عواصم - (وكالات): تسعى قوات الرئيس بشار الأسد لتعزيز مواقعها شمال البلاد حيث تشن منذ مطلع الشهر الحالي هجوماً بدعم جوي روسي تسبب بمقتل أكثر من 500 شخص بينهم عشرات المدنيين فيما تتكثف الجهود الدولية لإعادة إطلاق محادثات السلام في جنيف، بينما قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن المملكة ستكون مستعدة لإرسال قوات خاصة إلى سوريا إذا قرر التحالف الدولي نشر قوات برية لمحاربة تنظيم الدولة «داعش»، مضيفا أن المملكة ستبحث التفاصيل مع خبراء من الدول المعنية لتحديد طبيعة المشاركة. وفي وقت تبقي انقرة حدودها مقفلة أمام عشرات الآلاف من النازحين من ريف حلب الشمالي، يجتمع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل لدرس طلب مساعدة قدمته تركيا وألمانيا لمواجهة أزمة الهجرة عبر المتوسط. وشن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجوماً عنيفاً على واشنطن بسبب دعمها أكراد سوريا عسكرياً فيما نددت باريس بالدعم الروسي والإيراني للنظام السوري منتقدة في الوقت نفسه الدور الأمريكي في الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.ووصف رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بـ «النفاق» المطالبة بفتح الحدود التركية أمام عشرات آلاف النازحين السوريين الذين فروا من هجوم النظام الذي تدعمه موسكو في منطقة حلب. وقال داود أوغلو خلال زيارته لاهاي حيث التقى نظيره الهولندي مارك روت «أرى أن قول البعض لتركيا «افتحي حدودك» في حين لا يقولون في موازاة ذلك لروسيا «كفى» هو بمثابة نفاق». وأضاف داود أوغلو «سنسمح بدخول السوريين الراغبين في المجيء لكن الأولوية بالنسبة لنا هي إقامة مخيم جديد بهدف استقبال سوريين على الأراضي السورية». وسمحت تركيا التي تستضيف 2.7 مليون سوري، بعبور قوافل جديدة من المساعدات إلى شمال سوريا تزامناً مع نقل عدد من الجرحى إلى مستشفى في بلدة كيليس التركية الحدودية. وتزامناً مع خشية أنقرة من تدفق جديد لـ600 ألف لاجىء إلى حدودها، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن الحلف سيدرس بجدية طلب المساعدة الذي تقدمت به أنقرة وحلفاء آخرون في مجال إدارة أزمة الهجرة. ميدانياً، دارت أمس اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها والفصائل المقاتلة والإسلامية في بلدة الطامورة الواقعة جنوب بلدتي نبل والزهراء اللتين تمكنت قوات النظام من فك حصارهما الأسبوع الماضي. وتحاول قوات النظام وفق المرصد، «السيطرة على البلدة التي تطلق منها الفصائل المقاتلة صواريخ تستهدف نبل والزهراء». وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن «تعمل قوات النظام على تثبيت مواقعها في ريف حلب الشمالي من أجل توسيع نطاق عملياتها المقبلة، في محاولة للاقتراب من الحدود مع تركيا واستكمال حصارها للأحياء الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة في مدينة حلب». وتمكنت قوات النظام بعد هجوم واسع بدأته في الأول من فبراير الحالي في ريف حلب الشمالي بدعم جوي روسي، من استعادة السيطرة على بلدات عدة في المنطقة وقطع طريق إمداد رئيسي للفصائل يربط مدينة حلب بالريف الشمالي نحو تركيا، ما مكنها من تضييق الخناق على مقاتلي الفصائل في مدينة حلب. وأحصى المرصد منذ بدء الهجوم مقتل «506 أشخاص» يتوزعون بين «89 مدنياً ضمنهم 23 طفلاً قتلوا جراء الغارات الروسية» بالإضافة إلى «143 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها ومقاتلين شيعة غير سوريين (...) و274 عنصراً من الفصائل المقاتلة والإسلامية وبينها جبهة النصرة - ذراع تنظيم القاعدة في سوريا - ضمنهم 169 مقاتلاً سورياً». وفي ريف دمشق، قتل «4 أطفال وامرأتان جراء سقوط 3 صواريخ أرض أرض أطلقتها قوات النظام على مدينة دوما» أبرز معاقل الفصائل في الغوطة الشرقية بحسب المرصد السوري.ورغم ضغوط منظمات الإغاثة الدولية، تبقي أنقرة معبر اونجو بينار، النقطة الحدودية الرئيسة مع محافظة حلب، مقفلة أمام النازحين الذين تقدر الأمم المتحدة عددهم بنحو 31 ألف شخص، 80 % منهم من النساء والأطفال. وحذرت منظمة «أطباء بلا حدود» في بيان من أن «النظام الصحي المدمر أصلاً» في منطقة إعزاز الحدودية مع تركيا «يشارف على الانهيار» في ظل استمرار العمليات العسكرية، محذرة من أن «أي تصعيد إضافي في القتال سيفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة».في الوقت ذاته، تعقد مجموعة الدول الـ 17 لدعم سوريا و3 منظمات متعددة الأطراف اجتماعاً في ميونيخ في محاولة لإعادة إطلاق جهود جمع أطراف النزاع في سوريا على طاولة المفاوضات في جنيف والتي علقتها الأمم المتحدة حتى 25 فبراير الحالي.في المقابل، جدد المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة رياض حجاب المطالبة بتطبيق «سلسلة إجراءات» قبل الذهاب إلى جنيف، بينها رفع الحصار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية ووقف قصف المدنيين. وحثت المعارضة السورية حلفاءها على تزويدها بصواريخ مضادة للطائرات قائلة إن هذا قد يمكن المعارضة من الدفاع عن المدنيين في مواجهة الضربات الجوية الروسية وإن المعارضة لن تسمح بوقوع تلك الأسلحة في أيدي المتطرفين. وقال سالم المسلط المتحدث باسم المعارضة إنه إذا حصلت المعارضة على تلك الأسلحة فسيحل هذا مشكلة سوريا.من ناحية أخرى، افتتح مكتب تمثيلي لأكراد سوريا في خطوة رمزية تواكب سعي الكرملين لإشراكهم في مفاوضات السلام السورية رغم رفض أنقرة بعد ما تم استبعادهم عن الجولة الأخيرة. ويسعى وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر خلال زيارة إلى بروكسل لإقناع الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد المتطرفين ببذل جهود أكبر في هذه الحملة.