عواصم - (وكالات): أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن أنقرة والرياض يمكن أن تطلقا عملية برية ضد تنظيم الدولة «داعش» في سوريا مؤكداً إرسال السعودية طائرات حربية إلى قاعدة «انجرليك» التركية، بينما قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مقابلة مع صحيفة «سود دويتشه تسايتونج» الألمانية إن بشار الأسد لن يحكم سوريا في المستقبل وإن التدخلات العسكرية الروسية لن تساعده على البقاء في السلطة، في حين أعلنت موسكو إرسال طراد لإطلاق الصواريخ إلى البحر المتوسط، ويتوجه حالياً إلى سواحل سوريا.
وفي وقت لاحق، قال المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد الركن أحمد عسيري أن «الطائرات الحربية السعودية انتشرت بطواقمها في قاعدة أنجرليك»، مضيفاً أن «الانتشار السعودي في أنجرليك يقتصر على الطائرات الحربية حتى الآن»، لافتاً إلى أن «حجم المشاركة يحدده اختلاف الأهداف التي يضعها تحالف محاربة «داعش»».
وذكر أن «انتشارنا بأنجرليك يأتي تحت مظلة التحالف الدولي بقيادة واشنطن»، موضحاً أن «السعودية أعربت عن استعدادها للمشاركة بعمليات برية في سوريا».
وتابع عسيري أن «اجتماع بروكسل أجمع على ضرورة العمليات البرية لمواجهة «داعش» بسوريا».
وفي وقت سابق، صرح ناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن الأسد «واهم» إذا كان يعتقد أن هناك حلاً عسكرياً للنزاع في بلده بعد 5 سنوات من حرب أسفرت عن سقوط أكثر من 260 ألف قتيل. وتضيف الخطط المشتركة بين الرياض وأنقرة، في ضوء سعيهما إلى تشكيل تحالف وثيق، عنصراً جديداً إلى الوضع المتفجر في سوريا حيث تدعم روسيا بغطاء جوي حملة برية ناجحة يشنها النظام.
واستهدفت المدفعية التركية مناطق سيطر عليها المقاتلون الأكراد خلال الأيام الماضية في ريف حلب الشمالي شمال سوريا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الحكومة السورية تستعد للتقدم صوب الرقة شمل البلاد معقل تنظيم الدولة «داعش» في الوقت الذي واصلت فيه الطائرات الروسية المتحالفة مع النظام قصف بلدات واقعة تحت سيطرة المعارضة شمال حلب.
في سياق متصل، أعلنت وكالات إيرانية عن مقتل جنرال رفيع يدعى رضا فرزانة، والذي كان يشغل سابقاً منصب قائد الفرقة 27 في الحرس الثوري الإيراني، لقي مصرعه بمعارك في سوريا، الخميس الماضي، دون أن تحدد مكان مقتله. ووفقاً لوكالة «تسنيم»، فقد قتل فرزانة، وهو جنرال متقاعد، ومشارك في الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات، خلال مهمة استشارية بعد 40 يوماً من حضوره في سوريا.
ووصل عدد قتلى الحرس الثوري إلى 50 قتيلاً، بينهم 20 ضابطاً كبيراً في غضون أسبوعين، منذ معارك ريف حلب التي تشنها قوات الحرس الثوري وبقايا جيش الأسد والميليشيات الشيعية بغطاء روسي منذ بدء الهجوم على ريف حلب الشمالي والسيطرة على بلدتي نبل والزهراء.
وأعلن مستشفى «بقية الله» التابع للحرس الثوري في طهران استقبال أكثر من 1500 جريح من عناصر الحرس والميليشيات الشيعية من الأفغان والعراقيين والباكستانيين، الذين أصيبوا خلال المعارك ضد المعارضة في سوريا. ونقل موقع «بايداري ملّي» عن مدير المستشفى، علي رضا جلالي، أن هناك 425 جريحاً من الحرس الثوري الإيراني، بينما 1079 آخرين هم من الميليشيات غير الإيرانية، أي مجموع 1504 جرحى.ونقلت صحيفتا «يني شفق» و«خبر ترك» عن جاويش اوغلو قوله بعد مشاركته في مؤتمر ميونيخ «إذا كانت هناك استراتيجية ضد «داعش» فسيكون من الممكن حينها أن تطلق السعودية وتركيا عملية برية». وتابع الوزير «يقول البعض إن تركيا مترددة في المشاركة في مكافحة «داعش» لكن تركيا هي من يقدم مقترحات ملموسة».
