عواصم - (وكالات): أعلن المستشار بمكتب وزير الدفاع السعودي العميد الركن أحمد عسيري إن «المملكة العربية السعودية جاهزة لإرسال قوات برية إلى سوريا بمجرد اتخاذ التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة «داعش» قراراً بذلك، وبمشاركة أمريكية»، مشدداً على أن «إعلان السعودية المشاركة بقوات على الأرض قرار لا رجعة فيه».
وأضاف عسيري خلال مؤتمر صحافي في بروكسل بمقر حلف شمال الأطلسي «الناتو» عقب اجتماع لدول التحالف لمحاربة «داعش»، أن «المملكة مستعدة لتنفيذ عمليات جوية أو برية (...) في إطار التحالف وبقيادة الولايات المتحدة»، مؤكداً أن «الإيرانيين يدعمون ميليشيات إرهابية في العراق وسوريا».
في السياق ذاته، قال متحدث باسم وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر عقب محادثات ثنائية بين مسؤولين أمريكيين وسعوديين إن السعودية قررت زيادة مساهماتها العسكرية في الحملة المناهضة لـ «داعش» ويشمل ذلك عرضاً بتوسيع دور المملكة في الحملة الجوية. والتقى كارتر مع ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في اجتماع وزراء دفاع الدول المشاركة في التحالف بمقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل. ووفقاً لقناة «العربية»، فإن الرياض قدمت إلى دول التحالف خطة تتحدث عن مشاركة قوات خاصة في الحرب ضد التنظيم، تقوم على جمع المعلومات وتنظيم القوات المتواجدة على الأرض من المعارضة السورية المعتدلة المتمثلة في «الجيش السوري الحر»، ومن المقرر أن ينظر «الناتو» في تلك الخطة.
في شأن متصل، أوضح عسيري أن «التحالف الإسلامي العسكري» الذي شكلته السعودية لمكافحة الإرهاب ويضم 35 بلداً «سيدخل حيز التنفيذ خلال شهرين»، مؤكداً «انتهينا من الجهود الدبلوماسية لتشكيل التحالف الإسلامي ضد الإرهاب». وفي وقت سابق، أعلن مصدر سعودي أن التحالف سيجتمع الشهر المقبل في المملكة.
من جهة أخرى، أمل وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر ببروكسل أمام نظرائه أن يحقق التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة «تقدماً ملموساً» بفضل زيادة المساهمات العسكرية للدول المشاركة. وقال كارتر أمام نظرائه في 49 بلداً بينها السعودية إن «هذا الاجتماع الوزاري يعني بداية مرحلة جديدة في حملة التحالف لإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة». وأضاف أن واشنطن تدعو شركاءها إلى مساهمة أكبر على صعيد التسلح والعتاد والقوات والمساهمات المالية لتنفيذ «خطة الحملة العسكرية» للتحالف التي تهدف أولاً إلى «استعادة السيطرة» على مدينتي الموصل في العراق والرقة في سوريا، معقلي المتطرفين.
وأوضح أنه بعد اجتماع وزراء دفاع التحالف، وهو الأول بهذا الحجم منذ بدء الحملة قبل أكثر من 18 شهراً، سيجتمع قادة أركان التحالف «خلال بضعة أسابيع» على أن يعقد بعدها مؤتمر مكمل.
وشن التحالف منذ بداية حملته عشرة آلاف غارة في العراق وسوريا. وتقدر وزارة الدفاع الأمريكية أن تنظيم الدولة خسر في هذه الفترة نحو 40 % من الأراضي التي احتلها في العراق ونحو 10 % في سوريا.
ولكن رغم طرد التنظيم من الرمادي فإن استعادة الموصل ثاني أكبر مدن العراق أو مدينة الرقة معقله في شرق سوريا، غير متوقعة قبل أشهر. في هذه الأثناء انتشر آلاف من عناصر التنظيم في ليبيا. وأعطت جهود كارتر بعض ثمارها حتى قبل الاجتماع. فقد أعلنت كندا أنها سترفع عديد عناصر قواتها الخاصة التي تدرب القوات الكردية إلى 210. كما أعلنت سلوفينيا أنها ستبدأ إرسال مدربين عسكريين.وأعلن وزير الدفاع الأمريكي في وقت لاحق أن الحلف الأطلسي «يدرس إمكانية» الانضمام إلى التحالف الذي يحارب «داعش» بسوريا والعراق، بعدما كان يرفض حتى المشاركة مباشرة فيه.
وفي وقت سابق، تجاوب الحلف مع طلب المساعدة الذي تقدمت به ألمانيا وتركيا واليونان عبر قراره إرسال مجموعة سفن إلى بحر إيجه لمكافحة المهربين الذين يزيدون من تدفق المهاجرين إلى أوروبا، وفقاً للأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ.