عواصم - (وكالات): أرسل الجيش التركي تعزيزات عسكرية إلى الحدود مع سوريا بينما تقترب قوات كردية سورية من مدينة إعزاز شمال سوريا التي قالت أنقرة إنها لن تسمح بسقوطها في قبضة الأكراد. واقترحت أنقرة مجدداً إقامة «منطقة آمنة» في الأراضي السورية لتشمل هذه المرة مدينة إعزاز التي تقصفها منذ عدة أيام لمنع المقاتلين الأكراد السوريين من السيطرة عليها، فيما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لن تقبل أبداً بقيام معقل كردي على حدودها مع سوريا وأنها ستواصل قصف مواقع المقاتلين الأكراد في سوريا، بينما تستعد قافلة مساعدات ضخمة لدخول مناطق عدة محاصرة في سوريا برعاية الأمم المتحدة، بعد ساعات على توجيه دمشق انتقادات إلى الموفد الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا وتشكيكها بمصداقيته.
ميدانياً، قتل 25 مدنياً في غارة جوية استهدفت قبل يومين مستشفى مدعوماً من منظمة أطباء بلا حدود في مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، وفق حصيلة جديدة أعلنت عنها المنظمة.
ورجح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تكون طائرات حربية روسية استهدفت المستشفى.
من جانب اخر، قالت الأمم المتحدة في بيان أن نحو 70 ألف سوري فروا من منازلهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية إثر تكثيف العمليات العسكرية جنوب سوريا، محذرة من أن قرابة 50 ألفاً منهم باتوا من دون مأوى.
من جانبها، وصفت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل الوضع الإنساني في سوريا بأنه «لا يحتمل» مجددة دعوتها إلى إقامة منطقة حظر طيران لحماية المدنيين.
وأعلن أردوغان أن بلاده لن تقبل أبداً بقيام معقل كردي على حدودها مع سوريا وأنها ستواصل قصف مواقع المقاتلين الأكراد في سوريا. وقال في خطاب ألقاه أمام مسؤولين محليين «لن نقبل أبداً بوجود «قنديل» جديدة «القاعدة الخلفية لحزب العمال الكردستاني في العراق» على حدودنا الجنوبية».
وأضاف أن «دول التحالف ردت معاً. يطلبون منا وقف القصف على حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية. للأسف من غير الوارد بالنسبة إلينا أن نوقف» ذلك.
وفي خطابه انتقد أردوغان مجدداً وبشدة الولايات المتحدة التي تدعم وتسلح هاتين الحركتين في إطار حملتها ضد تنظيم الدولة «داعش». وقال «ليس هناك إرهابيون صالحون وآخرون سيئون».
بدوره، قال نائب رئيس الوزراء التركي يالتشين اكدوغان «نريد إقامة منطقة آمنة بعمق 10 كلم داخل سوريا تشمل إعزاز».
وفي وقت سابق، أبدت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل تأييدها لإقامة منطقة حظر جوي في سوريا. ورداً على الاقتراح الألماني أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أنه من الضروري الحصول على موافقة من الأمم المتحدة ومن الحكومة السورية لكي يمكن إقامة «منطقة حظر جوي».
من ناحية أخرى، قالت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد إن على موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا التركيز على مهمته وليس الانشغال بقضية المساعدات الإنسانية. وكان دي ميستورا صرح خلال زيارة مفاجئة إلى دمشق أن «من واجب الحكومة السورية أن توصل المساعدات الإنسانية إلى كل السوريين، أينما كانوا، والسماح للأمم المتحدة بتقديم المساعدات الإنسانية»، مضيفاً «غداً سوف نختبر ذلك».
واستدعت تصريحاته رداً قاسياً من وزارة الخارجية السورية.
من جهة أخرى، دخلت قافلة مساعدات من 35 شاحنة إلى مدينة معضمية الشام التي يحاصرها الجيش السوري في ريف دمشق، حسبما أكد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا يعقوب الحلو للصحافيين.