أعد مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»، وضمن ملف العدد الثاني المجلد الثاني 2015 من دورية «دراسات» ملف عن «التكامل الاقتصادي الخليجي: الواقع الحالي والرؤى المستقبلية» من خلال 3 مساهمات. وتتمثل المساهمة الأولى في دراسة بعنوان «الغذاء والمياه والتجارة الزراعية في دول مجلس التعاون الخليجي: من وجهة نظر اقتصادية»، أعدها كل من تومس جرينز وبارى ك. جودوين، تطرقا خلالها إلى الثروة النفطية الوفيرة بدول الخليج وتراجع أسعار النفط في المستقبل وتوقعات خبراء الطاقة بهذا الشأن واستخدام صندوق الثروة السيادية بدول الخليج باستخدام فائض إيرادات الطاقة.
وتطرقا إلى العوامل التي تؤثر على مستوى الأسعار في المستقبل، المتمثّلة في تطوير التكسير الهيدروليكي، وتطوير الغاز الطبيعي المسال الذي يسمح بنقل الغاز وتداوله عبر مسافات طويلة، وضعف منظّمة أوبك؛ نتيجة لزيادة الخلافات بين أعضائها حول الإنتاج الكلّي من قبل الأعضاء. أما المساهمة الثانية أعدها كبير الاقتصاديين بمجلس التنمية الاقتصادية د. يارمو كوتيلين وهي دراسة بعنوان «هل يمكن للتكامل الاقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي أن يوفّر فرص عمل لمواطنيه؟» حيث تطرق إلى العلاقة السببية الواضحة بين التكامل الاقتصادي وخلق فرص العمل، وأنّ الانفتاح الاقتصادي يحفّز التنمية الاقتصادية.
وتطرق إلى إحصائيات التكامل الاقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي ونشأة سوق باتساع المنطقة والإمكانات الكبيرة في خلق فرص العمل، وما يتطلّبه ذلك من الاتفاق المناسب مع بقيّة السياسات والقيام بإصلاحات لسوق العمل، بما يمكن المواطنين التنافس عليها فعليّاً، وتزويد المرشّحين بالمعرفة، والمهارات، التي تهيّئُهم للتنافس. وتناولت المساهمة الثالثة التي قدمها مدير الدراسات الدوليّة والجغرافيا السياسيّة بالمركز د. عمر العبيدلي، دراسة بعنوان «التنمية الاقتصادية الخليجيّة: توصيات بناءً على أزمة الدَّيْن اليونانيّة»، حيث تطرق الباحث إلى مشروع التكامل الاقتصادي الخليجي الذي احتل دوراً مهمّاً ضمن الخطط المطروحة والمنفَّذة، حيث انتقلت الدول من علاقات اقتصادية بدائية إلى اتفاقية تجارة حرّة، ووحدة جمركية، وسوق مشتركة، وأخيراً إلى خطوات ملموسة نحو عملة موحّدة.