مع بدء العد التنازلي لانتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم المقررة في مدينة زيوريخ السويسرية يوم الجمعة المقبل يستحضر العالم التجربة الثرية للشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، رئيس الاتحاد الأسيوي، المرشح الأبرز لرئاسة «الفيفا» في قيادة سفينة الكرة الآسيوية نحو شواطئ الاستقرار والإنجاز خلال أقل من ثلاث سنوات كانت حافلة بالعطاء الكبير والنجاحات اللافتة.
فقد نجح الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة في تلك الفترة في قيادة الكرة الآسيوية، لتحقيق مكاسب متنوعة، بداية من التنظيم الإداري للاتحاد الآسيوي، وتثبيت أركان العمل الإداري بمنظومة اللعبة، بالقارة الأكبر حجماً وعدداً للسكان، مروراً بمشايع نوعية، وقرارات جريئة تتخذ أيضاً لأول مرة، عكست إلى حد بعيد، مؤشرات أكثر إيجابية، على قدرة «ابن البحرين» ونبوغه الإداري، الذي يؤهله لقيادة الاتحاد الدولي، نحو تحقيق نقلة نوعية غير مسبوقة، على صعيد التطور الإداري والفني والتجاري واللوجستي، للعبة الأكثر شعبية وتأثيراً في العالم.
ويكفي أن الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة تولى المسؤولية في مرحلة من الضبابية التي التصقت بالاتحاد الآسيوي، خلال فترة حرجة مرت على بيت اللعبة الأول بالقارة، شكلت هزات عنيفة، كادت تطيح بكثير من المكتسبات، لولا تصدر الشيخ سلمان المشهد، ليعيد إحياء الاتحاد الآسيوي من جديد، ويعيد معه صياغة منظومة المفاهيم التي كانت تحكم عمله، ليصنع اتحادات عملاقا قوي الأركان، قادر على إحداث التطور والنقلة الحقيقية في مجال اللعبة، وهي نفس الظروف المشابهة، للظروف التي تمر بالفيفا حالياً، ما يعني أن رئيس الاتحاد الآسيوي، هو الأكثر خبرة ودراية في كيفية التعامل مع مثل هذه المعضلات، بكفاءة واقتدار.
الحكمة وبعد النظر
وكان الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، قد جسد على أرض الواقع سياسة «الحكمة وبعد النظر» في إدارة دفة الاتحاد القاري، حيث وضعه على بداية الطريق، ليصبح من الاتحادات القارية صاحبة الريادة في العديد من الملفات الفنية والإدارية، لاسيما الأفكار التي تم طرحها وتطبيقها وتهدف لزيادة نشر اللعبة بالقارة الصفراء، وفتح الباب أمام إشعال المنافسة بين المنتخبات والأندية في كل المسابقات، بما يحقق التطور المنتظر للكرة الأسيوية، وهي تحديات تمكن رئيس الاتحاد القاري، من التغلب عليها بروح المبادرة الذي يتميز به، وبشراكة جميع الأطراف وبخاصة أصحاب الخبرات المشهود لهم بالكفاءة.
وتفتح النجاحات المتتالية للاتحاد الآسيوي في عهد الشيخ سلمان بن إبراهيم آفاقاً أكبر على ساحة اللعبة عالمياً، لشخصية إدارية فذة، استطاعت أن تحقق إنجازات لقارة كانت تعاني قبل أشهر من توليه دفة القيادة للسفينة الآسيوية، في محيط متلاطم من الصراعات والنزاعات، ليقود سلمان آسيا للتوحد خلفه، وينجح في وضع القطار القاري على المسار الصحيح، في زمن قياسي وغير مسبوق.
منجزات متعددة
ورغم الفترة الوجيزة التي قضاها على سدة الرئاسة القارية، إلا أنه استطاع تحقيق العديد من الإنجازات والقفزات الرائعة، حيث عمل على تطوير المسابقات الآسيوية، لاستقطاب أكبر قدر ممكن من الدول الآسيوية وزيادة شعبية اللعبة في «القارة الصفراء»، ورفع عدد المنتخبات المشاركة في كأس آسيا من 16 إلى 24 منتخباً ابتداءً من النسخة التي ستقام عام 2019، لإتاحة الفرصة أمام منتخبات جديدة لم يسبق لها التواجد في هذا الحدث الكبير حتى تثبت مكانتها على الساحة القارية وترتقي بمنظومتها الكروية.
كما عمد الاتحاد على دمج التصفيات الأولية المؤهلة إلى كأس آسيا مع التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم المقرّرة في روسيا العام 2018، لإتاحة المجال أمام المنتخبات الآسيوية للاستفادة القصوى من خوض المباريات في الأيام المعتمدة من الاتحاد الدولي (فيفا).
توسيع قاعدة المشاركة
في دوري أبطال آسيا
وعلى صعيد الأندية، فقد قام الاتحاد الآسيوي بتوسيع قاعدة الدول المشاركة في دوري أبطال آسيا، وشاركت دول جديدة في المسابقة مثل الكويت والأردن وعمان والبحرين ودول أخرى، وهي خطوة ستشجع تلك الدول على الارتقاء بمستوياتها والعمل على مواكبة عالم الاحتراف، وستسهم في زيادة شعبية اللعبة على امتداد


القارة.
وأولى الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة أهمية كبيرة لتطوير قطاع التحكيم الآسيوي، وعمل على تقديم مختلف أشكال الدعم لتطوير قدرات الحكم الآسيوي من خلال توسيع عقد الدورات والبرامج الخاصة بصقل قدرات الحكام، والعمل على تعزيز نجاحات برنامج حكام المستقبل، وتكللت تلك الجهود بزيادة عدد الأطقم الآسيوية في مونديال البرازيل 2014 إلى أربعة للمرة الأولى في تاريخ كأس العالم، ليعد ذلك أحد أبرز المكتسبات التي تحققت في عهده التي عزّزت مكانة التحكيم الآسيوي في العالم، كما نال التحكيم الآسيوي المزيد من الثقة بحصول طاقم تحكيم آسيوي على شرف إدارة المباراة النهائية لكأس العالم للشباب في نيوزلندا العام الماضي.
أرقام قياسية ومضاعفة جوائز المسابقات القارية
وخلال عهد الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة حقق دوري أبطال آسيا العديد من الأرقام القياسية في النسخة الأخير لعام 2015 من خلال متابعة أكثر من 260 مليون شخص للمباريات عبر التلفزيون في كافة أرجاء القارة، إلى جانب حضور 2.25 مليون متفرج للمباريات ليتم تسجيل رقم قياسي في معدل حضور المباريات.
وبناء على تلك النجاحات أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عن مضاعفة قيمة الجائزة المالية لبطل دوري أبطال آسيا من 1.5 مليون دولار إلى 3 ملايين دولار. كما أن إجمالي الجوائز المالية في دوري أبطال آسيا ارتفع بما يعادل 3.5 مليون دولار مقارنة بالسنوات السابقة، حيث يحصل الفائز باللقب على 3 ملايين دولار مقابل 1.5 مليون دولار للوصيف، في حين يحصل الفريقين المتأهلين للدور قبل النهائي على مبلغ 200 ألف دولار لكل منهما.
أما في كأس الاتحاد الآسيوي، فقد أصبحت قيمة الجوائز المالية 2.1 مليون دولار، بارتفاع يبلغ 1.5 مليون دولار، حيث يحصل البطل على 1 مليون دولار، مقابل 500 ألف دولار للوصيف.
حرب لاهوادة فيها لمكافحة التلاعب بالنتائج
وأطلق الاتحاد الآسيوي لكرة القدم خلال فترة رئاسة الشيخ سلمان بن إبراهيم حرباً التي لا هوادة فيها ضد التلاعب بنتائج المباريات من خلال تنفيذ جملة مبادرات تركز على تحديث الأنظمة والتشريعات للتعاطي مع تلك القضية، وتأسيس فريق مهام خاصة وقسم جديد للنزاهة في الاتحاد، وخلق نظام مراقبة المباريات في البطولات القارية بالتعاون مع شركة (سبورت رادار) وهي إحدى بيوت الخبرة العالمية المتخصصة في هذا المجال.
وتم مؤخراً تمديد الاتفاقية مع (سبورت رادار) لتشمل مراقبة أكثر من 4500 مباراة في مختلف البطولات القارة والمحلية الآسيوية.
كما حرص الاتحاد الآسيوي على تعزيز آليات التوعية بمخاطر التلاعب بالنتائج عبر الندوات والدورات التثقيفية، بالإضافة إلى تفعيل الشراكة مع الجهات ذات العلاقة أمثال الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، والإتحادات القارية، والاتحادات الأهلية، والأجهزة الحكومية، والإنتربول من أجل محاربة تلك الظاهرة المؤسفة.
كما طلب الاتحاد الآسيوي لكرة القدم من الدول الأعضاء تعيين مسؤولين عن النزاهة للابلاغ عن أي أمور تخص التلاعب في نتائج المباريات في ظل المساعي لتنقية الرياضة من أي فساد محتمل.
تطوير المجتمعات الآسيوية
في إطار التزام الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بمبادرات تطوير المجتمعات من خلال الاستفادة من قوة وشعبية كرة القدم، التزم الاتحاد القاري بتقديم التمويل والمساعدة للعديد من برامج المسؤولية الاجتماعية، حيث برز في هذا الإطار مشروع قرية الاتحاد الآسيوي لكرة القدم من أجل مساعدة الشعب الفلبيني الذي تضرر جراء الإعصار هايان، إلى جانب العديد من المشاريع والمبادرات المتنوعة في مختلف أنحاء القارة.
أنجح بطولة في تاريخ الاتحاد الآسيوي
شكلت منافسات النسخة السادسة عشرة من بطولة كأس آسيا التي أقيمت في أستراليا قيمة مضافة للإرث الكروي الآسيوي على ضوء مستوى التنظيم فائق الجودة والتنافس القوي بين المنتخبات والحضور الجماهيري الكبير الذي فاق التوقعات،إلى جانب التغطية الإعلامية المتميزة.
(آسيا واحدة.. هدف واحد)
ومن أجل ضمان مستقبل أكثر إشراقاً للكرة الآسيوية دشن الاتحاد الآسيوي الرؤية والمهمة الجديدتين تحت شعار ( آسيا واحدة.. هدف واحد) في الاحتفال الذي أقيم في العاصمة القطرية الدوحة على هامش منافسات بطولة آسيا تحت 23 عاماً التي اختتمت بنهاية يناير الماضي، حيث ارتكزت الرؤية على أهمية بلوغ دور قيادي بين الاتحادات القارية على المستوى العالمي، وتهيئة السبل الكفيلة لتعزيز حضور الفرق الآسيوية في البطولات الدولية الرئيسية، والعمل على زيادة شعبية اللعبة لضمان أن تصبح كرة القدم الرياضة الأولى في كافة أرجاء القارة الآسيوية.