إعداد - علي راضي: عبر كتاب وأكاديميون عرب كثر على مدار الأسبوع الماضي عن تفاؤلهم بمستقبل البحرين، على خلفية تسلم جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لتقرير لجنة تنفيذ توصيات تقصي الحقائق، وأشاروا إلى أن البحرين تحتاج صدقاً للنوايا ومصالحة شاملة لمعالجة الشرخ المجتمعي الذي أوجدته الأحداث، وأكدوا أن البحرين كانت أقوى من أي محاولات متهافتة وخرجت من أزمتها أكثر قوة وأشد تماسكاً، واعتبروا أن تقرير تقصي الحقائق يتحدث عن جزء من القضية والحق لا يحتكره طرف دون آخر، ووصفوا البحرين بأنها ثرية بثقافة الوئام وقوية بمشاعر الانسجام، وأن ازدهار البحرين في استقرارها وأمنها وهو ما يُعد إضافة لرصيد كل بلد عربي. إلا أن المخاوف وأجواء القلق لاتزال تسيطر على بعض من هؤلاء الكتاب في ظل استمرار تعنت المعارضة البحرينية من ناحية، والتدخلات الخارجية الإيرانية ومن أحزاب وقوى سياسية عراقية وأطراف رسمية لبنانية في الشؤون الداخلية البحرينية من جهة أخرى. فالبعض ذهب في تشاؤمه إلى أن قضية البحرين لم تنتهِ بعد، ولن تنتهي، فهي عويصة وشائكة، وذلك لأن محركها شخصيات ولاؤهم ليس للبحرين العربية، وإنما للبحرين الإيرانية التي يريدون وبالتفصيل الذي تريده دولة خامنئي وأحمدي نجاد!. وفي ما يلي عرض لأهم آراء وأقوال كتاب الأعمدة حول التطورات في البحرين خلال الأسبوع الماضي. فمن جانبه، أكد الدكتور شملان يوسف العيسى في صحيفة (الوطن) الكويتية أن مشاكل البحرين وأسبابها ليست داخلية فقط بل توجد عوامل خارجية ساعدت ودعمت بعض القوى السياسية لإثارة القلاقل في البحرين، وتساءل : ما هي العوامل أو الأسباب التي تدفع لاستقرار البحرين وتدعمه، وما الأسباب التي قد تؤدي إلى حالة عدم استقراره؟، وقال: إن “الموقف الثابت والمبدئي الذي اتخذته دول مجلس التعاون الخليجي كان لضمان استقرار البحرين”، حيث أكد الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني دعم دول الخليج للخطوات التي اتخذها الملك حمد بن عيسى آل خليفة بتشكيل اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق واللجنة المعنية بتنفيذ التوصيات مع التزام الحكومة بتنفيذها، كما ساعد نجاح دول مجلس التعاون في التعامل كمنظومة إقليمية موحدة تجاه إيران وتدخلاتها في الشؤون الداخلية في الخليج ساعد ببراعة في إدارة الأزمة في البحرين. وأكد العيسى أن دور إيران في المنطقة أصابه الاهتزاز وربما التراجع بسبب التحديات الداخلية التي تواجه النظام أضف إلى ذلك الازدواجية في موقفها تجاه الثورات العربية.. فقد عبّرت طهران عن تأييدها للثورات في كل من تونس ومصر والبحرين تحقيقاً لمصالحها، وعارضتها في سوريا لأن نظام الأسد هو الحليف الوحيد لطهران في المنطقة. تحريك الخلايا النائمة وأضاف العيسى أن ما نتخوف منه فعلاً على البحرين هو أن الحصار الاقتصادي الدولي على إيران والوضع غير المستقر في كل من سورية والعراق ربما يدفع إيران لتحريك أنصارها وخلاياها النائمة في الخليج للتحرك ضد دول الخليج بما فيها البحرين تحت ذرائع شتى منها التواجد الغربي الكثيف في المنطقة، كذلك نتخوف في حالة سقوط وانهيار النظام السوري -الحليف الرئيسي لإيران- في المنطقة مع حزب الله اللبناني، من المتوقع أن تسود المنطقة حالة من الفوضى والفراغ السياسي.. التي تتطلب حماية المصالح الإيرانية في المنطقة