اكدت سميرة ابراهيم بن رجب وزيرة الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة ان هيئة شؤون الإعلام تعمل ضمن استراتيجية واضحة المعالم معدة من قبل خبراء بحرينيين، وبدأت بتنفيذها دون تأخير .
كما اكدت الوزيرة خلال لقاء مفتوح مع المشاركين ببرنامج الكوادر الواعدة "المحور الإعلامي" في معهد البحرين للتنمية السياسية المقام بالتعاون مع المجلس الأعلى للمرأة ان من أهم مقومات هذه الاستراتيجية إنشاء أكاديمية إعلامية، كما أننا سنؤسس في داخل هيئة شؤون الإعلام مركزا للتدريب الإعلامي".
وبينت الوزيرة أنه وفق الهيكلية الجديدة سيكون هناك إدارة عامة للاتصال الخارجي تضم ثلاثة إدارات، هي إدارة الشؤون الصحفية في الداخل، وأخرى للمتابعة الإعلامية في الخارج لديها الآن 16 موظفا نعمل على تدريبهم يوميا ومن المفترض أن يصل عددهم إلى 96، والإدارة الثالثة هي إدارة الإعلام الجديد.
وفي ردها على سؤال آخر قالت الوزيرة "يمكن لمن يجد في نفسه المقدرة على الرد على ما تتعرض له البحرين من هجمات إعلامية مخاطبة الوسائل الإعلامية المحلية والعربية والعالمية دون الحاجة للعودة لوزارة شئون الإعلام"، واضافت "الإعلام الكاذب الملفق ضد البحرين تقف خلفه منظمات وجماعات وأحزاب، وجزء من مواجهته يجب أن يكون عبر كيانات مشابهة، أي أن يأخذ المجتمع دوره في الرد وعدم ترك هذه المهمة بمجملها على الحكومة، لأن الرد الرسمي يراعي ضوابط ومعايير ربما تحد من فاعليته".
وعن الإعلام الجديد قالت الوزيرة سميرة رجب "نحن مسؤولون عن وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمؤسسات الإعلامية، لكن التحدي اليوم أن تلك الوسائل بين يدي المواطنين توجه الرأي العام كما يعمل الإعلام، والآن المطلوب دراسة هذا الشأن ومن ثم الحديث على ضبط المخالفين للقانون عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل المحرضين على الإرهاب والاتجار بالبشر وغيرها".وفي موضع آخر قالت معالي الوزيرة "نحن من خلال تلفزيون البحرين والإعلام الحكومي نعمل على إيجاد أرضية مشتركة بعيدة عن التسييس والادلجة بحيث نزيد من وعي كل فئات المجتمع"، وأكدت معاليها أنه ليست المشكلة في اختلاف الآراء حتى الإيديولوجية منها، لكن المشكلة عندما تمس هذه الايديولوجيات الثوابت الوطنية
وكانت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة قد استهلت اللقاء باستعراض تجربتها الشخصية في مجال الإعلام والقيادة في لقاء مفتوح مع المشاركين ببرنامج الكوادر الواعدة -المحور الإعلامي- في معهد البحرين للتنمية السياسية المقام بالتعاون مع المجلس الأعلى للمرأة.
وركزت الوزيرة في جانب كبير من حديثها على أن شغفها بالمعرفة عن طريق القراءة كان له أثر أكبر في تكوين شخصيتها وتنمية مدركاتها ومعارفها، وقالت "الشيء الرئيسي الذي اعتز به هو أنني كوَّنت نفسي معرفيا بنفسي، فالمعرفة ليست عملية اوتوماتيكية تحدث من خلال الطلب وإنما هي عملية تراكمية تأتي من خلال الممارسة والرغبة الشديدة في التعلم"، وأضافت "الكم المعرفي الذي حصلت عليه من القراءة شكَّل شخصيتي، ولم أكن أطمح أن أكون تحت الأضواء أو بالمنصب أو استقطاب اهتمام أحد بقدر ما كنت أحب التميز بالمعرفة".
