كتب- هشام الشيخ: شكا عدد من المواطنين من ذوي الاحتياجات الخاصة عجزهم عن الحصول على أعمال تسد الحد الأدنى من احتياجاتهم المعيشية من النفقات والسكن وعلاج أمراضهم، وأوضحوا في حديثهم لـ»الوطن» أنهم تقدموا إلى عدد من الجهات المعنية في وزارات العمل والتنمية الاجتماعية ومنذ سنوات للحصول على أعمال لائقة تناسب نوعية الإعاقة. وناشدوا الجهات المسؤولة إيجاد حل لمشاكلهم، على اعتبار أنهم شريحة من أبناء وشركاء بعملية التنمية ويبحثون عن الاستقرار والاعتماد على أنفسهم، وقالوا: إن عدم ارتباطهم بأعمال، يفاقم من أوضاعهم الاجتماعية والصحية، خصوصاً وأن بعضاً منهم يحتاج إلى العلاج خارج البحرين، لعدم توفر العلاج فيها. وقال المواطن جمال محمد، 41 عاماً، «نوع الإعاقة: كفيف»، إنني: «أعيش في شقة بالإيجار، وقدمت في كل مكان للحصول على فرصة عمل مناسبة، لأتمكن من إعالة ابني ووالدتي الطاعنة في السن والمريضة»، مضيفاً «من حقي كمواطن فضلاً عن أنني معوق، أن أحصل على سكن مناسب وعمل لائق، (...) أريد الاعتماد على نفسي وتأمين مستقبل أفضل بدلاً من الاعتماد على مساعدات الآخرين». وناشد محمد، الجهات المسؤولة إيجاد حل لمشكلته، موضحاً أنه «لم يترك صحيفة أو جهة رسمية إلا وطرق بابها، وأضاف: «أنا ابن هذا الوطن وأريد أن أشعر بالاستقرار فيه». المواطنة ذكريات محمد حميد 40 عاماً، شرحت للوطن ظروفها شديدة الصعوبة، ومعاناتها من ضعف شديد في النظر، إضافة إلى تحملها مسؤولية اثنين من إخوتها من ذوي الاحتياجات الخاصة، بعد وفاة والديهم قبل سنوات. وقالت تقدمت وأخوي في الدفعة الأولى في مشروع تشغيل العاطلين، وعرضوا علي الدراسة والتدريب إلا أنني لم أستطع لعدم تمكني من ترك إخوتي مع حاجتهم لي حيث يعانيان من الإعاقة، كما إنه لا تتوفر عندي الإمكانات المادية لتشغيل خادمة، وأضافت «حصلت على بدل تعطل لمدة 3 أشهر، ولم أحصل على عمل حتى الآن». وقالت أكبر أمنياتي أن أتمكن من علاج بصري، فعلاج حالتي غير متوفر في البحرين، ولا أملك نفقات العلاج بالخارج، وأمنيتي الثانية أن توفر لي الدولة عملاً يناسبني أمارسه ولو من البيت المتهالك الذي لا أستطيع ترميمه حيث يحتاج صيانة كبيرة،.. أريد أن أشعر بكرامتي وأن لي حقوقاً كمواطنة». وأوضحت أن: «أخيها جاسم محمد حميد، 26 عاماً، يعاني من شلل نصفي، لم يتمكن من الالتحاق بالتعليم، رغم تشجعه لذلك، وذكرت أن السبب هو إهمال المدرس الذي كان يدرسه في برنامج محو الأمية في مدرسة المعري، كما إنه عندما كان في الثامنة من عمره ونظراً لإعاقته، تم إلحاقه بإحدى مراكز الرعاية، إلا أنه أودع في صفوف المتخلفين ذهنياً، رغم أن إعاقته جسدية فقط، مما أدى إلى أن ساءت حالته»، وذلك حسب تعبيرها». وقالت إنه «يحتاج إلى كرسي متحرك كهربائي ولم يتمكن من الحصول عليه وتقدم إلى وزارة العمل للحصول على عمل كمراسل إلا أنه فشل في ذلك، وأشارت إلى «أن حالته النفسية سيئة بسبب مكوثه في البيت دون عمل أو قدرة على الحركة، فهو لم يستمتع لا بطفولته ولا بشبابه». وتحدثت عن أختها ممتاز محمد حميد 37 عاماً والتي فقدت بصرها عندما كان عمرها 14 عاماً حين أصيبت بورم في الدماغ، الذي تكرر مرة أخرى بعدها بعام، موضحة أنها «تقدمت للعمل كموظف بدالة إلا أنها لم تتمكن من ذلك، فضلاً عن حاجتها للعناية الصحية الدقيقة بسبب حالتها الصحية». وقالت: لا أتصور أنه بعد كل تلك المعاناة ولا أجد أية مساعدة من الدولة، فأنا ليس لي أقارب يدعمونني، ومن غير المقبول أن يكون كل ما عرض على إخوتي حتى الآن أن يكونوا عمال نظافة». وبدوره قال المواطن سعد بوثنوة 42 عامــــــــــــــــــاً الذي يعاني من إعاقة نتيجة شلل دماغي، إنه بعد 20 عاماً قضيتها في خدمة وطني فإنني أتقاضى راتباً تقاعدياً أقل من 100 دينار، وناشد الجهات المعنية تأمين دخل وسكن مناسب، حيث إنه يعول 4 أبناء، ومصاب بانزلاق غضروفي، فضلاً عن إعاقته. من جانبه قال ممثل وزارة العمل في اللجنة الوطنية لشؤون المعاقين أحمد الحايكي إن: «اللجنة بدأت العمل على الاستراتيجية الجديدة للمعاقين، موضحاً أن الاستراتيجية تعتمد آليات من شأنها حل مشكلات المعاقين وفق مدى زمني يمتد 5 سنوات مقبلة». وقال: نعمل على إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة في برامج التدريب والتوظيف دون تمييز عن الآخرين، مع مراعاة القدرات والإمكانات لكل حالة، وأشار إلى أنه من الوارد أن يقع التقصير من جهة الشخص نفسه بإحجام البعض عن التسجيل والتواصل مع العديد من الجهات التي تعنى بشؤونهم كمراكز التوظيف المنتشرة في مختلف المناطق، والتي يستطيعون الاستفادة من خدماتها، خصوصاً في الحصول على عمل، أو تحسين أجورهم في حال كانوا ملتحقين بعمل ما، مضيفاً أن في مملكة البحرين شاغراً وظيفياً لكل مواطن يتحلى بالفاعلية والرغبة الحقيقية في العطاء». وأضاف أن «حكومة مملكة البحرين أولت فئة ذوي الاحتياجات الخاصة اهتماماً خاصاً، حيث توجد وحدات خاصة بخدمات ذوي الإعاقة في كل من وزارتي العمل، والتنمية الاجتماعية، وصندوق العمل تمكين، داعياً الأفراد ذوي الإعاقة إلى التفاعل أكثر لتعريف مرشدي التوظيف بمشكلاتهم وحالاتهم، لافتاً إلى أن هناك دوراً يقع أيضاً على المجتمع والأسرة والجمعيات الأهلية لخدمة المعوقين».