عواصم - (وكالات): أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أن الحملة الدولية ضد متطرفي تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي في سوريا ينبغي أن تتضمن تدخلاً برياً «بقيادة أمريكية»، فيما أعربت أنقرة عن استعدادها لاستقبال آلاف السوريين الذين يعيشون وفق منظمات إنسانية أوضاعاً «يائسة» إثر فرارهم من معارك عنيفة تقدم خلالها جيش الرئيس بشار الأسد بغطاء جوي في ريف حلب الشمالي، بينما قالت مصادر إن عدد النازحين من قرى وبلدات ريف حلب الشمالي بسبب القصف الجوي المكثف وتقدم قوات النظام والميليشيات الأجنبية والوحدات الكردية بلغ نحو 70 ألف شخص، وينتظر هؤلاء - وأغلبيتهم من النساء والأطفال - في العراء والبرد من أجل دخول تركيا.
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش «إن موقفنا الدائم هو أن أية حملة حقيقية ضد «داعش» يجب أن تتضمن تدخلاً برياً». وأضاف «نحن لا نتحدث عن آلاف الجنود، بل نتحدث عن وجود قوات على الأرض تقود الطريق (..) بالطبع، القيادة الأمريكية في هذا الجهد هو شرط مسبق».
وكان قرقاش أعلن في نوفمبر الماضي استعداد بلاده للمشاركة في أي جهد دولي «يتطلب تدخلاً برياً» لمكافحة الإرهاب.
وأكد خلال مؤتمر صحافي في أبو ظبي أمس ثبات موقف الإمارات الداعم للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة، قائلاً إن «موقفنا لم يتغير، علينا أن نرى مسار الأمور».
والخميس الماضي، أعلنت السعودية استعدادها للمشاركة في أي عملية برية يقررها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد «داعش» في سوريا. وقال المتحدث باسم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة المملكة العربية السعودية «إذا كان التحالف يرغب في إطلاق عملية برية فسنساهم إيجابياً في ذلك».
وفي هذا الإطار، قال قرقاش إن «موقفنا هو أن الحملة الحقيقية ضد «داعش» يجب أن تشمل قوات برية. لقد كنا محبطين من التقدم البطيء في مكافحة داعش». وأكد أن «شيئين ينقصان التصدي لـ «داعش»، تحرك سياسي حقيقي في بغداد يضم السنة ولا يهمشهم وكذلك ضرورة دعم الجهود بقوات برية ضد داعش». ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الأمريكي أشتون كارتر الأسبوع المقبل في بروكسل بمسؤولي دفاع من السعودية وغيرها من الدول الأعضاء في التحالف العسكري الذي يستهدف «داعش»، لشرح الخطوات المقبلة في الحملة.
من ناحية أخرى، أعربت أنقرة عن استعدادها لاستقبال آلاف السوريين الذين يعيشون وفق منظمات انسانية اوضاعا «يائسة» اثر فرارهم من معارك عنيفة تقدم خلالها جيش الاسد بغطاء جوي في ريف حلب الشمالي. وقال نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموس إن «تركيا بلغت أقصى إمكاناتها في استقبال اللاجئين. لكن في نهاية المطاف ليس لهؤلاء الأشخاص أي مكان آخر يلجؤون إليه. أما سيموتون تحت القنابل أو سيقتحمون حدودنا». وتقول أنقرة أنها تستقبل حالياً 2.7 ملايين لاجىء. ومنذ الاثنين الماضي غادر عشرات آلاف المدنيين معظمهم من النساء والأطفال مدينة حلب بسبب المعارك العنيفة الدائرة بين جيش الأسد والمعارضة. ومنذ الخميس الماضي، وصل 30 إلى 35 ألف شخص إلى ضواحي مدينة أعزاز على بعد 5 كيلومترات من الحدود التركية وفق آخر تقديرات حاكم ولاية كيليس سليمان تبيز.
وحتى الآن لم تسمح لهم تركيا بدخول أراضيها غبر أونجو بينار. ويعيشون في شروط يائسة وسط طقس بارد في مخيمات أقيمت في منطقة حدودية وتؤمن لهم منظمة إسلامية تركية غير حكومية مساعدات عاجلة.
ويواصل جيش النظام السوري والمسلحون الموالون له من جهة ومقاتلون أكراد من جهة ثانية التقدم في ريف حلب الشمالي شمال البلاد على حساب الفصائل الإسلامية والمقاتلة وسط غارات مكثفة للطيران الحربي الروسي. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده مستعدة لفتح حدودها أمام اللاجئين السوريين. وقال «يسد النظام الطريق على قسم من حلب (...) إذا وصلوا إلى أبوابنا وليس لديهم خيار آخر، وإذا كان ذلك ضرورياً، فسنضطر إلى السماح لإخواننا بالدخول». وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فر أكثر من 40 ألف مدني من بلدات وقرى استعادتها قوات النظام خلال هجومها شمال حلب. كما فر آخرون من بلدات واقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة بسبب القصف الجوي الكثيف. ووصفت رئيسة بعثة منظمة أطباء بلا حدود إلى سوريا موسكيلدا زنكادا وضع النازحين السوريين الذين تجمع القسم الأكبر منهم في محيطة مدينة أعزاز بـ»اليائسة». ميدانياً يواصل جيش الأسد تقدمه في ريف حلب الشمالي، ولا يقتصر الأمر على جيش الأسد والمسلحين الموالين له، إذ سيطرت وحدات حماية الشعب الكردية خلال الأيام الماضية على قريتي الزيارة والخربة وتلال الطامورة، وفق مصادر عسكرية.