أربيل - (أ ف ب): تحول إقليم كردستان العراق الذي يطالب رئيسه مسعود بارزاني باستفتاء حول تقرير مصيره منطقة تتمتع بالحكم الذاتي منذ عام 1991، وبات شريكاً أساسياً للتحالف الدولي ضد المجموعات المتطرفة خاصة تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي.
ويقع الإقليم الجبلي والغني بالمحروقات شمال العراق ويبلغ عدد سكانه 4.69 ملايين نسمة «15-20% من سكان العراق»، معظمهم من الأكراد، مع أقلية من المسيحيين والتركمان.
وتبلغ مساحة الإقليم 40643 كلم مربعاً وغالبية سكانه من السنة مع لغتين رسميتين كردية وعربية، ويضم محافظات 3 هي دهوك وإربيل والسليمانية.
لكن أكراد العراق يتنازعون مع بغداد مناطق أخرى، خاصة كركوك الغنية بالنفط شمال بغداد التي يسيطرون عليها منذ يونيو 2014 مع انسحاب القوات الاتحادية في مواجهة المتطرفين من تنظيم الدولة.
والقوات الكردية حليف رئيس لتحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة وتمكنت بمساعدته من دفع المتطرفين بعيداً من المناطق الحدودية للإقليم.
ويحظى التحالف بدعم من القوات الكردية لاستعادة الموصل، ثاني مدن العراق ومعقل التنظيم المتطرف التي تبعد 40 كلم عن إقليم كردستان.
وبقيت منطقة الحكم الذاتي إلى حد كبير في منأى من هجمات المتطرفين لكنها اضطرت إلى استيعاب مئات الآف الأشخاص الذين نزحوا من ديارهم بسبب المتطرفين.
ويزيد الإنفاق العسكري اللازم في مكافحة التنظيم المتطرف من الضغوط على موازنة الإقليم فضلاً عن انخفاض أسعار النفط، المورد الرئيس.
وقد انتخب بارزاني رئيساً للإقليم عام 2005، وانتهت ولايته في أغسطس 2015 لكن زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني القوي لا يزال يتولى قيادة المنطقة بعد التوصل إلى تسوية سياسية تثير انتقادات المعارضين.
وترسخ وضع الإقليم باعتباره منطقة حكم ذاتي بموجب الدستور العراقي الذي أقر عام 2005، وأنشأ جمهورية اتحادية.
ويتمتع الإقليم بحكم الأمر الواقع بالاستقلال منذ حرب الخليج الثانية عام 1991. وبعد هزيمة العراق، انتفض الأكراد لكن عمليات القمع أثارت نزوحاً واسع النطاق، ما دفع الولايات المتحدة وحلفاءها إلى إقامة منطقة حظر جوي بغية حمايتهم.
واعتباراً من عام 1992، انتخب الأكراد برلماناً وشكلوا حكومة. لكن هذه المؤسسات التي لم يعترف بها المجتمع الدولي، أصيبت بالشلل بين عامي 1994 و 1998 بسبب المواجهات الدامية بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.
وفي عام 2003، تحالف الأكراد مع الائتلاف الدولي للإطاحة بالرئيس الأسبق صدام حسين وتم التوصل إلى قيام إدارة موحدة أوائل عام 2006.
وهناك أعداد كبيرة من الأكراد في تركيا وإيران وسوريا حيث يديرون في الأخيرة التي تمزقها الحرب، مناطق شمال شرق البلاد. ويحتفظ الأكراد بلهجاتهم المتعددة وتقاليدهم وهيكليتهم العشائرية إلى حد كبير.