أعرب حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى عن السعادة البالغة بزيارة روسيا لمواصلة ما ترسخ في زيارات سابقة من دعائم قوية وما تم بذله من جهود مشتركة لتطوير مختلف أوجه التعاون، والارتقاء بالعلاقات الثنائية المتميزة لآفاق أكثر رحابة وتنوعًا، لتكون علاقات استراتيجية حقيقية وصحيحة قائمة على أسس قوية وصلبة، وخاصة في ظل ما تشهده العلاقات من تطور ملموس على الأصعدة كافة، بما يؤكد التوجه المشترك نحو تعميق أطر التعاون البناء بمختلف المجالات، وخاصة من خلال التعاون في قطاعات الدفاع والأمن والطاقة والاقتصاد والاستثمار والتجارة والسياحة.
وقال جلالته لدى اجتماعه أمس، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالمقر الرئاسي بمدينة سوتشي الروسية، إن زيارتنا تعكس سياستنا الثابتة في الانفتاح على العالم، والتعاون مع دوله وتكتلاته والتلاقي والتشاور المتواصل مع أصدقائنا الذين يتقاسمون معنا الآمال والتطلعات، ويؤمنون بضرورة التنسيق والتعاون والتكامل لتأمين حياة آمنة ومستقرة لكافة الشعوب والمجتمعات، والتغلب على ما يواجهها من أزمات وتحديات ويضمن إقامة علاقات متنوعة ومتشعبة تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بين مختلف دول العالم.
ولدى وصول جلالة الملك المفدى إلى المقر الرئاسي، كان في الاستقبال الرئيس فلاديمير بوتين الذي رحب بجلالة الملك المفدى.
وألقى الرئيس الروسي كلمة، قال فيها: «اسمحوا لي يا صاحب الجلالة أن أرحب بكم وأشكركم على تلبية دعوتنا لهذه الزيارة، وأتذكر اللقاء قبل سنة ونصف وقد حددنا بعض الآفاق لمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية، وبالرغم من الصعوبات التي يشهدها الاقتصاد العالمي، نحن سنواصل الجهود من أجل خلق آليات التعاون الثنائي، إن البحرين شريك مهم لنا ليس في منطقة الخليج بل في الشرق الأوسط، نحن سعداء باستقبال أصدقائنا البحرينيين لتعزيز العلاقات الثنائية، وبحث مجمل الأوضاع العالمية والأوضاع في المنطقة».
ورد جلالة الملك المفدى بكلمة، قال فيها: «أنا شاكر فخامة الرئيس على دعوته الكريمة لنا وهذه فرصة كبيرة نتحدث ونتبادل وجهات النظر، فيما يتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية والمصالح المشتركة، لاشك أن الوضع في الشرق الأوسط مهم وبالنسبة للأوضاع الاقتصادية، فيمكن للدول أن تتجاوز أمورها الاقتصادية بالتعاون، ونحن على استعداد للتعاون مع روسيا الاتحادية بقيادة فخامة الرئيس وهذا شعور جميع أهل البحرين، وأن فخامة الرئيس من محبي رياضة التزلج وأرجو ألا يكون برنامجنا هذا لا يتعارض مع برنامج فخامة الرئيس». ورد الرئيس الروسي مرحباً باللقاء وبالزيارة.
وجرى خلال اللقاء، استعراض العلاقات الثنائية الوثيقة ومجالات التعاون القائمة بين البحرين وروسيا وسبل تعزيزها وتنميتها، بما يحقق المزيد من تطلعات شعبيهما.
وأكد جلالة العاهل المفدى حرص البحرين على تطوير تعاونها الثنائي مع روسيا الاتحادية لبناء مستقبل أفضل للعلاقات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتجارية وغيرها من المجالات.
وأعرب جلالته والرئيس فلاديمير بوتين عن ارتياحهما للمستوى المتطور الذي وصلت إليه العلاقات البحرينية الروسية وتطلعهما إلى المزيد من التعاون البناء وتبادل زيارات المسؤولين في البلدين والاستفادة من التجارب والخبرات المتبادلة في المجالات المختلفة خاصة الاقتصادية والصناعية والتجارية والاستثمارية والسياحية.
وبحث جلالة الملك المفدى والرئيس فلاديمير بوتين مجمل التطورات والأحداث الراهنة على المستويين الإقليمي والدولي، والتأكيد على أهمية الحفاظ على الأمن والسلم العالميين وصون الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة ومكافحة الإرهاب.
وحضر حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفل الغداء الذي أقامه الرئيس الروسي تكريماً لجلالته بمناسبة زيارته لروسيا الاتحادية، بالمقر الرئاسي بمدينة سوتشي، حضره الوفد المرافق لجلالة الملك المفدى وعدد من كبار المسؤولين في الحكومة الروسية. بعد ذلك تبادل حضرة صاحب الجلالة والرئيس الروسي الهدايا التذكارية بالمناسبة، حيث أهدى جلالة الملك المفدى، فخامة الرئيس الروسي سيف عربي «النصر» المزين باللؤلؤ البحريني الطبيعي، فيما أهدى الرئيس الروسي جلالة الملك المفدى خيل «حاج بيك» وهو من سلالة أخاليتكينسكي مولود في عام 2012، وأحرز مراراً لقب بطولة العالم بسلالته، وبطل العالم لعام 2015، وبطل العالم بلا منازع لعام 2014، وبطل العالم ضمن نطاق الخيول الشابة لعام 2014.