، وبالتحديد في 21 فبراير، حيث خرج شعب البحرين ليقوم لا لجماعة الولي الفقيه».
واستطردت بالحديث حول تشابه التجربة البحرينية والمصرية في هذا الشأن، فقالت إن التطابق ما بين أحداث فبراير 2011 في البحرين وأحداث يونيو 2013 كبير جداً، حيث قالت: «شاهدنا سيناريوهات واحدة لما حدث في الميادين التي احتلتها تلك الجماعات من خطف لرجال الأمن وغلق للشوارع واحتلال لأسطح البنايات، كذلك شهدنا على ذات ردة فعل الجماعات الدينية في كلا البلدين من الاستعانة بالخارج وتغليب مصلحة الجماعة على مصلحة الوطن الأكبر».
وحول ردة الفعل الدولية على تحرك كل من البحرين ومصر في اتجاه استعادة الأمن وضبط الأوضاع الداخلية، قالت الشاعر إن الجهات الخارجية من دول أجنبية أرسلت وفودها للاجتماع مع الجماعات الدينية في البحرين وتجاهلت الشعب الذي خرج إلى ساحة مسجد الفاتح ليقول كلمة الحق والوطن، وهي ذات الطريقة التي طبقتها تلك الدول عندما اجتمعت مع الجماعات الدينية في مصر وتجاهلت الملايين الذين خرجوا عام 2013 إلى ميدان التحرير رفضاً لمشروع هدم الدولة وتقسميها.
وانتقدت الشاعر دور بعض وسائل الإعلام في تهميش الرأي الآخر والوقوف إلى جانب الفوضى خلال الأحداث المتشابهة التي مرت على البحرين في كلا عامي 2011 و2013.
وشددت على دور الشعوب العربية في الوقوف بوجه مشاريع التقسيم وإحداث الفوضى وعدم الاتكال على الحكومات فقط، داعية الشعوب العربية إلى التمسك بمؤسساتها الوطنية والثقافة وخلق قوة ناعمة في ومواجهة الجماعات الدينية التي استعانت بها بعض الدول الخارجية لإحداث الخلل والفوضى في المجتمع.