أكدت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، أن احتفاؤنا بثوابت الميثاق هو طريقتنا الخاصة في التعبير عن شكرنا وامتناننا لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، راعي الثقافة الأول. وأردفت: «في عهد عاهل البلاد الزاهر حققت البحرين أفضل إنجازاتها الحضارية والثقافية في ظل ثوابت الميثاق والتي نستلهم منها روح الإخلاص في الارتقاء بالمشهد الثقافي البحريني».
وقالت: «في ذكرى الميثاق لابد لمملكتنا أن تصنع وجهات كثيرة للفرح والجمال، نحتفي بهذه المناسبة ونقول للعالم أجمع إن البحرين تتسع لأحلام أبنائها جميعا»، موضحة أن الاحتفاء بذكرى الميثاق إنما هو تجسيد لشعار هذا العام «وجهتك البحرين»، الذي تحتفي عبره هيئة البحرين للثقافة والآثار بكافة المقومات الحضارية والإنسانية للمملكة.
واحتفلت الهيئة بذكرى الميثاق الوطني، الذي أشار في مقدمته، لأهمية دور الثقافة واعتبرها في بنوده أحد أهم المحاور الأساسية للتنمية المستدامة، فأصبح خارطة طريق استطاعت الثقافة من خلالها تحقيق تقدم وإنجازات شهدت لها المنابر العربية والدولية.
وكانت الاحتفالات في 8 مناطق حول البحرين، ونشرت من على عرباتها الـ7 ألحاناً كثيرة من الفرح قدمتها فرقاً بحرينية مبدعة وألواناً مختلفة من الحب على شكل أعلام، بالونات وألعاب نارية رائعة عُرضت للجمهور الغفير في نهاية احتفال «ثوابت الميثاق» ما بين متحف البحرين الوطني الذي تأسس العام 1988 على يد المغفور له بإذن الله الأمير عيسى بن سلمان آل خليفة، ومسرح البحرين الوطني الذي تأسس ضمن مشروع الاستثمار الثقافة بدعم من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.
وتمتلك النهضة الثقافية البحرينية في عهد جلالة الملك المفدى ملامح عديدة، يلمسها كل من يعيش على أرض البحرين وكل زائر لها، من معالم وصروح حضارية، مشاريع للاهتمام بالتراث المحلي الإنساني الأصيل ومواسم ثقافية سنوية متواصلة تثري أجواء المملكة وتجعل منها وجهة ثقافية وسياحية رائدة في المنطقة والعالم.
فمنذ العام 2008، وبعد سلسلة من المراسيم الملكية السامية، أصبح للثقافة كيان مستقل، كان الخطوة الأولى باتّجاه تشكيل منظومة ثقافية قوية تستوعب مختلف المعطيات وتؤسس لمشاريع مستدامة تساهم في الحركة التنموية الوطنية.
تدشين مشاريع ثقافية وحضارية
وفي العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، شهدت البحرين إنشاء وتدشين العديد من المشاريع الثقافية والمعالم الحضارية، كمبنى الصالة الثقافية الذي افتتح عام 2005، كأول صالة في البحرين مهيأة للعروض المسرحية والموسيقية.
أما في العام 2008، فشيد متحف موقع قلعة البحرين ضمن مشروع الاستثمار في الثقافة ليقوم من بعدها بحفظ المكتشفات الأثرية لموقع قلعة البحرين المسجل على قائمة التراث العالمي لليونيسكو والعمل على الارتقاء بالعمل الثقافي في البحرين. أما مسرح البحرين الوطني، فقد شيد عام 2012 بدعم كامل من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي يعد الآن واحداً من أهم مشاريع البنية التحتية الثقافية في البحرين، واستضاف منذ تأسيسه وحتى اليوم العديد من العروض الفنية والموسيقية العالمية ليساهم بذلك في تعزيز مكانة البحرين على خارطة الوجهات الثقافية السياحية الرائدة.
وفي ذات العام 2012، سجلت البحرين موقعها الثاني على قائمة التراث العالمي لمنظمة «اليونيسكو»، وهو «طريق اللؤلؤ: شاهد على اقتصاد جزيرة»، هذا المشروع الذي من المتوقع أن يتم إنجازه بحلول عام 2018، سيعمل على استعادة تاريخ صيد اللؤلؤ في البحرين وكل ما يرتبط به من ممارسات اجتماعية واقتصادية مختلفة.
أماكن مختلفة من البحرين، شهدت كذلك على تدشين عدد من المشاريع الثقافة، كمشروع العروض المتحفية في قلعة الشيخ سلمان بن أحمد الفاتح في الرفاع، مركز زوار شجرة الحياة في الصخير والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في المنامة.
البحرين نموذج ثقافي وسياحي رائد
مدينة المنامة، ومن خلال الدعم الكبير الذي تلقته الثقافة والسياحة من قبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، استطاعت أن تحصد العديد من الاعترافات العالمية لمنجزاتها، حيث اختيرت عام 2012 عاصمة للثقافة العربية، وعام 2013 اختيرت عاصمة للسياحة العربية، أما عام 2014 فتم اختيار المنامة عاصمة للسياحة الآسيوية.
كذلك حصدت البحرين وعلى مدى السنوات الماضية العديد من الجوائز لقاء مشاركاتها في المحافل الدولية، كجائزة الأسد الذهبي عام 2012، والتي حصدتها البحرين لقاء مشاركتها بمعرض «ريكليم» في معرض العمارة الدولي الـ12 بفينيسيا «بينالي فينيسيا للعمارة»، والجائزة الفضية للهندسة المعمارية والمناظر الطبيعية التي فاز بها جناح البحرين الوطني «آثار خضراء» في إكسبو ميلانو 2015.
اهتمام بالتراث البحريني
المسيرة الثّقافيّة للمملكة تطورت في عهد جلالة الملك المفدى، فعمدت الثقافة إلى تدشين مشاريع تحافظ على التراث الإنساني البحريني وتؤرخ لملامحه المادية وغير المادية. ومثل ذلك مشروع تطوير باب البحرين، مشروع الحفاظ على مدرسة الهداية الخليفية، مشروع ترميم سوق القيصرية ومشروع إعادة أحياء المكتبة الخليفية ومشروع مركز زوار مسجد الخميس.
مواسم ثقافية بمواعيد سنوية
استحدث الثقافة خلال السنوات الماضية، مجموعة أنشطة ومواسم مختلفة تقام في مواعيد محددة ومنتظرة. ومن خلال مثل هذه المواسم، ازدهرت البحرين في نشاطاتها الثقافية، الاجتماعيّة، الاقتصادية، كمهرجان ربيع الثقافة الذي تقام هذا العام نسخته الـ11، مهرجان صيف البحرين الذي انطلق عام 2009، مهرجان تاء الشباب الذي يحتفي بعد الصيف بنسخته الثامنة، مهرجان البحرين الدولي للموسيقى ومهرجان التراث السنوي، إضافة إلى نشاط الثقافة خلال الأعياد الوطنية، معرض البحرين الدولي للكتاب الذي يقام كل سنتين ومعرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية.