العجيب ولا عجب، أن البحرين مع صغر مساحتها الجغرافية وشح مواردها، فإنها برجالها ونسائها وشبابها وطموحاتهم التي لا تقبل التراجع ولو لخطوة واحدة إلى الوراء، هي التحدي الأكبر الذي أوجد معرض البحرين الدولي الرابع للطيران ليكون أكثر إسهامًا في اقتصاد المملكة، واستقطاب رجال المال والأعمال والمهتمين بشؤون الطيران المدني العسكري.الاقتصاديون أدلوا بدلوهم في الجانب الاقتصادي وشركات الطيران، أيضاً ساروا على منهج الاقتصاديين، وعددوا المكاسب التي تحققت، والسياحيون تولوا بالشرح المكاسب السياحية التي عادت على بلادنا بمردود اقتصادي يشار إليه بالبنان، معرض الطيران سوّق البحرين خليجياً وعربياً وعالمياً.«جلالة الملك المفدى، أعرب عن تقديره لجميع من ساهم في إعداد وتنظيم المعرض، وإظهاره بالصورة المميزة والمشرفة»، هكذا كتبت الصحف المحلية ولها الشكر، حيث أعطت لصاحب الحق حقه، وأشارت لصاحب الفضل فضله، حفظه الله تعالى، والدعاء موصول إلى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر، وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين.وزير المواصلات، كشف أن حصيلة صفقات المعرض بلغت 9 مليارات دولار، وارتفاع الزوار إلى 76 ألف زائر بزيادة ملحوظة عن العروض السابقة، ناهيك، البحرين طولًا وعرضاً عجت بالحركة الإيجابية، وانتعشت الأسواق والمولات والمطاعم مما أدى إلى ارتفاع مداخيلها، وهنا يجب أن أتوجه بالشكر إلى وزير الداخلية الموقر، الذي أعد العدة والعدد الكبير من الشرطة لتنظيم المرور بكل دقة وإتقان من وإلى موقع المعرض، كل ذلك قام به ورجاله البواسل من ضباط وضباط صف وأفراد، بالإضافة إلى عملهم الهام وهو حفظ النظام والأمن، ولن ننسى المساندة الكبيرة التي قامت بها قوة دفاع البحرين.عروض طائرات الاستعراض من السعودية والإمارات في السماء، قمة في الإثارة، مع دعاء جميع الحضور بأن يحفظهم الله بحفظه حيث إن القلوب واجفة، والعيون شاخصة إلى السماء ترقبهم وتتابعهم بكل فخر واعتزاز.وما ميز النسخة الرابعة لمعرض الطيران هذا العام 2016، وجود طائرة سعودية تحمل اسم «سكاي برايم»، جاثمة على أرض المعرض، وهي عبارة عن قصر طائر، وتختلف جملة وتفصيلًا عما نعرفه عن الطائرات العادية التي تسبح في الفضاء. كراسيها غير، دورات المياه غير، المكان المعد للأكل – قد تستعمل لعقد اجتماع- غير، بالإضافة إلى حجر نوم لمن أراد النوم، وقد فتحت بابها للزوار وإلقاء نظرة عليها من الداخل، وحسب ما أفادني أحد طاقم الضيافة بالطائرة، إن هذا النوع من الطائرات مكتبها الرئيس في رياض العز، ولها مكاتب أخرى موزعة في جميع مدن السعودية، وتطير بطلبية خاصة من الملوك والأفراد ورؤساء الجمهوريات، ورجال الأعمال، وكبار الشخصيات.حفظ الله تعالى مليكنا المفدى صاحب هذا المشروع الفذ ومن قبله مشروع فورمولا (1)، وحفظ بلادنا من كل شر وحاسد، وحفظنا سبحانه من كل معتد أثيم، ومن نجاح إلى نجاح أكبر يثري اقتصادنا ويسوّق مملكتنا الفتية.يوسف محمد بوزيدمؤسس نادي اللؤلؤ سابقًاًوعضو مجلس بلدي سابق