ومهما كانت طبيعة العوامل الخارجية، لكن أمن واستقرار البحرين مستقبلاً هو نجاح الإصلاحات الجديدة في البحرين. البحرين عربية منذ الفتح الإسلامي وتحت عنوان “عجائب آيات إيران!” كتب مبارك الهاجري بصحيفة (الوطن) الكويتية معقباً على خطبة الجمعة لسيد أحمد خاتمي التي ادعى فيها أن البحرين إيرانية، وأكد الهاجري أن البحرين عربية منذ فتحها الصحابي سعد بن أبي وقاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وحول مقولة خاتمي أن إيران تؤيد الإصلاحات الجادة في سوريا!، أوضح الهاجري أن إيران تساهم في تأجيج الأزمة السورية وتنقل الأسلحة عبر الأجواء العراقية، وبمباركة من حكومة العراق، التي سمحت وتسمح بدخول بعض العناصر لسوريا عبر أراضيها لمساندة جيش النظام الجائر!. وقال الهاجري إن إيران التي تؤيد الإصلاحات في سوريا تنتهك يومياً وتقتل الشعب العربي الأحوازي حتى الحوامل منهم يتم شنقهن على أعمدة الكهرباء. ومن جانبه، عقب القارئ محمد الطويان من فرنسا على خبر نشرته صحيفة (الشرق الأوسط) تحت عنوان “خطيب جمعة طهران يهاجم البحرين.. وينتقد السعودية على موقفها من الأسد”، وقال: إن ما جاء على لسان خطيب الجمعة في إيران في حد ذاته يٌعد تدخلاً مكشوفاً ومفضوحاً في شؤون البحرين والسعودية، فضلاً عما ترتكبه إيران على الأرض في سوريا من تدخل فاضح، بل وارتكاب جرائم حرب. الأوضاع الاقتصادية أسوأ وحول التأثيرات السلبية للأحداث على الأوضاع الاقتصادية في البحرين، أجرى موقع بيت كوم بالتعاون مع برنامج الإصلاح والديمقراطية في العالم العربي في جامعة ستانفورد ومؤسسة البحوث والاستشارات YouGov، استطلاعاً للرأي عن الأحوال الاقتصادية للمواطنين البحرينيين بعد مرور عام على أحداث فبراير ومارس 2011، أعرب فيه 55 % من المشاركين في البحرين أن وضعهم الآن أسوأ من ذي قبل. ثقافة الوئام ومشاعر الانسجام ووصف علي أبو الريش في صحيفة (الاتحاد) الإماراتية أرض مملكة البحرين بأنها ثرية بثقافة الوئام قوية بمشاعر الانسجام، ومهيأة دوماً لأن تكون حاملة الشعلة الحضارية المحاذية كتفاً بكتف من الأشقاء في خليجنا العربي، وقال: إن “شفافية القيادة البحرينية وانصاتها بإمعان وامتنان للجنة التقصي أعطاها القوة وفجّر الطاقة الكامنة لبلد قادر على مواجهة المصاعب بكعب عال وحل المشكلات بعقول مفتوحة وقلوب مشروحة ونوايا ناصعة لا تنكفئ ولا تنطفئ لأن الهدف هو الحفاظ على البحرين كمكتسب ومنجز حضاري لا يقبل القسمة على اثنين ولا يخضع لمساومة المغرضين والساعين إلى الزعزعة والخوض في المعمعة لإشباع رغبات ماضوية وتنفيذ مساوئ عقلية سوداوية مقيتة”. وأكد أبو الريش أن كلمات ملك البحرين تجعل الأبواب مشرعة لكل من يريد مصلحة هذا البلد وكل من يحب البحرين ولا يقبل لها التشرذم والضياع في متاهات العصبية الجاهلية، وهي كلماتُ تضع الجميع أمام مسؤولياته والتزامه الأخلاقي والوطني، نائياً عن الأغراض والأمراض مسلماً النفس المطمئنة إلى مواثيق الشرف الوطني وما تسديه القيم والمبادئ الإنسانية، فلا يمكن أن ينهض بلد ويحافظ على كيانه السياسي والاجتماعي ثم أمنه الاقتصادي إلا إذا اجتمع الكل على كلمة سواء وأنكر الجميع ذاته وتفانى من أجل بناء وطن الجميع ودرء الأخطار عنه وعدم الإصغاء لأبواق مفضوحة تأتي من هنا أو هناك واعتماد الوطن هو الأسرة والقبيلة والطائفة والعرق واللون