المنامة- بنا: يرتكز الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة على إرث كبير من النجاحات والإنجازات والمكتسبات التي حققها لكرة القدم المحلية والآسيوية والدولية تجعله مؤهلاً لقيادة الاتحاد الدولي (الفيفا) في الانتخابات التي ستجرى 26 فبراير الجاري بمدينة زيوريخ السويسرية.
على المستوى المحلي شهدت الكرة البحرينية تطوراً مذهلا منذ تبوئه رئاسة الاتحاد، حيث كان المنتخب الأول قاب قوسين أدنى من التأهل لكأس العالم في مونديال 2006 بألمانيا و2010 بجنوب إفريقيا عندما بلغ الملحق الأخير من التصفيات، وحقق المنتخب المركز الرابع في بطولة كأس آسيا بالصين 2004 وحصد المنتخب أفضل تصنيف في تاريخه بحلوله في المركز 44، وقد نال على جائزة أفضل فريق متطور بذات العام، كما حصدت الكرة البحرينية ثلاثة إنجازات بفوز المنتخب الأولمبي بذهبية دورة الألعاب العربية بقطر 2011، وذهبية دورة الألعاب الخليجية بالبحرين 2011.
وأدى تطور الكرة البحرينية في عهده إلى احتراف أعداد كبيرة من اللاعبين المحليين في الدوريات الخليجية والعربية، كما استطاع الشيخ سلمان بن إبراهيم بناء شبكة علاقات خارجية قوية وراسخة مع الهيئات والمنظمات الدولية والقارية لكرة القدم وذات العلاقة والاختصاص من خلال مد جسور التواصل والتعاون والتنسيق معها ومع قياداتها.
وخطف الشيخ سلمان بن إبراهيم الأضواء في عام 2009 عندما نافس القطري محمد بن همام على مقعد اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم بقوة وكاد أن يفوز لولا خسارته بفارق صوتين فقط عندما فاز بن همام بـ 23 صوتاً مقابل 21 للأول.
وواصل الشيخ سلمان بن إبراهيم عطاءه الجاد والمخلص وتصدى لرئاسة الإتحاد القاري في الانتخابات التكميلية التي أجريت عام 2013 ليكسب ثقة الأسرة الآسيوية عندما اختاره 32 اتحاداً قارياً من أصل (46) ليكون «رجل آسيا الأول» في 2 مايو 2013، بأغلبية ساحقة عن منافسيه وهما الإماراتي يوسف السركال (6 أصوات) والتايلندي ماكودي (7 أصوات) وقد نجح في تطبيق شعاره الانتخابي «آسيا متحدة» بفضل رؤيته وسياسته الحكيمة.
ورغم الفترة الوجيزة التي قضاها على سدة الرئاسة فإنه استطاع أن يحقق العديد من الإنجازات والقفزات الرائعة، حيث عمل على تطوير المسابقات الآسيوية لاستقطاب أكبر قدر ممكن من الدول الآسيوية وزيادة شعبية اللعبة في «القارة الصفراء»، ورفع عدد المنتخبات المشاركة في كأس آسيا من 16 إلى 24 منتخباً ابتداء من النسخة التي ستقام عام 2019، لإتاحة الفرصة أمام منتخبات جديدة لم يسبق لها التواجد في هذا الحدث الكبير حتى تثبت مكانتها على الساحة القارية وترتقي بمنظومتها الكروية.
كما عمد الاتحاد إلى دمج التصفيات الأولية المؤهلة إلى كأس آسيا مع التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم المقرّرة في روسيا العام 2018، لإتاحة المجال أمام المنتخبات الآسيوية للاستفادة القصوى من خوض المباريات في الأيام المعتمدة من الاتحاد الدولي (فيفا).
وعلى صعيد الأندية، فقد فتح الشيخ سلمان بن إبراهيم المجال لدخول أندية (الهواة) للمشاركة في الدور التمهيدي لدوري أبطال آسيا لأول مرة، وشاركت دول جديدة في المسابقة مثل الكويت والأردن وعمان والبحرين ودول أخرى، وهي خطوة ستشجع تلك الدول على الارتقاء بمستوياتها والعمل على مواكبة عالم الاحتراف، وستسهم في زيادة شعبية اللعبة على امتداد القارة.
