الرياض - (أ ف ب): أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن مهمة القوات السعودية في حال إرسالها إلى سوريا ستكون القضاء على تنظيم الدولة «داعش» في إطار التحالف الدولي بقيادة واشنطن، مجدداً موقف بلاده الرافض لأي دور للرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل سوريا. وأضاف الجبير في لقاء حصري مع «فرانس برس» أن عمليات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين في اليمن ستتواصل إلى حين إعادة سيطرة الشرعية المتمثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي على كامل البلاد.
وفي الشق الاقتصادي، أكد إصرار المملكة على الحفاظ على حصتها من سوق النفط ورفضها خفض إنتاجه على رغم تهاوي أسعاره. وقال الجبير «المملكة العربية السعودية أعربت عن استعدادها لإرسال قوات خاصة ضمن التحالف ضد المتطرفين إلى سوريا بهدف القضاء على «داعش». هذه هي المهمة وهذه هي المسؤولية»، مشيراً إلى أن على التحالف أن يقرر بالنسبة إلى توسيع المهمة ضد النظام السوري. وأضاف رداً على سؤال باللغة العربية عما إذا كانت المهمة قد تمتد لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد «سيكون عمل هذه القوات إذا ما تم إدخالها في سوريا ضمن التحالف الدولي، محاربة «داعش»، ولن تكون هناك عمليات انفرادية».
وفي تعليق بالإنجليزية على سؤال في السياق نفسه، قال «لا يمكنني التكهن. سيكون هذا أمراً على التحالف الدولي أن يقرر بشأنه. إلى الآن هدف أي قوات برية أو قوات خاصة ترسل إلى سوريا سيكون قتال «داعش» بغرض استعادة السيطرة على أراض». وكرر الجبير وجوب رحيل الأسد الذي تحمله الرياض مسؤولية النزاع الذي أودى بأكثر من 260 ألف شخص وساهم في نمو نفوذ المتطرفين.
ورأى أن الأسد «تسبب في قتل أكثر من 300 ألف من الأبرياء من شعبه وتشريد أكثر من 12 مليون من شعبه، وتسبب في تدمير بلاده. لا مكان له في تلك البلاد. هذا واضح. بشار الأسد لن يكون له مستقبل في سوريا».
ورداً على سؤال عن مقارنة مستوى الدعم الروسي للنظام بمستوى الدعم الأمريكي للمعارضة، أكد الجبير أن واشنطن «جدية جداً في دعم المعارضة السورية وفي محاربة «داعش». هل يمكن القيام بالمزيد؟ أعتقد أن كل بلد في إمكانه القيام بالمزيد». وفي شق التفاوض بين النظام والمعارضة، اعتبر الجبير أنه لا يمكن التكهن بما إذا كانت الأخيرة ستشارك في المفاوضات المزمع استئنافها في 25 فبراير الحالي في سويسرا برعاية الأمم المتحدة.
وأكد الجبير مواصلة العمليات التي تشمل القصف الجوي والدعم الميداني المباشر والتدريب وغيرها، حتى عودة «الشرعية» لكامل اليمن. وقال «الدعم للحكومة الشرعية سيستمر حتى تحقيق الاهداف او حتى التوصل الى اتفاق سياسي لتحقيق تلك الاهداف»، مضيفا «أعتقد أنها مسألة وقت قبل أن يتمكن» التحالف من إعادة «سلطة الحكومة الشرعية في اليمن إلى اليمن، والسيطرة على كامل الأراضي اليمنية». وأكد الجبير أن الرياض «ليست غارقة» في النزاع اليمني. واعتبر الجبير أن الولايات المتحدة «حليفة» لبلاده ولم تتخل عنها لصالح إيران في أعقاب الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وطهران.
وأضاف «الولايات المتحدة حليفنا، وهي حليفنا التاريخي منذ أكثر من 7 عقود. أمريكا هي أكبر شركائنا التجاريين، أكبر مستثمر في المملكة العربية السعودية. هي المصدر الرئيس لمعداتنا العسكرية الدفاعية».
من ناحية أخرى، قال الجبير «إذا أرادت إيران علاقات جيدة مع السعودية، ثمة حاجة لى أن تغير تصرفها في المنطقة وتغير سياساتها».
وأضاف أن بلاده «ترغب في أن تكون لها أفضل العلاقات مع إيران، إلا أن هذه العلاقات يجب أن تكون مبنية على مبادىء حسن الجوار ومبدأ عدم التدخل» في شؤون دول مثل «لبنان وسوريا والعراق والبحرين واليمن». وبشأن الانخفاض المتواصل لأسعار النفط عالمياً، قال الجبير إن «موضوع النفط سيحدده العرض والطلب وقوى السوق. المملكة العربية السعودية ستحافظ على حصتها من السوق وقلنا ذلك سابقاً»، مضيفاً «إذا أراد منتجون آخرون الحد من الإنتاج أو أن يتفقوا على تجميد في ما يتعلق بالإنتاج الإضافي، فذلك ممكن أن يؤثر على السوق، لكن السعودية غير مستعدة لخفض الإنتاج».