لو حضرت إحدى الفعاليات للتراث الشعبي من خلال جولتك فيها والاطلاع على كل ما فيها من مقتنياته وموروث شعبي بجميع أنواعه ووسط سماع الطرب الشعبي لحنيت للماضي الجميل.
من هنا يجب أن تضع الجهات المعنية والمختصة مثل وزارة الإعلام وهيئة البحرين للتراث وهيئة السياحة خطة واستراتيجية طويلة الأمد تكون أحد أهدافها الرئيسة هي المحافظة على تراثنا الشعبي بجميع أنواعه من خلال إقامة فعاليات تراثية دائمة.
وهذا هو عين الصواب لخلق جيل يعي ما تركه الأجداد والآباء من موروثات غنية منها ثقافية وإنسانية، مع المحافظة على المهن والحرف اليدوية البحرينية، وكذلك الاشتراك والتشجيع على المحافظة على المتاحف الخاصة التي تقام على يد بعض المواطنين والتي نحرص على دعمها وتأييدها نظراً للمجهود الطيب الذي يقوم به المواطن البحريني في محاولة الحفاظ وإحياء التراث البحريني القديم.
نقولها بكل وضوح وشفافية إن شبابنا أو جيل اليوم لا يجد من يشجعه ويطلعه على هذا الموروث الشعبي الجميل، فشبابنا اليوم يريدون اللحاق بثقافة العصر الذي يعيشونه، بدلاً من النظر بجدية إلى من يهجر التراث والتقاليد والقيم والغناء والأزياء القديمة.
لا نريد أن يصبح الابتعاد عن التقاليد سمة للشباب من الأجيال الجديدة في غفلة المجتمع وعدم انتباه وزاراتنا ومؤسساتنا المدنية لأهمية الموروث الشعبي ولا نريد أن نصحو بعد فقدان الموروث من مبان تاريخية ورحيل كبار السن وعدم توثيقنا لأفكارهم وآرائهم حول التراث.
لولا شجاعة وفطنة واهتمام وشعور الشيخة مي بنت محمد آل خليفة لأهمية هذا التراث والموروث لما استطاعت من خلال هذا الاهتمام حفظ تراثنا من الاندثار والضياع، فشكراً لمساعيها وشكراً لهذا الاهتمام الواضح.
إن تعاقب هذا الموروث الشعبي الثقافي البحريني من جيل الآباء إلى جيل الأبناء هو الهدف الأول لغرس المواطنة الحقيقة فالحفاظ على التراث هو حفاظ على موروثاتنا وتراثنا الشعبي.
أحمد عقاب