وأشارت سميرة ابراهيم بن رجب إلى ولعها الشديد بالقراءة منذ طفولتها المبكرة، وإلى أنها قرأت كل أنواع الإصدارات الأدبية في عمر مبكر، وقالت "كنت أترقب وصول المجلات المصرية إلى البحرين مثل مجلات آخر ساعة والمصور، ولقد كانت القراءة هوايتي التي عشت عليها واستمتع بها وتكونت شخصيتي من خلالها".واضافت معالي الوزيرة "بعد الأدب جاء دور المصادر المعرفية الأولى، ففي المرحلة الجامعية قرأت كل ما تناولته يداي من كتب ذلك العصر، وأهمها الفلسفات السياسية من الاشتراكية والشيوعية والقومية ونقدهم ونقيضهم"، وتابعت "عقب مرحلة القراءة التي كانت زادا أتغذى به يوميا جاءت جلسات الحوار والنقاش والاستماع والمناقشات الفكرية، وأنا لدي قوة استماع كبيرة وصبر على الاستماع، وهذه نقطة قوة اكتشفتها لاحقا".
وتابعت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة في حديثها بالقول "بعد سنوات طويلة من القراءة والتراكم المعرفي بدأت بالكتابة، وكان ذلك مع بداية المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وإطلاق الحريات في البحرين، ولقد جاء المشروع في فترة تقلبات كبرى في المنقطة، أهمها انطلاق شبح الطائفية، وفترة ما بعد الحرب الباردة وما يدعى بتصدير الديمقراطية وصعود الأحزاب الدينية ومدى استشعارنا بالخطر على مجتمعاتنا".
ولفتت الوزيرة إلى أنه بحكم الاطلاع المتواصل بدأت الكتابة في أهم القضايا، وكانت قضية الديمقراطية وضرورة اتخاذ قرار سريع في تغيير العقول والسلوكيات للحاق بركب الحضارة العالمية، وكانت الكتابات متركزة على التحول إلى مجتمع ديمقراطي في الأفراد والمؤسسات، وأردفت "بالتوازي مع ذلك حاولت حتى في بيتي سلوك مسار جديد في تربية أطفالي وتعليمهم كيف نتحاور وكيف نكون ديمقراطيين، وتعليمهم معنى الحرية والمسؤولية".وقالت معالي الوزيرة "دخلت عالم الصحافة من خلال كتابة عمود الرأي، فلم أدرس الإعلام ولم أمارس الصحافة قبل ذلك، لكن المعروف أن عمود الرأي هو أعلى مراتب العمل الصحفي، ويحتاج إلى كم معرفي ونضج فكري، وبدأ العمود الذي أكتبه يستقطب المجتمع، وقيل لي إن كتاباتي مختلفة عن الآخرين، وبعد سنتين أو ثلاثة من بدايتي سألتني إحدى الصحفيات: كيف تكتبين بهذه الطريقة؟".
وعللت الوزيرة ذلك بالقول "أنني أكتب في لغة عربية واضحة يقرأها النخبة والعامة وأعالج مواضيع صعبة بطريقة مبسطة، كما أنني مؤمنة بكل كلمة أكتبها، وعمود الرأي الذي بدأت بكتابته كان يركز بشكل كبير على القضايا القومية العربية، وهذا كان سبب تميز إضافي في وقت كان الكتاب الباقون يركزون على الشأن المحلي، كما أن عمودي أو كتاباتي بشكل عام كانت تسير على خط منسجم ليس فيها تقلبات، بحيث لم أبدا قومية واتحول إلى مناطقية أو أبدا متشددة ثم أتحول إلى متحررة..، ومن يقرأ مقالاتي على امتداد السنوات يجدها واحدة".وتابعت "الأمر الآخر هو أنه كان هناك جرأة فيما أطرح، والجرأة في التعبير عن الرأي المؤيد أو المعارض، ومن يسألني عن هذه الجرأة كنت أقوله إنها ليست جرأة مفرطة بقدر ما هي إصرار على تقديم المعرفة، وأعرف ما هو ردي وكيف أواجه ردات الفعل على ما أكتب، واستعطت أن أكسر من خلال كتاباتي تابوهات وأتجاوز الممنوعات".