محرر الشؤون المحلية
كشف مصدر مطلع لـ»الوطن» في مستشفى الطب النفسي، عن تحويل مدمني «المواد الطيارة» إلى مدمني حبوب مهدئة، بسبب عدم اعتماد أساليب المعالجة الطبية الجديدة. مشيراً إلى أن جناح التأهيل في وحدة المؤيد لمكافحة المخدرات لا يزال مغلقاً منذ عام، بسبب نقل الطبيب المختص إلى قسم الأمراض الوراثية في مجمع السلمانية الطبي.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه إن مدمني المواد الطيارة (مثل المشتقات البترولية، الغراء، التنر، ومواد تنظيف المحركات وإزالة الصدإ) يجب أن يتبع معهم برنامج الـ «12 خطوة»، لمنعهم من استخدام تلك المواد مرة أخرى، خاصة، أن غالبيتهم من صغار السن، إلا أن ما يحصل هو التعامل معهم بالأسلوب القديم للتعافي من المخدرات، والذي لم يعد صالحاً، ويتحولون بعدها إلى مدمني حبوب مهدئة.
وأوضح أن بعضاً منهم يستخدم تلك المواد الطيارة بشكل أقل، يرفض الأطباء في الوحدة علاجهم، بسبب عدم اتباع الطرق الجديدة، وخوفاً من تحولهم لمدمنين، إلا أن آخرين قد تحولوا بالفعل إلى مدمنين.
وأشار إلى أن الوحدة لا تزال ترفض برامج مثل «12 خطوة» و»المدمن المجهول» التي تستخدم في غالبية المستشفيات حول العالم، وأثبتت نجاحها، وقدرتها على التعافي من دون استخدام المهدئات خصوصاً لفترات طويلة.
وتابع: «الآن يتحولون لمدمني مهدئات ومنومات مثل «الفاليوم» وغيرها من الأدوية التي تنتمي لمجموعة الـ»بينزودايفبين»وغيرها مما يؤدي إلى إدمانهم إياها بشكل كبير خصوصاً لدى تلك الفئة».وأكد أن أخطر أنواع الإدمان ما يتسبب به الطبيب، وهي تعتبر جريمة طبية، لا يمكن أن تغتفر، إلا أن اتباع الأساليب القديمة وراء استمرار بعض الأطباء بعملهم دون أي تحديث. وقال المصدر «لا توجد لدينا إحصائيات حول عدد المدمنين المتعافين، أو الذين تجاوزوا مرحلة الإدمان، كما أن استهلاك الأدوية المهدئة كبير جداً في الوحدة، وهو أمر غير اعتيادي البتة».
وبشأن جناح التأهيل بوحدة المؤيد، أكد المصدر أن الجناح مغلق ولم يتم افتتاحه منذ عام كامل، بعد تحويل الطبيب إلى مركز أمراض الدم الوراثية في مستشفى السلمانية الطبي. مبيناً أنه لا يوجد بديل له حتى الآن، الأمر الذي أوقف العمل بالقسم المهم.
وقال «إن غياب طبيب واحد أدى لانتهاء الجناح بالكامل، المدمنون بحاجه له، لأهميته في رفع الضرر عنهم، وتأهيلهم من جديد للانخراط في المجتمع دون العودة إلى الانتكاسة مرة أخرى وتعاطي المخدرات، أو حتى اتباع الأساليب العنيفة». مشدداً على ضرورة تفهم الأطباء وجود أساليب جديدة في العلاج، يجب اتباعها، إضافة إلى إعادة النظر في الوحدات الحالية، وطرق عملها، وافتتاح الوحدات المغلقة.