ولا سبيل لمن يريد أن يعيش آمناً مستقراً وينال حقوقه كاملة غير أن يؤدي الواجبات ويجيد في أدائها ويعتبر كل ما عدا الوطن أشياء صغيرة وتفاصيل لا ترى بالعين المجردة، وأضاف: “أمنياتنا للبحرين العزيزة أن تتخطى هذه العقبة الطارئة بطاقة ولباقة جيادها النبيلة، فازدهار البحرين بالأمن هو إضافة إلى رصيد كل بلد عربي”. التمويل والتحريض الإيراني واعتبر محمد بن إبراهيم الشيبان في صحيفة (القبس) الكويتية أن ما حدث وما زال في البحرين تفوح منه رائحة الطائفية، وذُكر أنه بتمويل وتحريض من إيران، وقد لا يكون للغالبية منهم وإنما لرؤوس تسير هذه الجموع، وهي العقل الجماعي ودغدغة مشاعره في الجانب المذهبي. هذه التظاهرات والاعتصامات والتخريب والقتل بل والتعذيب الذي أحدثته المعارضة ينم عن حقد أسود، فلهذا وقفنا منذ بدايتها ضدها لأنها رفعت شعارات حزب الله وأعلامه ولافتاته، وصور رئيسه، وأعلام إيران ورئيسها، ناهيك عن الشعارات الأخرى التي تثبت الولاء ليس للبحرين وملكها!. وقال الشيبان إن تقرير تقصي الحقائق لا يعني أن الحق مع المعارضة والباطل مع الآخر، فهو يتكلم عن جزء من القضية وليس القضية كلها! ، مشيراً إلى أن البحرين الآن تريد من شعبها، ولا سيما مثيري الفتنة حتى لو صارت هناك تعديلات دستورية وقانونية ما يلي:- وضع حد للتوتر المزمن بين الحكومة والمعارضة - النوايا الصادقة والحل السياسي- المصالحة ومعالجة الشرخ المجتمعي الذي أوجدته الأحداث. وأكد الشيبان أن الحكومة البحرينية وعلى رأسها الملك مع كل ما حدث من أذية له ولآل خليفة، ما زالت تنادي بضبط النفس وتقوى الله في البحرين وحصانتها من التمزق وازدياد الاحتقان الطائفي، وقال على الجميع أن يفتح صفحة جديدة من التعاون المجتمعي المثمر في نهضة البحرين، وليس بزيادة الاحتقان والتأزيم والانتقام، فقد مات من المواطنين من الطرفين وليس من طرف واحد، والمستفيد هو العدو الخارجي الذي أشعل الفتنة وما زال يشعلها. تجنيد إرهابيين في القطيف والبحرين وتحت عنوان “لماذا تجنّد إيران الإرهابيين في القطيف والبحرين؟! قالت الكاتبة بينة الملحم في صحيفة (الرياض) السعودية إن الثورة الإيرانية كانت سبباً من أسباب تشظي الحالة الإسلامية ونزوحها نحو المشاريع السياسية وتشجيعها على ممارسة العنف، لهذا لا عجب أن ترعى إيران حركات الإسلام السياسي السني، لأن المشروع واحد وإن اختلفت بعض الأفكار والأيديولوجيات والأولويات. والإرهاب لا مذهب له، ولا طائفة له، بل له أيديولوجيا واحدة ومنظومة فكرية متشابهة ومتشابكة. وكل إنسانٍ فهم معنى المواطنة من جذروها يؤمن تماماً بأن الذي جرى في القطيف أمر مرفوض، وعمل إجرامي وإرهابي. وأوضحت الكاتبة بينة أن إيران تحاول، مع الغليان الذي يجري داخل إيران، حيث مخاوف النظام الإيراني من عودة الثورة الخضراء التي حدثت في يونيو 2009م، تحاول صرف الأنظار عن الواقع الإيراني، مدعيةً عدم وجود أي حراكٍ شعبي على أراضيها ، بل وتحاول أن تخفي القمع والردع الدموي للمحتجّين آنذاك، تمنع المظاهرات المسموحة دستوراً، بل إن التظاهرات هي التي جاءت بالخميني وأسقطت الشاه، وقالت بينة “إن هذا الموقف يذكرها بالبيت الشعري القائل: أحرامٌ على بلابله الدوح *** حلالٌ للطير من كل جنسِ” . أصابع إيرانية في الخليج ولفتت بينة إلى أن إيران لم تجد وسيلةً لإلهاء العالم عن العنف الذي اتخذته وتتخذه الآن ضد الذين يحاولون الاحتجاج والتحرك إلا أن تُشغّل أصابعها في الخليج، وذلك على مستويين، المستوى الأول: في البحرين، حيث حاولت على مدى أكثر من سنة أن تزايد على البحرين بالإصلاح الذي دشّنه ملك البحرين أساساً منذ عقدٍ كامل، ودفعت إيران الحركات السياسية البحرينية باتجاه الفوضى، أشعلت نيران العنف، غير أن البحرين كانت أقوى من هذه المحاولات المتهافتة، فخرجت البحرين من أزمتها أكثر قوة وأشد تماسكاً، فخابت إيران، وخابت وسيلتها الأولى. المستوى الثاني: في القطيف، تمثّل بالدعم للخلايا ذات الانتماءات السياسية الإيرانية لضرب رجال الأمن، ودفعتهم للمواجهة مع رجال الأمن الذين أخذوا على عاتقهم حماية البلد والمجتمع من أي إرهاب، وهي الآن تحاول بين فترةٍ وأخرى التأجيج لبعض المغرر بهم للأسف. طيبة الشعب البحريني وتحت عنوان “البحرين والتسامح!!”، قال محمد الدليمي في صحيفة الزمان العراقية، ما من امرئ سنحت له الفرصة بزيارة البحرين إلا وخرج بانطباع راسخ عن طيبة وسماحة هذا الشعب الكريم، وأكد أن هذه البلاد الضاربة جذورها في أعماق التاريخ نسجت لنا من الموروثات ما أسهم في إغناء الفكر والثقافة عبر كل المراحل، وأشار إلى أن كثيراً من البلدان في هذا العالم الفسيح تقطنها فتكون ساكناً فيها إلا البحرين الأرض والتاريخ والروح هي من تسكن فيك. وأضاف: “شعب معطاء وحكام لم يعرف عنهم في المنطقة سوى أنهم يقطرون طيبة وسماحة وعناية ورعاية لأهل ديرتهم”. واستغرب الدليمي وجود قسم من أهل البحرين يرفض أن يذهب للحوار لإيجاد حلول لبعض المشكلات التي رسمت غمامة في سماء البحرين مملكة التسامح والطيبة عسى أن تمر سريعاً وتندمل الجراح من خلال قدرة أهل البحرين المتأصلة في نفوسهم على التواصل والتعاون في قضايا بسيطة فكيف لا يجلسون ويتفقون علي قلب رجل واحد بألا خلاف على الثوابت والاختلاف في غير ذلك من سنن الحياة فمن يختلف على صون قداسة الوطن وعلو كرامته وعزة وحدته، وقال: “من دون البحرين وطن الخير المسكون بكل خلجات التاريخ وتنوع الجغرافية كيف يمكن أن نقول إن لنا وطناً سماؤه معطرة بنسيم البحر وأرض تسكنها أرواح الأجداد”. ولي العهد والحوار وكشف الدليمي أن الدعوة للحوار تتكرر في كل مرة على لسان ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة هذا الشاب الذي يفيض حباً لأبناء شعبه والمتحدث الذي يأسر سامعيه صدقاً ونقاء يطلب الحوار ويقول إن الحل المنشود يجب أن يكون وطنياً وبمشاركة كافة الأطراف لحماية الوطن. نعم لابد أن يكون الحل نابعاً من عقول وضمائر أهل البحرين وليس مسنوداً او مستورداً من دولة أو قوى خارجية لا تفكر إلا بمصالحها في التوسع والنفوذ بعيداً عن آمال وتطلعات أهلنا في البحرين، وأضاف الدليمي: “هذا القائد الشاب من مملكة التسامح يتولى قيادة رافعة الحوار لأنها الآلية الوحيدة لابتكار حلول ناجعة للأزمات فنراه يقول إن المملكة تستمر في نهجها الإصلاحي ويحض الكل على تحمل مسؤولياتهم في الحفاظ على المؤسسات الدستورية لتحقيق مزيد من التقدم والديمقراطية، وهذه فكرة جوهرية لسمو ولي العهد الأمين الذي أدرك كما أدرك الكثير من المخلصين ألا تقدم من دون وجود مؤسسات دستورية تقود عملية التطوير والإصلاح ينشد الإصلاح لأنها سنة من سنن الكون فالمياه الراكدة لا تصلح للحياة ففي جريانها حياة ونقاء”. إيران مؤججة الفتن وتساءل زيد الخاني في صحيفة الحياة، تحت عنوان ثورة “الشرفاء”.. لا “الجبناء”!: لماذا تأجج حكومة إيران الفتن في البحرين؟ أتريد أن تحتلها لتكون أقرب إلى المنطقة الشرقية في السعودية، وهي بالطبع لا يهمها الدوحة في الوقت الراهن، إنها تريد أن تكون حجر عثرة في قلب دول الخليج العربي. عروبة البحرين وأمنها وقال د.محمد الهرفي في صحيفة الأنباء الكويتية إنه ليس من شك في أن الخليج العربي يتعرض لأزمة حقيقية تستهدف أمنه وعروبته، وقد اتسعت هذه الأزمة كثيراً بعد أحداث “الربيع العربي” إذ إن هذه الأحداث سهلت لبعض دول الجوار التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول، إضافة إلى أن هذا “الربيع” قد لا يستثني أحداً مادامت الظروف مواتية له ومادامت دول الخليج لم تتحرك بسرعة لتدارك أوضاعها وإصلاح ما فسد من شؤونها. وكشف الهرفي أن جمعية الوسط الإسلامية في البحرين أدركت أن دول الخليج مهددة في أمنها وعروبتها فعقدت مؤتمراً لمناقشة هذه القضية الخطيرة ودعت له مجموعة من المختصين من العالم العربي لمناقشة كافة الجوانب المتعلقة بأمن الخليج والبحث عن أفضل السبل للمحافظة على أمن دولها واستقرارها وعروبتها، وأضاف الهرفي: “أكد الباحثون أن عروبة الخليج مهددة، فالإحصاءات تؤكد أن نسبة الأجانب حوالي 38% من نسبة السكان، وأن نسبتهم في الإمارات حوالي 90% وفي قطر 72% وفي البحرين وعمان 26% وفي الكويت 65% أما في السعودية فنسبتهم حوالي 30%، وهذا العدد الكبير يشكل تهديداً كبيراً على عروبة الخليج وثقافته وارتباطه بتاريخه”. تهديد إيراني متكرر وأوضح الهرفي هناك تهديد إيراني متكرر لدول الخليج، وهناك تدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول الخليجية، هذا إضافة إلى الخطر الإسرائيلي والأمريكي على هذه الدول وإن كان بأشكال متنوعة، وأضاف: “كان من المفترض أن تتوحد هذه الدول لكي تصبح قوية، لكنها لم تفعل، وكان من المفترض أن يكون لها جيش قوي واحد يحمي حدودها، لكنها لم تفعل أيضاً، وكان ينبغي أن يكون لها سياسة واحدة مع الدول الكبرى لكنها آثرت أن تكون متفرقة لكل واحدة منها علاقاتها الخاصة مع أمريكا وغيرها، وبهذه السياسة أصبحت كلها ضعيفة تتطلع إلى قوي يحميها عند الأزمات لكن هذا القوي لن يفعل”. الوحدة الخليجية ضرورية ونوه الهرفي إلى أنه لكي يحمي الخليجيون أنفسهم لابد من عمل مشترك يجمعهم ويوحدهم وإذا أرادوا حماية عروبتهم فليعتزوا بلغتهم ويجعلوها لغة التعليم في مدارسهم وجامعاتهم، وقال: “الخليج ليس بمنأى عن الأطماع الخارجية وما لم يتحرك أبناؤه وقادته لحمايته فقد يصيبهم ما أصاب غيرهم من التشتت والضياع”. البحرين بلد جميل وقال جهاد الخازن في الحياة إن البحرين بلد جميل وأهلها أناس طيبون، وهي رئة الخليج، وعندي مؤشر واضح، هو أن أسأل موظفين صغاراً أو عمالاً عن عملهم. عاملة الاستقبال في الفندق الذي أقمت فيه بالبحرين، مغربية شابة، قالت لي إنها تعامَل باحترام، وقد نصحت صديقاتها بأن يبحثن عن عمل في البحرين. وسائقي كان من بنغلادش، وأشك في أنه يعرف لغة بلده أو أي لغة، ولكن فهمتُ منه أنه سعيد بعمله ولن يتركه إلا إذا طُرد منه. أما العاملات في تنظيف الغرف، وكان بينهن فلبينية وتايلندية، فقد أجمعن على حسن معاملتهن، وهو ما لا أتوقع أن تقوله خادمة في بيروت مثلاً.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}