وأضاف أن السعودية «ترسل طائرات إلى تركيا بقاعدة انجرليك التي تعتبر نقطة رئيسة لعمليات قوات التحالف بقيادة أمريكية ضد التنظيم المتطرف مع طائرات بريطانية وفرنسية وأمريكية تشن غارات داخل سوريا انطلاقاً من هذه القاعدة. وقال جاويش أوغلو «وصل مسؤولون سعوديون للاطلاع على القاعدة. وحتى الآن ليس واضحاً كم عدد الطائرات التي ستصل».
ورداً على سؤال عما إذا كانت السعودية سترسل قوات إلى الحدود التركية للتدخل في سوريا، قال جاويش أوغلو «هذا أمر يمكن أن يكون مرغوباً. لكن ليس هناك خطة. فالسعودية ترسل طائرات وقالت عندما يحين الوقت اللازم للقيام بعملية برية، يمكننا أن نرسل جنوداً».
وتأتي تصريحاته بعد أن أعلن الأسد تصميمه على استعادة كافة المناطق السورية والاستمرار في «مكافحة الإرهاب».
في المقابل، أعلنت روسيا إرسال طراد لإطلاق الصواريخ إلى البحر المتوسط، ويتوجه حالياً إلى سواحل سوريا بحسب معلومات صحافية.
والطراد «زليوني دول» المجهز بصواريخ عابرة من طراز «كاليبر» الذي انضم إلى الأسطول الروسي في البحر الأسود في ديسمبر الماضي، أبحر باتجاه البحر المتوسط، وفق ما أعلن أسطول البحر الأسود في بيان.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن فرص نجاح وقف إطلاق النار في سوريا بحلول الأسبوع المقبل تقل عن 50 %.
بدوره، صرح رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف أن العلاقات الروسية الغربية دخلت في «حرب باردة جديدة».
وقال مدفيديف في مؤتمر الأمن في ميونيخ «يمكن قول الأمور بشكل أوضح: انزلقنا إلى مرحلة حرب باردة جديدة». وأضاف ان «ما تبقى هو سياسة غير ودية ومغلقة برأينا، لحلف شمال الأطلسي حيال روسيا».
وأرسلت روسيا سفينة دورية جديدة مسلحة بصواريخ كروز إلى مياه البحر الأبيض المتوسط، وتقول التقارير إنها متوجهة إلى سوريا. وفي دلالة على رضوخ إيران أمام السعودية، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن بلاده مستعدة للتعاون مع الرياض حول سوريا، وكذلك لتسوية قضايا ومشاكل المنطقة، في مؤشر على تغيير في الخطاب الإيراني عقب الإعلان السعودي حول التدخل الوشيك في سوريا، بحسب مراقبين.
وفي تطور آخر، أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده ستتحرك عسكرياً عند الضرورة ضد مقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا الذي تعتبره أنقرة جماعة إرهابية. ميدانياً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الحكومة السورية تستعد للتقدم صوب الرقة معقل تنظيم الدولة في الوقت الذي واصلت فيه الطائرات الروسية المتحالفة مع النظام السوري قصف بلدات واقعة تحت سيطرة المعارضة شمالي حلب. والتقدم صوب الرقة سيمنح الحكومة السورية من جديد موطئ قدم في المحافظة لأول مرة منذ عام 2014 وقد يستهدف استباق أي خطوة من جانب المملكة العربية السعودية لإرسال قوات برية لمحاربة مقاتلي التنظيم المتطرف في سوريا.