أكد مواطنون ومقيمون في الإمارات أن ارتفاع أسعار حملات الحج، تحول دون أدائهم فريضة الحج، حيث تبدأ الأسعار من 25 ألف درهم وتصل إلى 90 ألف درهم، لافتين إلى أن الحملات دأبت على رفع الأسعار عاماً بعد آخر.
طالب هؤلاء في حديثهم مع صحيفة الإمارات اليوم، هيئة الشؤون الإسلامية والأوقاف بفرض رقابة على أصحاب حملات الحج والعمرة، الذين حولوا تأدية الشعائر إلى تجارة تدر عليهم الأرباح الكبيرة.
من جانبهم، عزا أصحاب حملات حج ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع أسعار الفنادق القريبة من الحرم، إضافة إلى محدودية تأشيرات الحج هذه السنة بسبب أعمال التوسعات في الحرم، ما يخلق نوعاً من كثرة الطلب وقلة العرض.
وأكد المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية في هيئة الشؤون الإسلامية والأوقاف، رئيس بعثة الحج الرسمية محمد عبيد المزروعي، أن الهيئة لا تتدخل في تحديد أسعار الحج، مشيراً إلى أن عمليات تسعير رحلات الحج تخضع لعملية العرض والطلب، مضيفاً أن الهيئة تتولى الإشراف على تنظيم عملية الحج.
وأوضح أن عدد الحجاج المخصص للدولة هذا العام 4982 حاجاً، بنسبة انخفاض 20% عن السنة الماضية التي بلغ عدد الحجاج فيها 6229 شخصاً، عازياً سبب الانخفاض في العدد إلى التوسعات التي تقوم بها السلطات السعودية في حوض الطواف، التي تستمر حتى ثلاث سنوات مقبلة.
وقال أحد الراغبين في أداء فريضة الحج أحمد محمد، إن أسعار حملات الحج ارتفعت بصورة مبالغ فيها خلال السنوات الماضية، حتى إن بعض برامج الحج بلغت 90 ألف درهم، لافتاً إلى أن أسعار الحملات راوحت هذا العام بين 25 و90 ألف درهم، للفرد الواحد، مشيرا إلى استغلال بعض أصحاب الحملات موسم الحج في التربح على حساب الراغبين في أداء الفريضة.
وتابع أنه رغب في أداء فريضة الحج وطلبت الحملة 50 ألف درهم ولم يستطع تدبير المبلغ، وبالتالي عجز عن الذهاب إلى الأراضي المقدسة، مشيراً إلى أنه يتعين على الجهات المعنية فرض رقابة صارمة على أصحاب الحملات للحد من استغلال أصحابها لموسم الحج، الذي يعد من المواسم التي ينتظرها ملايين المسلمين لأداء الفريضة.
وذكر خالد يوسف، أنه فوجئ بارتفاع أسعار الحج هذا العام عن السنوات السابقة، حيث ارتفعت بنسبة 50% هذا العام بصورة مبالغ فيها وغير مبررة، لافتاً إلى أن أصحاب الحملات يعزون السبب إلى ارتفاع أسعار الفنادق القريبة من الحرم، ما حرمه أداء الفريضة.
وأضاف أن هناك أصحاب حملات يحولون موسم الحج إلى تجارة وتربح على حساب الحجاج، مشيراً إلى أنه سجل في إحدى الحملات ودفع 30 ألف درهم ببرنامج مخفض وفنادق بعيدة نسبياً عن الحرم، إذ إن هناك حملات وصلت أسعار برامجها إلى 90 ألف درهم، مطالباً بتدخل هيئة الأوقاف للسيطرة على أسعار حملات الحج.
وطالب محمد عبدالله، حملات الحج والعمرة بضرورة مراعاة الحجاج في هذا الموسم الذي ينتظره راغبو أداء الفريضة بفارغ الصبر، ويتعين على أصحاب الحملات مراعاة الأشخاص الذين يريدون الذهاب لأداء مناسك الحج لما لها من أجر عظيم.
وأقر مدير حملة النادي للحج والعمرة، فاروق صالح، بارتفاع الأسعار من دون مبرر عن السنوات الماضية، معتبراً أن ارتفاع أسعار الفنادق القريبة من الحرم يتسبب في ارتفاع أسعار الحملات عن السنوات الماضية، فضلاً عن مبالغة بعض أصحاب الحملات في فرض الرسوم.
وذكر مدير حملة المارية للحج والعمرة محمد الكمال، أن أسعار حملة الحج هذا العام نوعاً ما مناسبة مقارنة بارتفاع أسعار السكن الذي يريده معظم الحجاج قرب الحرم، فضلاً عن تقديم خدمات ترضي الحاج، إذ تراوح أسعار الحملة من 20 إلى 30 ألف درهم، موضحاً أن وصول المواطن إلى الأراضي المقدسة، كل حسب طريقته يحدد الأسعار من حيث السكن وطريقة الذهاب وأمور أخرى.
واعتبر صاحب مكتب الثريا للحج والعمرة راشد السويدي، أن أصحاب الحملات لا يراعون الذين يريدون أداء مناسك الحج، ويستغلون هذه المواسم للتربح وجني الأموال على حساب الغير واصفاً أسعار الحملات بالخيالية.