عواصم - (وكالات): شدد مجلس الوزراء السعودي برئاسة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في جلسة أمس في قصر اليمامة بالرياض على «وقف المساعدات العسكرية إلى لبنان، والاستمرار في مؤازرة الشعب اللبناني بكافة طوائفه ولن نتخلى عنه»، مشيراً إلى أن «المواقف السياسية التي يقودها حزب الله مؤسفة لا تراعي مصالح البلدين، وإن ما يسمى حزب الله يصادر إرادة الدولة اللبنانية»، بينما قالت الحكومة اللبنانية إن من الضروري تصويب العلاقات مع السعودية وطلبت من رئيس الوزراء تمام سلام إجراء اتصالات لتحقيق ذلك بعد أن ألغت الرياض الأسبوع الماضي مساعدات بقيمة 3 مليارات دولار للجيش اللبناني. وأقر سلام بحصول «هفوة» في التعامل مع الرياض دفعتها لوقف مساعداتها للقوات المسلحة اللبنانية، متعهداً تصويب الموقف.
وشدد مجلس الوزراء السعودي في جلسة الأمس على «وقف المساعدات العسكرية إلى لبنان، والاستمرار في مؤازرة الشعب اللبناني بكافة طوائفه ولن نتخلى عنه»، مشيراً إلى أن «المواقف السياسية التي يقودها حزب الله مؤسفة لا تراعي مصالح البلدين، وإن ما يسمى حزب الله يصادر إرادة الدولة اللبنانية». وقال بيان المجلس إنه «رغم دعمنا للبنان قوبلنا بمواقف مناهضة على المنابر العربية والإقليمية». وأضاف «نقدر المواقف التي صدرت من شخصيات لبنانية، ومنها رئيس الوزراء». وتابع أن «المواقف السياسية التي يقودها حزب الله مؤسفة لا تراعي مصالح البلدين، وإن ما يسمى حزب الله يصادر إرادة الدولة اللبنانية».
من جهته، ناشد رئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريري المملكة العربية السعودية عدم التخلي عن لبنان.
وقال الحريري «أناشد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عدم التخلي عن لبنان والاستمرار في دعمه واحتضانه». ويشهد لبنان انقساماً حاداً منذ أعوام خصوصاً على خلفية النزاع في سوريا، بين قوى 14 آذار المناهضة للنظام السوري والقريبة من السعودية، و«حزب الله» وحلفائه من جهة أخرى. وتحمل «14 آذار» الحزب الذي يقاتل إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، مسؤولية الانقسام الداخلي خاصة الفراغ في منصب رئاسة الجمهورية المستمر منذ ما يقارب العامين.
وكررت القوى موقفها في بيان أصدرته إثر اجتماع عقدته مساء أمس الأول في مقر إقامة الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري، أحد أبرز الزعماء السنة وأكثر السياسيين اللبنانين قرباً من المملكة.
وحملت قيادات قوى «14 آذار»، «حزب الله» وحلفاءه، مسؤولية «افتعال المشكلة الخطيرة» مع السعودية ودول الخليج، وضرب استقرار لبنان المالي والمعيشي والاجتماعي، مطالبة إياه مجدداً بالانسحاب «من القتال الدائر في سوريا والمنطقة التزاماً بسياسة النأي بالنفس» التي تعتمدها الحكومة اللبنانية رسمياً تجاه النزاع السوري.
وأعلنت «14 آذار» تأييدها الكامل للسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، وعدم المس بسيادة واستقلال أي دولة من الدول العربية، ورفضها تحويل لبنان إلى قاعدة لضرب أي دولة عربية وللتدخل في شؤونها، وكذلك رفضها لتحويله ضحية لأي دولة «خصوصاً تلك التي تحاول فرض سيطرتها على الدول العربية»، في إشارة إلى إيران.
وطلبت من الحكومة التي تضم مزيجاً من مختلف القوى السياسية «الاجتماع فوراً لاتخاذ موقف واضح وصارم يؤكد التزام لبنان بالتضامن والإجماع العربي ورفض أي تعرض أو انتهاك لسيادة أي دولة عربية».