وتكللت جهوده ومساعي لجنة الحكام بزيادة عدد الأطقم الآسيوية في مونديال البرازيل 2014 إلى أربعة، بينها ثلاثة أطقم رئيسة وآخر احتياط لأول مرة، ليعد ذلك أحد أبرز المكتسبات التي تحققت في عهده والتي عزّزت مكانة التحكيم الآسيوي في العالم، بعد الظهور المشرف للأطقم الآسيوية في مونديال جنوب إفريقيا 2010.
واستحدث الاتحاد الآسيوي في عهده لجنة القيم على غرار ما هو معمول به في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، وذلك ضمن المساعي الحثيثة لاستئصال الفساد والممارسات الخاطئة داخل الملاعب وخارجها في القارة الآسيوية.
كل تلك النجاحات جعلت الشيخ سلمان بن إبراهيم الخيار الأول للاتحادات القارية التي رضيت به قائداً لها لأربع سنوات جديدة (2015-2019) في كونجرس الاتحاد الآسيوي الذي عقد في مملكة البحرين العام الماضي 2015. وواصل رجل آسيا مسيرة إنجازاته للإرتقاء بالكرة الآسيوية عندما قرر المكتب التنفيذي في الاجتماع الذي عقد في نيودلهي بشهر نوفمبر الماضي بمضاعفة قيمة الجوائز المالية المقدمة للأندية التي تبلغ نهائي دوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي، وذلك اعتبارا من عام 2016 وزيادة المخصصات المالية للأندية التي تبلغ الأدوار الإقصائية من البطولتين، وجاء هذا القرار في أعقاب توصيات اللجنة المالية ولجنة المسابقات. كما صادق المكتب التنفيذي على توصيات إضافية من اللجنة المالية بزيادة الدعم المالي المقدم للدول المضيفة لبطولات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وذلك من أجل تشجيع الاتحادات الوطنية بأكبر قدر ممكن على التقدم لاستضافة هذه البطولة، خاصة بطولات الفئات العمرية.
وأطلق الاتحاد الآسيوي لكرة مبادرة جديدة أتاح بموجبها لكافة أركان منظومة كرة القدم الآسيوية للمشاركة في إعداد الرؤية المستقبلية للاتحاد القاري للمرحلة المقبلة وذلك للوقوف على آراء ومقترحات الاتحادات الوطنية وروابط الدوري والأندية واللاعبين والمدربين والحكام والجمهور بهدف إثراء عملية إعداد الرؤية الجديدة قبيل تدشينها بصورة رسمية.
وأكد الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة أن هذه الخطوة تأتي في إطار النهج المتواصل بإشراك كافة الأطراف المعنية في رسم معالم الإستراتيجيات الرامية للنهوض بالكرة الآسيوية ووضع الخطط والبرامج الكفيلة بتطوير مختلف مكونات اللعبة على كافة الأصعدة، وتم تدشين الرؤية والمهمة تحت شعار ( آسيا واحدة .. هدف واحد) في الاحتفال الذي أقيم في العاصمة القطرية الدوحة على هامش منافسات بطولة آسيا تحت 23 عاماً التي اختتمت بنهاية يناير الماضي، حيث ارتكزت الرؤية على أهمية بلوغ دور قيادي بين الاتحادات القارية على المستوى العالمي، و تهيئة السبل الكفيلة لتعزيز حضور الفرق الآسيوية في البطولات الدولية الرئيسية، والعمل على زيادة شعبية اللعبة لضمان أن تصبح كرة القدم الرياضة الأولى في كافة أرجاء القارة الآسيوية. وكرّس الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة نهج التواصل المستمر مع الاتحادات الوطنية في القارة الآسيوية عبر اللقاءات المباشرة مع مسؤولي الاتحادات في مختلف المناسبات، وذلك تأكيداً منه على أهمية التنسيق والتعاون المتواصلين مع الاتحادات باعتبارها أحد أهم أدوات تطوير اللعبة في القارة الآسيوية. جميع تلك الخبرات المتراكمة والنجاحات والإنجازات التي قدمها الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة للكرة المحلية والآسيوية والعالمية تجعله الخيار الأمثل للجلوس على عرش الكرة العالمية. يذكر أن الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة يتنافس مع أربعة مرشحين آخرين وهم السويسري جياني إنفانتينو الأمين العام للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، و الفرنسي جيروم شامبين النائب السابق للأمين العام للفيفا والأردني الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني ورئيس اتحاد غرب آسيا والسياسي ورجل الأعمال الجنوب إفريقي طوكيو سيكسويل.