عواصم - (وكالات): ساد الغموض أمس مفاوضات جنيف حول النزاع في سوريا مع تأكيد النظام أن لا شريك ليحاوره في حين جددت المعارضة مطالبتها بإجراءات فورية لمصلحة المدنيين متهمة المجتمع الدولي بتجاهل المأساة السورية. ويأتي ذلك غداة إعلان الموفد الأممي ستيفان دي ميستورا رسمياً بدء المفاوضات غير المباشرة، ما يظهر الصعوبة البالغة في جمع طرفي النزاع والهوة الكبيرة بين الدبلوماسية والوقائع الميدانية. وأجرى وفد دمشق مباحثات صباح أمس استمرت أكثر من ساعتين مع الموفد الأممي الذي التقى أمس الأول وفد المعارضة. وعلى الإثر، بدد رئيس وفد نظام الأسد والسفير لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري الآمال بخوض سريع في المفاوضات.
وقال «ما زلنا في إطار الإجراءات التحضيرية للمحادثات غير المباشرة، ما زلنا بانتظار معرفة مع من سنتحاور، لا شيء واضحاً حتى الآن».
واعتبر الجعفري مجدداً أن المعارضة «غير جدية» في المحادثات، مشيراً إلى عدم وجود أجندة للاجتماع.
وتبقى العملية الهادفة إلى إجراء مفاوضات غير مباشرة بين الوفدين بهدف التوصل إلى حل للنزاع السوري، هشة جداً. وبعد لقائه الموفد الأممي، قرر وفد المعارضة عدم حضور الاجتماع الثاني الذي كان مقرراً مع دي ميستورا. وقالت فرح الأتاسي العضو في وفد المعارضة السورية المفاوض «لا يوجد اجتماع مع دي ميستورا. قدمنا المطالب التي نريد أن نقدمها. لا نريد إعادة الكلام نفسه» مع موفد الأمم المتحدة.
وتصر المعارضة على تحقيق مطالب في المجال الإنساني قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية سالم المسلط بأنها ثلاثة «رفع الحصار عن بلدات، والإفراج عن معتقلين، ووقف الهجمات ضد المدنيين بواسطة الطيران الروسي ومن قبل النظام». لكن التصعيد على الأرض استمر أمس.
وتابعت قوات الرئيس بشار الأسد تقدمها في محافظة حلب شمال سوريا وباتت على بعد 3 كيلومترات من بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين من الفصائل المقاتلة المعارضة، بحسب ما أفاد مصدر عسكري سوري. وترافق هذا التقدم مع تعرض منطقة ريف حلب الشمالي لقصف جوي روسي هو الأعنف، منذ بدء موسكو حملتها الجوية في سوريا في 30 سبتمبر الماضي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتعليقاً على ذلك، قال سالم المسلط «هناك مجزرة أخرى تحصل في سوريا ولا أحد يقوم بأي شيء ولا يقول شيئاً. المجتمع الدولي أعمى بالكامل». وفي السياق نفسه، صرحت عضو الوفد المعارض بسمة قضماني «ما تقوله لنا قوات دمشق وحلفاؤها هو أن العملية السياسية في جنيف لا تساوي شيئاً»، مذكرة بوجوب تحقيق المطالب الإنسانية قبل البدء بأي مفاوضات.