عواصم - (وكالات): أعلنت المعارضة السورية المجتمعة في الرياض أمس أنها لن تكون في جنيف اليوم، الموعد المحدد لبدء المفاوضات مع ممثلين للنظام السوري، المعروفة إعلامياً باسم «جنيف 3»، في وقت كان المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا يؤكد أن هذه المفاوضات «لا يمكن أن تفشل»، فيما قتل عشرات المدنيين في غارات روسية على عدة مناطق بسوريا.
وقبل ساعات من الموعد المحدد لمفاوضات جنيف، قال منذر ماخوس، المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات المكلفة من أطياف واسعة من المعارضة العسكرية والسورية بالمفاوضات، «نعم، اجتماعات جنيف ستبدأ اليوم، ولن نكون هناك باعتبار أننا لم نتخذ قراراً بعد في ما يتعلق بالمشاركة». وأضاف «سنواصل اجتماعاتنا اليوم في الرياض». وكانت متحدثة باسم الأمم المتحدة في جنيف أكدت أنه لا إرجاء للمفاوضات المقررة اليوم في مقر المنظمة الدولية في جنيف.
وأعلنت الهيئة العليا للمفاوضات التي تعقد اجتماعات متواصلة في أحد فنادق الرياض منذ 3 أيام أنها لا تزال تنتظر رداً من الأمم المتحدة على مطالب إنسانية تقدمت بها. وقال المتحدث باسم الهيئة سالم مسلط في وقت سابق إن دي ميستورا بعث برسالة جوابية إيجابية إلى المجتمعين حول مطالب إنسانية تقدموا بها، لكنهم لا يزالون ينتظرون رداً من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول التزام الأطراف المعنية بتنفيذ هذه المطالب. وأوضح أن الهيئة بعثت برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة «تطالب أعضاء مجلس الأمن وخاصة الدول الخمس الدائمة العضوية بالقيام بمسؤولياتهم والتزامهم بتطبيق القرار 2254، وننتظر الرد منه». وصدر القرار 2254 في ديسمبر 2015 عن مجلس الأمن ونص على خطة سلام للأزمة السورية تتضمن إجراء مفاوضات. وتنص الفقرتان 12 و13 من القرار على إيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة في سوريا ووقف القصف ضد المدنيين. وأوضح مصدر في المعارضة السورية أن الجواب المطلوب من بان كي مون يتعلق بـ «إجراءات فعلية لتنفيذ» الفقرتين 12 و13 من قرار مجلس الأمن.
وأضاف «الهيئة تنظر بإيجابية إلى المفاوضات ولا تضع شروطاً»، مشيراً إلى أن النظام هو من يحاول تحويل المفاوضات إلى كلام عن الملف الإنساني الذي يفترض أن يكون أمراً محسوماً في القرارات الدولية. وقال «النقاش في ملف إنساني على طاولة سياسية أمر غير أخلاقي وغير قانوني».
وفي موسكو، أعلن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن بلاده اقترحت عقد اجتماع دولي حول الأزمة السورية بحضور مسؤولين غربيين وعرب وإيرانيين في ميونيخ في 11 فبراير المقبل.
وكان دي ميستورا أعلن أن مفاوضات جنيف قد تستمر لستة أشهر.
في هذا الوقت، تستمر الأعمال العسكرية في مناطق عدة من سوريا، وبينها الغارات الجوية الروسية الداعمة للنظام والتي حصدت خلال الساعات الماضية 54 قتيلاً بين المدنيين.
وأدت الغارات الروسية إلى مقتل أكثر من ألف مدني خلال أربعة أشهر، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. إلى ذلك، التقى وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج في موسكو نظيره الروسي سيرغي شويغو وبحث معه «تطوير» العلاقات العسكرية في اجتماع مفاجىء عشية الموعد المقرر لبدء مفاوضات السلام.