إن ما شهدته وتشهده مملكة البحرين في هذه الأيام من عدم استقرار حالة الطقس حيث تبدو الفصول الأربعة مختلطة، منها تراكم الغبار وتحول الجو من الحار إلى البارد وبالعكس قد يسبب العديد من المشاكل الصحية عند الكثيرين ولجميع الفئات العمرية.
إن عدم الاستقرار المناخي يسهم في انتشار العديد من الأمراض بسبب تراكم الأتربة التي تؤدي إلى زيادة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي مثل أمراض الربو والحساسية وتساعد في نشر الفيروسات المسببة لالتهابات الحلق وحساسية الأنف والعين.
هذه الأجواء المحملة بالغبار التي شهدتها وتشهدها البلاد، قد تُتعب مرضى الربو والحساسية، كما إنها قد تزيد من عرضة الإصابة بأزمات ربوية حادة والتهابات في الشعب الهوائية. وهنا يلعب جانب الوقاية دوراً فعالاً للحد من هذه المضاعفات لذلك يجب على هؤلاء المرضى عدم التعرض لهذه الأجواء وارتداء الكمامات والإكثار من شرب الماء والسوائل، أما بالنسبة لمن يعانون من الحساسية والربو، فيجب عليهم تعاطي الأدوية الوقائية للربو لتفادي حدوث أي مضاعفات.
وفي حالات تقلب الجو والغبار فإن بعض الأتربة الناتجة عن الرياح قد تهيج الغشاء المخاطي للأنف والعين والجفون، وينتج عن ذلك بعض المضاعفات كاحمرار في العين أو سيلان الأنف وحكة شديدة. وقد يصاحب هذه الأعراض بعض الإفرازات اللزجة في حالات الالتهاب لذلك ينصح بغسل العين أو الاستنشاق بالأنف بالماء الفاتر والقطرات المعقمة المرطبة للعين والأنف أو قطرات ضد الحساسية.
أما بالنسبة للأطفال فإن تعرضهم لهذا الجو الممتلئ بالأتربة، يزيد فرص إصابتهم بحساسية الصدر، إضافةً إلى انتشار بعض الأمراض الفيروسية كالجديري وحمى النكاف والحصبة والحصبة الألمانية وبعض الأمراض البكتيرية كالتهاب الحلق واللوزتين، مما يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض كارتفاع درجة حرارة والكحة الشديدة أو صعوبة في التنفس واحتقان الأنف وفي هذه الحالات يفضل معاينة الطفل من قبل الطبيب لتقييم حالته الصحية.
إن هذه المرحلة الانتقالية وتغيير الفصول واختلاف درجات الحرارة تثير تساؤلات كثيرة من قبل العديد من المرضى، لذلك يأتي التأكيد على المثل العربي «درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج». لأن المريض يستطيع تقليل فرص إصابته بالمرض بالابتعاد عن مخالطة المصابين بالمرض، والحرص على تناول الأطعمة الصحية والإكثار في السوائل وممارسة الرياضة لتقوية جهاز المناعة.
* طبيبة عائلة