دبي - (العربية نت): تجري انتخابات مجلس الشورى ومجلس الخبراء بإيران تحت إشراف المرشد الأعلى والحرس الثوري، وغيرهما من دوائر السلطة غير المنتخبة من خلال وسائل مختلفة. وقبيل الانتخابات بدأ الحرس الثوري يشدد الخناق على وسائل الإعلام غير الموالية له وللمرشد.
والحرس الثوري الإيراني تلك المنظمة الإرهابية كما صنفتها الولايات المتحدة، هي إحدى أدوات مرشد الجمهورية للإمساك بكل خيوط السياسة سواء داخلياً أو خارجياً.
فدور هذه المؤسسة العسكرية، تجاوز مجابهة من يسمون بأعداء الثورة الخارجيين، بل أيضاً واجه هذا الجهاز المعارضين الداخليين للنظام، وأجهض أي حراك شعبي. فهو، أي الحرس، يتبع وبشكل مباشر المرشد الإيراني، أعلى سلطة في البلاد. صلاحيات واسعة منحتها قيادة الثورة الإيرانية للحرس الثوري للدفاع عن مصالحها السياسية والاقتصادية والعسكرية، حتى بات هذا الجهاز يشكل مركز القوة للحفاظ على أمن النظام الإيراني لا غير. نفوذ الحرس الثوري، كمؤسسة ضخمة لها مواردها وميزانيتها يشمل كل مفاصل المجتمع الإيراني والأخطر أنه لا يخضع لرقابة فعلية من الدولة ولا سيطرتها على أنشطته المتشعبة.
ومع اقتراب انتخابات مجلسي الشورى والخبراء، مارس الحرس الثوري سلطاته في تشديد الحرس الخناق على وسائل الإعلام غير التابعة له، وملاحقة الصحافيين واستدعائهم للتحقيق قبيل الانتخابات.
وكان قد سبق له الزج بالعشرات من رموزه السابقين في مجلس الشورى، مثل قائمة رئيس تيار الأصوليين في مجلس الشورى حداد عادل، وأيضاً قائمة محمود أحمدي نجاد، وحالياً يوجد في بعض المحافظات 150 مرشحاً بدون منافس للشورى جميعهم يتبعون الحرس الثوري.
هذا إلى جانب حسم ما يبلغ من 58 مقعداً للمقربين من خامنئي والحرس الثوري من أصل 88 مقعداً في مجلس الخبراء.
ذلك الواقع دفع بالشباب الإيراني إلى إطلاق شعارات تعكس أن الانتخابات تجري في جمهورية الحرس الثوري، وليس في الجمهورية الإيرانية. إذن فهي تدخلات تطال النظام الانتخابي الإيراني ما يستحيل معها فرض انتخابات حرة ونزيهة.
وهاجمت ميليشيات الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني تجمعاً انتخابياً للإصلاحيين، أقيم بمسجد أبي ذر، جنوب العاصمة طهران أمس الأول. وأفادت وكالة «سحام نيوز» المقربة من مهدي كروبي - أحد زعماء الحركة الخضراء الخاضع للإقامة الجبرية - أن عناصر من الباسيج، قاموا برش التجمع الانتخابي الذي كان يتحدث فيه أمين عام حزب «مردم سالاري» مصطفى كواكبيان، بالغاز المسيل للدموع، وذلك أثناء إلقاء برنامجه الانتخابي. وبحسب الوكالة، تعرض كوكبيان للهجوم من قبل قوات الباسيج الذين أنهالو عليه بالضرب أثناء مغادرته المسجد بعد أن قطع كلمته. وتعرض مرافقو كواكبيان وعدد من المتجمعين إلى الاختناقات التنفسية إثر استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي استخدمه المهاجمون. وقام عناصر الباسيج بتكسير أجهزة التصوير والهواتف المحمولة التي كانت تغطي كلمة أمين عام حزب مردم سالاري، الذي يعد إحدى الكتل الإصلاحية. وربط محللون الهجوم بمحاولة الحرس الثوري والمتشددين إفشال الحملة الانتخابية للإصلاحيين الذين يحاولون بالتحالف مع التيارات المعتدلة الفوز بمقاعد مجلس الشورى وإخراجه من قبضة المحافظين.