عواصم - (وكالات): أعربت دول مجلس التعاون الخليجي عن تأييدها التام لقرار المملكة العربية السعودية بإجراء مراجعة شاملة لعلاقاتها مع لبنان، ووقف مساعداتها بتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي اللبنانية، مشيرة إلى أن «القرار اللبناني يتعارض مع الأمن القومي العربي ولا يمثل شعب لبنان»، فيما أكد وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، أن «الخبر الأسوأ هو المراجعة الشاملة للسعودية ومعها الإمارات والبحرين ودول الخليج في علاقاتها مع لبنان»، محذراً من أن «الآتي أعظم»، متسائلاً «هل الإصرار على مخالفة الإجماع العربي هدفه عزل لبنان عن محيطه العربي ودفعه إلى هاوية يصعب الخروج منها؟»، مضيفاً أن «خروجنا عن عروبتنا قد ينزع الغطاء الأخير الذي يتفيأ لبنان ظله، ما قد يشرع أبوابنا على العواصف التي تحيط بنا من كل جانب وتهدد الدول والكيانات»، بينما حمل سياسيون «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» بزعامة ميشال عون مسؤولية القرار السعودي.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني إن «دول مجلس التعاون تساند قرار المملكة العربية السعودية الذي جاء رداً على المواقف الرسمية للبنان التي تخرج عن الإجماع العربي، ولا تنسجم مع عمق العلاقات الخليجية اللبنانية، وما تحظى به الجمهورية اللبنانية من رعاية ودعم كبيرين من قبل المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون».
وأكد أن «دول مجلس التعاون تعرب عن أسفها الشديد لأن القرار اللبناني أصبح رهينة لمصالح قوى إقليمية خارجية، ويتعارض مع الأمن القومي العربي ومصالح الأمة العربية، ولا يمثل شعب لبنان العزيز الذي يحظى بمحبة وتقدير دول المجلس وشعوبها».
وأضاف أن دول مجلس التعاون «تأمل أن تعيد الحكومة اللبنانية النظر في مواقفها وسياساتها التي تتناقض مع مبادئ التضامن العربي ومسيرة العمل العربي المشترك، وتؤكد استمرار وقوفها ومساندتها للشعب اللبناني الشقيق، وحقه في العيش في دولة مستقرة آمنة ذات سيادة كاملة، وتتطلع إلى أن يستعيد لبنان عافيته ورخاءه الاقتصادي ودوره العربي الأصيل».
وحمل سياسيون لبنانيون «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» بزعامة ميشال عون مسؤولية القرار السعودي.
وأكد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري، أن «حزب الله» و»التيار الوطني الحر»، يتحملان مسؤولية ما حدث مع السعودية التي تساعد لبنان بكل محبة، على حد تعبيره.
من جانبه، علق وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، على قرار السعودية قطع المساعدات للبنان قائلاً إن الخبر الأسوأ هو المراجعة الشاملة للسعودية ومعها الإمارات والبحرين في علاقاتها مع لبنان، لافتا إلى أن القادم أعظم.
ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية على لسان المشنوق قوله في بيان «هل الإصرار على مخالفة الإجماع العربي هدفه عزل لبنان عن محيطه العربي ودفعه إلى هاوية يصعب الخروج منها؟» معبرا عن اسفه «لاستمرار البعض في محاولات تحويله إلى سياسة بعيدة كل البعد عن تاريخه ودستوره وتتنكر لهويته العربية وتتناقض مع مصالحه الوطنية الحيوية، كما تعرض مستقبل أبنائه لأخطار كبيرة، إن في الوطن أو في المهجر».
وتابع المشنوق «الخبر الأسوأ أنّ قرار المملكة العربية السعودية إجراء مراجعة شاملة لعلاقتها بلبنان، ومعها التضامن الإماراتي والبحريني والخليجي، هو أول الغيث»، محذرا من «الآتي الأعظم، خصوصاً أنها المرة التي يواجه لبنان تحدياً مصيرياً كهذا،» مضيفاً أن «خروجنا عن عروبتنا قد ينزع الغطاء الأخير الذي يتفيأ لبنان ظله، ما قد يشرع أبوابنا على العواصف التي تحيط بنا من كل جانب وتهدد الدول والكيانات».
ولفت الوزير اللبناني متسائلاً «هل ذاكرة البعض ضعيفة إلى هذه الدرجة، كي ينسوا دعم أشقائنا في الخليج خلال أحلك الظروف؟ وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية. هي التي لم تميز يوما بين لبناني وآخر، وكانت دائما عنصر وفاق وتوافق، تدعم وحدة لبنان الدولة والمؤسسات، وتحتضن الشعب اللبناني، على تنوعه؟ ولماذا الإصرار على تحميل اللبنانيين ما لا طاقة لهم على تحمله، إن في المشاركة بالحروب الأهلية العربية، أو في التهجم والإساءة إلى من مدوا أيديهم إلينا.
بدوره، أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، أنه على الحكومة اللبنانية معاقبة «حزب الله»، من دون أن يسميه، وفق القانون لإساءته لدولة شقيقة، متمنياً من المملكة العربية السعودية مراجعة قرارها بشأن لبنان.
وهاجم جعجع سياسة «حزب الله» العدائية ضد السعودية، مشيراً إلى أن الحكومة اللبنانية قصرت وكان عليها التدخل لوضع حد للتعدي على المملكة.
ووصف وزير التنمية الإدارية في حكومة الوحدة الوطنية، ابراهيم شمس الدين، ونجل المرجع الديني اللبناني الشهير مهدي شمس الدين ورئيس سابق للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى القرار السعودي بـ»الصادم»، جراء مواقف أحزاب لبنانية تجاه السعودية وبالأخص موقف وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل الأخير بعدم إدانته الاعتداء على السفارة السعودية بطهران، وقنصليتها في مدينة مشهد الإيرانية خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب.
وأكد تفهمه الموقف السعودي، وقرار المملكة الأخير، قائلاً «السعودية معين وسند كبير للبنان، ودولة شقيقة، انعكس ذلك من مختلف التجارب الحقيقية بين البلدين، وعلى مدار عقود ظلت تقف مع لبنان في كافة أزماته السياسية والمالية والأمنية».
من جانبه، قال عضو مجلس النواب اللبناني عن تيار المستقبل أحمد فتفت «نأسف أن تصل العلاقات السعودية- اللبنانية إلى هذا المستوى، وهي المرة الأولى في تاريخ العلاقات الممتدة من ثمان عقود».
في السياق ذاته، قال الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان العلامة محمد الحسيني أن المملكة العربية السعودية، ظلت لأعوام طويلة تدعم لبنان وشعبه رغم تحفظاتها وملاحظاتها على الكثير من الجوانب والمغامرات التي لا تتفق مع سياستها على المستوى العربي والإقليمي والدولي، لافتاً إلى أننا من موقعنا نجد حاجة ماسة لكي تبذل الدول اللبنانية ما في وسعها من أجل وضع حد لهذه السياسات غير المسؤولة وفي نفس الوقت نجد في إصدار بعض البيانات التي تلمز وقف هذه المساعدات من زاوية تنم عن فهم غير مسؤول لها هو بمثابة نكران للجميل وإن الشعب اللبناني براء من مثل هذه المواقف جملة وتفصيلاً وكله أمل من الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية عدم تركه لقمة سائغة للولي الفقيه الإيراني.