عواصم - (وكالات): أجرى الفرقاء الرئيسيون المعنيون بالملف السوري مساء أمس في ميونيخ مباحثات صعبة حول اقتراح روسي بوقف لإطلاق النار فيما يتواصل هجوم القوات النظامية بدعم من موسكو. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبيل بدء اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم 17 بلداً في عاصمة مقاطعة بافاريا أن روسيا قدمت عرضاً «ملموساً» لوقف إطلاق النار. وذكر مسؤول في الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة تشدد على «وقف فوري لإطلاق النار» فيما تحدثت بعض وسائل الإعلام عن أول مارس المقبل موعداً لوقف للنار عرضته موسكو. ويأخذ الغربيون على روسيا أنها قوضت مفاوضات السلام بين السوريين عبر شن غارات جوية كثيفة على مقاتلي المعارضة. وتطالب المعارضة السورية بوقف لإطلاق النار قبل أن توافق على استئناف المفاوضات في جنيف. ويشن النظام السوري منذ الأول من فبراير الحالي هجوماً واسعاً مدعوماً بقوة من الطيران الروسي على الفصائل المعارضة المسلحة شمال حلب ما أدى إلى فرار نحو 51 ألف مدني بحسب الأمم المتحدة. وتدل المؤشرات على أن مفاوضات ميونيخ ستكون معقدة بسبب غموض الموقف الروسي وضعف هامش المناورة لدى الدول الغربية. ميدانياً، باتت قوات النظام السوري على مشارف مدينة تل رفعت، أبرز معاقل الفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي، حيث يخوض الطرفان اشتباكات على بعد 3 كيلومترات منها، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.في السياق ذاته، تمكن المقاتلون الأكراد والفصائل العربية المتحالفة معهم من السيطرة على مدينة منغ ومطارها العسكري بعد اشتباكات عنيفة مع الفصائل الإسلامية والمقاتلة التي كانت سيطرت على المطار في أغسطس 2012. من جهة أخرى، ألقت طائرات شحن روسية مساعدات غذائية فوق الأحياء التي تسيطر عليها قوات النظام السوري في مدينة دير الزور في شرق البلاد والمحاصرة من تنظيم الدولة «داعش»، بحسب المرصد. وأعلنت روسيا أنها نفذت 510 طلعات جوية لضرب 1888 «هدفاً إرهابياً» بين 1 و11 فبراير، مؤكدة أنها قتلت اثنين من قادة المعارضة في محافظة حلب. ويتردد الغربيون في تزويد مقاتلي المعارضة صواريخ أرض جو خشية أن تقع الأسلحة في أيدي متطرفي القاعدة و«داعش».من جانبه، ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشدة بالدعوات الدولية لفتح الحدود التركية أمام عشرات آلاف النازحين السوريين. وقال أردوغان في كلمة أمام منتدى اقتصادي بأنقرة «أن كلمة «أغبياء» ليست مكتوبة على جبيننا. لا تظنوا أن الطائرات والحافلات متواجدة هنا بدون سبب. سنقوم بما يلزم».وأضاف أن بلاده ستتحلى بالصبر إزاء الأزمة في سوريا، حتى مرحلة ما ثم ستضطر للتحرك، مضيفاً أن ميليشيات إيرانية ترتكب مجازر في سوريا.وذكر أن قوات مدعومة من إيران في سوريا تنفذ «مذابح شرسة» وأنه يتعين على الأمم المتحدة أن تبذل مزيداً من الجهد لمنع «تطهير عرقي» في البلاد.من جهته، حذر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف من خطر نشوب «حرب عالمية جديدة» في حال حصل هجوم بري خارجي في سوريا.
970x90
970x90