أكدت عوائل منتسبة إلى المؤسسة الخيرية الملكية، أن ما تقدمه المؤسسة من مساعدات للأسر المنتمية إليها يشلك سنداً أساسياً لحياة الأيتام والأرامل والأسر المحتاجة، من خلال تحقيق أحلامهم وتوفير كافة متطلبات حياتهم.
وقد أثمر المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى وميثاق العمل الوطني، عن إنشاء «الخيرية الملكية» لتكون النور الذي يضيء حياة الأيتام والأرامل والأسر المحتاجة في البحرين، تهتم بهم وترعاهم وتساندهم عبر الرعايات المعيشية والتعليمية والصحية والنفسية والاجتماعية، ولم يقتصر دورها على البحرين بل تخطت الحدود لتنساب الإنسانية إلى مختلف دول العالم التي تمر بكوارث طبيعية وحروب، فتمد يدها لهم وتهتم بالإنسان.
ففي 14 يوليو 2001، أمر عاهل البلاد المفدى قبل توليه الحكم، بإنشاء لجنة لكفالة الأيتام البحرينيين من الأسر المستحقة، وصدر أمر ثانٍ من جلالته في 4 نوفمبر 2001 بتكليف هذه اللجنة بكفالة الأرامل اللاتي لا عائل لهن، وفي عام 2007 أصدر جلالته أمره السامي رقم 12، بإعادة تسمية اللجنة بالمؤسسة الخيرية الملكية، وفي العام نفسه صدر الأمر السامي رقم 33 بإعادة تنظيم المؤسسة الخيرية الملكية ليكون جلالته الرئيس الفخري لها وتعيين سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيساً لمجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية.
وعبر عدد من الأبناء والأمهات المنتسبين إلى «الخيرية الملكية»، عن مدى استفادتهم من كل ما يقدم لهم، إذ قالت نوف الشيخ وهي أم لـ 4 أبناء في مختلف المراحل الدراسية، ومنضمة إلى المؤسسة منذ 3 سنوات: «رغم قلة سنوات انضمامي إلى المؤسسة مقارنة بغيري، فإن المؤسسة هي السند الذي وقف إلى جانبي في ظروف الحياة الصعبة التي مررت بها أنا وأبنائي».
وتضيف «المبلغ الشهري الذي نحصل عليه يعيننا على توفير أهم مستلزمات الحياة، إلى جانب مشاركة المؤسسة لنا في المناسبات كالأعياد ودعمها المالي أيضاً في هذه الفترة الذي يشكل سنداً كبيراً لتوفير مستلزمات العيد للأطفال، وتوفير القرطاسية والأدوات المدرسية مع بداية العام الدراسي». وتقول «لا يقتصر الأمر على الدعم المادي، فأنا وأبنائي نشارك دائماً في مختلف البرامج والفعاليات فهي توفر لهم الترفيه وتفرحهم وتفيدهم.. أنا كأم أستفيد جداً من المعلومات التي أكتسبها عن التربية وتطوير النفس، وأوجه شكري إلى الجميع على كل مايقدمونه لكل منتسب إلى المؤسسة من اهتمام ورعاية».
وبالمثل، تحرص شيخة الدوسري التي انضمت إلى المؤسسة منذ 3 أعوام ولديها 5 أبناء على المشاركة في مختلف البرامج والأنشطة، من مخيمات ورحلات ترفيهية وتثقيفية، فعلى الرغم من الاستفادة والمتعة المتحققة، إلا أن التقائها بأشخاص مروا بظروف مشابهة لظروفها يشكل لها سنداً في تبادل الخبرات.
وتقول الدوسري: «أصبحنا مثل الأهل مع بقية الأسر المنتسبة في المؤسسة، وإلى جانب مشاركتي في البرامج، أحرص على الحضور لبرامج مركز الإرشاد لاكتسب المهارات في التربية، فغيرت من أفكاري وأضفت لها طرقاً جديدة لمواصلة مشوار حياتي مع أبنائي، وكلمة الشكر التي أوجهها قد لا توفي كل هذا الاهتمام والدعم المادي والمعنوي بكل أنواعه لنا جميعاً، فشكراً للمؤسسة الخيرية الملكية». أما حسن الشروقي، فقد تأثر كثيراً بوفاة والده رحمه الله، وحمل هم إخوته وكيف ستتدبر والدته الصرف عليهم وتعيلهم لوحدها، إذ يقول: «تعلمت من المؤسسة أن لا أحمل هماً فالرزق بيد الله ، وهي وفرت لنا الرعاية المعيشية لنواصل حياتنا بها، ولسنا نحن فقط بل وفرت المؤسسة الحلول وصنعت فروقات في حياة الكثير».
احتاج حسن إلى عملية زرع قرنية في عينيه، وتردد كثيراً قبل إجرائها لارتفاع كلفتها المادية التي لن يستطيع أن يجبر والدته على تدبر المبلغ، فوجد في المؤسسة الحضن الثاني إذ تكفلت بالعملية ومتابعاتها، ووجد من يتحمل مسؤوليته ويهتم به في أخذ المواعيد ومتابعة وضعه الصحي. وتمكنت الطالبة سارة علي، من تحقيق حلمها بمواصلة التعليم الجامعي دون أن تحمل عبء توفير المصاريف الدراسية، فتقدمت إلى «الخيرية الملكية»، وحصلت على بعثة جامعية مكنتها من دفع رسوم الدراسة والكتب الجامعية ومصروفها الخاص، وهي حالياً تشق طريقها التعليمي في السنة الثالثة تخصص الحقوق.
أما الطالب أحمد العبار الذي يبلغ من العمر 20 عاماً، فقد انضم إلى المؤسسة الخيرية الملكية منذ صغره عندما كان في المرحلة الابتدائية، وشارك مع المؤسسة في الكثير من البرامج والأنشطة والفعاليات، كون العديد من الصداقات مع الأولاد، وتمكن من الحصول على بعثة دراسية ليواصل تعليمه الجامعي إذ يدرس حالياً تخصص محاسبة في جامعة البحرين. كما شاء الله أن يتزوج ووجد الدعم أيضاً من المؤسسة في حصوله على مساعدة الزواج، ويقول: «أشكر المؤسسة الخيرية الملكية على كل الاهتمام والدعم الذي نجده طوال هذه السنوات».