فيما هدد عالم دين باكستاني بإرسال عشرة آلاف من شباب طلاب العلم في باكستان للدفاع عن أرض الحرمين، دعا الكاتب الصحفي البريطاني روجر بويز في مقاله إلى تقديم الدعم للسعودية في مواجهتها الراهنة مع إيران، وقال في مقال احتل نصف صفحة في جريدة «التايمز» البريطانية إن «السعودية هي الضمانة الوحيدة والطريق الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة»، مشيراً إلى أنها تعمل على توحيد صفوف المعارضة السورية من أجل إنهاء المعاناة في سوريا.
وقال الكاتب، «إنه على الرغم من أن تنفيذ حكم الإعدام بالسيف ليس أمراً مقبولاً، إلا أن نمر النمر الذي تم إعدامه في الرياض كان قد دعا سابقاً للاحتفال عندما توفي وزير الداخلية السعودي قبل سنوات، فضلاً عن كثير من الأنشطة الأخرى التي قام بها النمر لحساب إيران».
ويقول الكاتب إن أسباب الأزمة بين السعودية وإيران ليس إعدام النمر، وإن ما يجري «أكبر من مشاحنة دبلوماسية بين البلدين»، لافتاً إلى أن إيران التي تسعى لامتلاك القنبلة النووية أصبحت تهدد المنطقة وتتسبب بسباق تسلح فيها.
وفي بداية المقال يشير بويز إلى حادثة اختطاف مجموعة من هواة الصيد القطريين في صحراء السماوة العراقية عندما كانوا يحاولون متابعة هوايتهم في صيد طائر الحبارى المعروف، وتبين أن الخاطفين هم ميليشيات شيعية طالب بعضها بالفدية، كما طالبوا بالإفراج عن رجل الدين الشيعي نمر النمر.
ويضيف بويز: «ربما كان الخاطفون يريدون إثارة إعجاب إيران بحماستهم مع أنهم كانوا يضيعون وقتهم، لأن السعودية قررت إعدام النمر، وكان لدى السعوديين الوقت الكافي لعقد صفقة حول الشيخ منذ اعتقاله عام 2012، إلا أنهم لم يفعلوا وأصروا على تنفيذ حكم القانون فيه وقرار القضاء».
ويلفت الكاتب البريطاني إلى أن أسباب الأزمة بين الرياض وطهران أبعد وأكبر بكثير من إعدام النمر، مشيراً إلى أن «إيران تحاول ممارسة هيمنتها على منطقة الخليج، فهي تقوم بإثارة الشيعة ودعمهم في البحرين، وتساعد المتمردين الحوثيين في اليمن، وتتابع عن قرب المزاج العام في المنطقة الشرقية التي يخرج منها معظم النفط السعودي».
ويضيف: «إيران لا تبغي الخير، ورغبتها في الإطاحة بالنظام في السعودية لم يعد سراً بل يعرفه الجميع، كما أنها لا تبحث عن سبل للتعايش».
ويتهم الكاتب البريطاني الولايات المتحدة بالتواطؤ مع إيران في المنطقة، ويقول إن واشنطن لم تعد وسيطاً نزيهاً للسلام في المنطقة، ولذلك فقدت تأثيرها على السعودية التي لم تعد تثق بواشنطن.
ويرى الكاتب أن الدول الغربية تدعم وجهة نظر أوباما وهي أن إيران جزء من الحل في المنطقة، لكن الغربيين بهذه الطريقة يدعمون الحصان الخاسر، حيث إن دعم إيران ليس في صالحهم بالمطلق.
ويقول بويز: «لا مجال للمقارنة الأخلاقية بين السعودية وإيران»، حيث إنه على الرغم من كل الانتقادات التي يتم توجيهها للسعودية إلا أنه لا يمكن وضعها في صف واحد مع إيران، أو التعامل مع الطرفين بالتساوي.
وينتهي الكاتب البريطاني إلى القول: «حان الوقت لأن نكون واضحين حول هذا: السعودية حليف رئيس للاستقرار في المنطقة بينما لا يمكن أن تكون إيران كذلك.. ولهذا يجب أن نختار أصدقاءنا بعناية».
وفي باكستان، حذر رئيس مجلس علماء باكستان الشيخ طاهر محمود الأشرفي في مؤتمر صحفي حضره عدد كبير من العلماء ورجال الفكر والإعلام إيران بالكف عن اللعب بالنار وقال «ممارسات النظام الإيراني بعد الاعتداءات التي استهدفت البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد، مؤكداً، «أن الاعتداءات والتصريحات العدائية الصادرة من جانب المسؤولين الإيرانيين كشفت الوجه الحقيقي للنظام الإيراني الذي يدعم العناصر الإرهابية».
واعتبر «أن ردة الفعل الإيرانية ضد تنفيذ أحكام الشريعة بحق الإرهابيين في المملكة تدل على أن إيران دولة راعية للإرهاب وتدعم الإرهاب وتؤجج الفوضى بشكل منظم في بلاد الحرمين الشريفين، مشيراً إلى أن محاولة زعزعة أمن واستقرار بلاد الحرمين الشريفين تدل على مساعي إيران لتفريق الأمة الإسلامية على أساس طائفي وإضعاف كيانها»، داعياً «الحكومة الباكستانية وبقية الدول الإسلامية إلى اتخاذ موقف جادة ضد إيران خاصة بعد تعرض البعثة الدبلوماسية السعودية في إيران لاعتداءات متطرفة بهدف وضع حد للتدخلات الإيرانية في الدول الإسلامية، ومؤازرة قرارات المملكة التي تضمن وحدة صف الأمة الإسلامية وأمن بلاد الحرمين الشريفين».
وأتبع رئيس مجلس علماء باكستان، قوله، بعدة تغريدات من الوزن الثقيل على حسابه على موقع تويتر، توجه من خلالها إلى أمين عام حزب الله حسن نصرالله، قائلاً، «الأمة المسلمة متنبهة ومتيقظة، وشباب الأمة يطلبون حساب الدم المسفوح في الشام واليمن»، مضيفاً، «أنت لا تستطيع أن تخرج من حجرتك، لذا لا تتفوه بشيء أكبر من حجمك تجاه السعودية والعرب».
وطالب إيران، «بالكف عما تفعله من سوء تجاه العرب، وإلا فإن النار التي توقدها ستحرقها هي أيضًا»، كاشفاً في الوقت نفسه، «عن استعداد عشرة آلاف من شباب طلاب العلم في باكستان للدفاع عن أرض الحرمين، وإذا أعطتنا القيادتان السعودية والباكستانية الإذن في ذلك، فنحن جاهزون».