أكدت الوفود الخليجية والعربية المشاركة في مؤتمر «مايو كلينك»، الذي اختتم أعماله أمس برعاية رئيس المجلس الأعلى للصحة ورئيس اللجنة الطبية العليا الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، أن البحرين حققت تجربة غير مسبوقة في الخليج والمنطقة العربية، إذ تمكن أطباء واستشاري مركز محمد بن خليفة من نقل المؤتمر من مكان إقامته بأمريكا إلى البحرين ومنذ 3 سنوات.
وأوضحوا أن هذه الخطوة تعتبر رائدة لجهود متواصلة استمرت لفترة طويلة، نظراً لما يمثله المؤتمر من أهمية لكونه أحد أهم المؤتمرات الطبية التدريبية التعليمية التي تقام على مستوى العالم والتي ينظمها مركز «المايو كلينك» في أمريكا، مؤكدين أن أمراض القلب تعد السبب الثاني للوفاة في دول الخليج بعد حوادث السيارات.
وأكد الشيخ محمد بن عبد الله في كلمته أن المؤتمر يصب في مصلحة تطور المسيرة الطبية في البحرين، ويأتي مع توجيهات وحرص صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء في نقل الخبرات العلمية المختلفة للبحرين، والعمل على تقليل نسبة العلاج بالخارج، وجلب الخبرات الطبية الدولية الإقليمية لإجراء العمليات والجراحات المطلوبة للمرضى داخل البحرين لتوفير الكلفة العالية لمثل هذه الجراحات بالخارج».
وقال منسق عام المؤتمر رئيس وحدة عناية القلب استشاري أمراض القلب في مركز محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة التخصصي للقلب في المستشفى العسكري د.هيثم أمين إن المؤتمر قدم خلال فترة أقامته من 27 إلى 30 يناير الجاري، مراجعة شاملة لكافة أمراض القلب ومنها أمراض الشرايين والصمامات، وأمراض القلب الوراثية وعلى أدوية القلب وكهربة القلب، وورش عمل تتناول عمليات القلب المفتوح والقسطرة والعيوب القلبية الخلقية والعيوب الوراثية وأمراض عضلات القلب. وأوضح أن المؤتمر استطاع أن يقدم لكل الأطباء المشاركين، سواء أكانوا من المختصين أو المقيمين والمتدربين في هذا التخصص آخر المستجدات في علاج أمراض القلب سواء الخلقية أم المستجدة.
ولفت أمين إلى أن إقامة المؤتمر في البحرين يمثل خطوة مهمة جداً لأنه سهل مشاركة الأطباء من الدول العربية ودول مجلس التعاون، بدلاً من عناء السفر إلى أمريكا، وصعوبة الحصول على «الفيزا» في الظروف الحالية التي تعيشها المنطقة. وأوضح أمين أن المؤتمر حقق نجاحاً واسعاً على كافة الأصعدة، من الناحية التنظيمية والمادة العلمية والتدريب والتأهيل وأجراء جراحات معقدة والتعاون المشترك، وعدد المشاركين، إذ شارك 300 من المختصين والمدعوين من المراكز المتخصصة بالقلب في دول الخليج والعالم 20 منهم خبير ومختص من «المايو كلينك» و40 خبيراً ومتخصصاً واستشارياً سعودياً، و25 خبيراً من قطر، و20 من الإمارات، و20 من الكويت، وغيرهم من هونغ كونغ.
كما شارك بالمؤتمر، أطباء واستشاريين من بريطانيا وأوربا، بالإضافة إلى المشاركين من البحرين والذين زاد عددهم على 100 مشارك من المختصين في المستشفيات الحكومية والخاصة، وطلاب الطب في جامعة الخليج العربي والجامعة الإيرلندية، والأطباء من البورد العربي والبورد الأمريكي في طب وجراحة القلب. وأوضح أمين أن المؤتمر الدولي الهام يعقد للسنة الثالثة على التوالي بنجاح، وقام أكثر من 11 محاضراً من «مايو كلينيك» بإلقاء 34 محاضرة، استعرضوا خلالها بشكل شامل جميع الجوانب المتعلقة بأمراض شرايين القلب، فشل عضلة القلب، أمراض صمامات القلب، العيوب الخلقية للقلب، واضطرابات النبض مع التركيز على طرق التشخيص المتقدمة والعلاج لمثل هذه الحالات. كما قدم محاضرات متخصصة في تشخيص أمراض القلب باستخدام الموجات الصوتية، والجديد في هذا المجال وبالخصوص تشخيص أمراض الصمامات والأسباب المختلفة لتضخم عضلة القلب وتطبيقات استخدام الموجات الصوتية في الإعداد وتسهيل عمليات القلب الجراحية أو التداخلية باستخدام القسطرة.
وأكد أن تنظيم المؤتمر يعكس الاهتمام المتواصل للقيادة الحكيمة بتطوير التدريب والتعليم الطبي المستمر للأطباء العاملين بالمملكة عموماً، وأطباء القلب بشكل خاص، كما يعكس المثابرة على التعليم الطبي المتواصل والتميز لدى مركز محمد بن خليفة لأمراض القلب.
ونوه بأن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا الدعم الدائم لمركز محمد بن خليفة متمثلاً في رئيس المركز د. ريسان البدران ويمثل شهادة على التزام المركز بأهدافه وخططه لتطوير أطباء القلب لما يصب في تطوير الخدمات الطبية لمرضى القلب في البحرين ومنطقة الخليج العربي. إلى ذلك، حذر استشاري أمراض القلب بالولايات المتحدة البروفسور الأمريكي بيتر فريدي من زيادة انتشار أمراض القلب لدى مواطني دول الخليج، مؤكداً على ضرورة نشر الوعي المجتمعي حول أسباب هذا انتشار هذه الأمراض، لكونه الخطوة الأولى في مجال الوقاية من أمراض القلب. وأشار بريدي إلى أن أمراض القلب تعد السبب الرئيس للوفاة في أمريكا ونسبة الوفيات بازدياد في السنين الأخيرة، موضحاً أنه يعد السبب الثاني للوفيات في دول الخليج بعد حوادث السيارات.