عواصم - (وكالات): يبدأ الموفد الأممي إلى سوريا مفاوضات غير مباشرة بين وفدي النظام والمعارضة في جنيف رغم التوتر الذي ساد بين الجانبين أمس عبر تبادل اتهامات قللت من فرص نجاح المساعي الدبلوماسية التي تبذل لتقليص الهوة بينهما، في حين هددت المعارضة السورية بالانسحاب من المفاوضات إذا فشلت الأمم المتحدة في الضغط على نظام الرئيس بشار الأسد لوقف انتهاكاته ضد المدنيين في سوريا،
فيما جدد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أمس تأييد المملكة لموقف المعارضة السورية بالمشاركة في مفاوضات «جنيف 3»، مشيراً إلى استمرار الدعم العسكري لها في حال فشل المفاوضات، بينما قال وزير خارجية تركيا تشاووش أوغلو إن المعارضة السورية لها الحرية في أن تختار مغادرة محادثات السلام في جنيف ما لم تتحقق مطالبها. ميدانيا، قتل 60 شخصا واصيب اكثر من 100جراء 3 تفجيرات متزامنة، نفذ انتحاريان اثنين منها، هزت منطقة السيدة زينب جنوب دمشق وتبناها تنظيم الدولة «داعش».
واعلنت الامم المتحدة في بيان ان الموفد الاممي ستافان دي ميستورا سيلتقي اليوم في جنيف وفد النظام السوري ثم وفد المعارضة في اطار الجهود التي تبذل لحل النزاع في سوريا. وجاء في البيان أن دي ميستورا سيلتقي ممثلي نظام الرئيس بشار الأسد الذين سبق أن استقبلهم الجمعة الماضي، ثم يلتقي للمرة الأولى بشكل رسمي وفد الهيئة العليا للمفاوضات. وكان رئيس الوفد السوري إلى جنيف سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري اتهم في وقت سابق المعارضة السورية بأنها «غير جدية» وتفتقر إلى «المصداقية»، مؤكداً حرص دمشق على «الحد من سفك الدماء». وأضاف الجعفري في أول مؤتمر صحافي منذ وصوله إلى جنيف أن «الشعب السوري يواجه إرهابيين»، مشدداً على أن الحكومة «لا تتفاوض مع إرهابيين» ولافتاً إلى أن «أحداً حتى هذه اللحظة لا يعرف من هو الطرف الآخر» في المحادثات.
في المقابل، هددت الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة بعيد وصولها إلى جنيف وبعد 4 أيام من التردد قبل الموافقة على المشاركة في المحادثات، بانها ستنسحب منها في حال واصل النظام ارتكاب «الجرائم». وقال المتحدث باسم الهيئة سالم المسلط في مؤتمر صحافي إن «النظام ليس هنا لإيجاد حلول، ولكن لكسب الوقت لقتل المزيد من السوريين». وذكر بمطالب الهيئة قبل الدخول في مفاوضات، وهي إنهاء الحصار ووقف قصف المدنيين وإطلاق سراح الأسرى. ورغم الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، أعرب دي ميستورا عن «تفاؤله وتصميمه» على مواصلة جهوده. وفي واشنطن، حض وزير الخارجية الامريكي جون كيري وفدي المعارضة والنظام السوري على أداء دورهما كاملاً في مفاوضات السلام، متهماً قوات الأسد بتجويع المدنيين.
واعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن هذه المحادثات هي «الفرصة الأفضل وربما الوحيدة لوضع حد للنزاع السوري».
ومن أديس أبابا، حض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «جميع الأطراف على وضع الشعب السوري (...) فوق المصالح الفئوية». وتريد القوى الكبرى التي طاولتها تداعيات النزاع، وأبرزها التهديد المتطرف وأزمة الهجرة، أن يتمكن السوريون من الاتفاق على حل. لكن حجم الهوة بين الطرفين وحلفائهم لا يبعث آمالاً كبرى بتحقيق تقدم على المدى القصير أو المتوسط.
من جانبه، قال محمد علوش المفاوض البارز بالمعارضة السورية وممثل جيش الإسلام إنه سيتوجه إلى جنيف للانضمام إلى وفده لإظهار أن السلطات السورية لا ترغب في التوصل إلى تسوية سياسية. وفي الرياض، جدد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، تأييد المملكة لموقف المعارضة السورية بالمشاركة في مفاوضات «جنيف 3»، مشيرا إلى استمرار الدعم العسكري لها في حال فشل المفاوضات.
وأضاف الجبير، خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش اوغلو الذي يقوم بزيارة للرياض، أن المحادثات يجب أن تركز على نقل السلطة من بشار الأسد، ووضع دستور جديد، وإجراء انتخابات، وألا يكون للأسد أي دور في سوريا الجديدة.
وقال إن وفد المعارضة السورية ذهب للتفاوض حول هذه الأمور. وتابع أن السعودية تدعم المعارضة، سواء اختارت التفاوض أم لا.
وأشار الجبير إلى أن الرياض وانقرة تعملان على دعم المعارضة السورية في كل المجالات، وموقف البلدين هو داعم للأشقاء السوريين.
من جهته، قال تشاووش اوغلو إن المعارضة السورية لها الحرية في أن تختار مغادرة محادثات السلام في جنيف إذا لم تتحقق مطالبها. وأضاف أوغلو «طلبنا من المعارضة أن تطرح شروطها لبدء المفاوضات والاستمرار في المفاوضات. يمكنهم المغادرة في أي وقت إذا لم تنفذ مطالبهم».
وفي موازاة الجهود الدبلوماسية في جنيف، هزت 3 تفجيرات اثنان منها انتحاريان، منطقة السيدة زينب جنوب دمشق اسفرت عن 60 قتيلاً وأكثر من 100 جريح، وتبناها تنظيم الدولة «داعش». إنسانياً، تصر المعارضة على تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي التي تنص على إنهاء حصار عشرات المدن السورية ووقف قصف المدنيين.
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن 46 شخصاً توفوا بسبب الجوع في بلدة مضايا المحاصرة من قبل القوات الموالية للنظام في سوريا، منذ الأول من ديسمبر الماضي.
من جانب آخر فإن مصير الرئيس السوري بشار الأسد الذي تطالب المعارضة وحلفاؤها برحيله قبل بدء العملية الانتقالية، سيكون مطروحاً بالتأكيد.