عواصم - (وكالات): قال مصدران دبلوماسيان غربيان إن «مسودة خطة روسية أمريكية تدعو لوقف الاقتتال في سوريا اعتباراً من 27 فبراير الحالي وتستثني تنظيم الدولة «داعش» و«جبهة النصرة» ذراع تنظيم القاعدة في سوريا»، مشيرين إلى أن «المسودة تدعو الأطراف السورية للموافقة على وقف الاقتتال بحلول 26 فبراير الحالي.
وتحتدم المعارك بين قوات النظام وتنظيم الدولة «داعش» في محافظة حلب غداة تبني التنظيم تفجيرات قرب دمشق تعد الأكثر دموية منذ اندلاع الحرب عام 2011، في وقت تتكثف المساعي الدولية لبدء تطبيق هدنة بين أطراف النزاع. من ناحية أخرى، ندد تقرير صادر عن لجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق بتفشي جرائم الحرب المستمرة منذ 5 سنوات تقريباً في سوريا مؤكداً أن محاسبة مرتكبي هذه الفظائع يجب أن تكون جزءاً من عملية السلام.
وقالت لجنة تحقيق تدعمها الأمم المتحدة إن جرائم الحرب متفشية في الحرب السورية وإن قوات الحكومة السورية وتنظيم الدولة يواصلان ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في ظل غياب تحرك من جانب المجتمع الدولي.
وتمكنت فصائل جهادية من جهة وتنظيم الدولة من جهة أخرى من قطع طريق استراتيجية تربط مناطق سيطرة قوات النظام في محافظة حلب بمناطق سيطرتها في سائر المحافظات السورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
سياسياً، يأتي موقف روسيا في خضم حراك دبلوماسي من أجل التوصل إلى تحقيق هدنة في البلاد المتعددة الجبهات.
وقام وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بزيارة مفاجئة إلى إيران، ناقلاً «رسالة خاصة» من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني. وتخلل الزيارة عرض «للوضع المتعلق باستقرار المنطقة وعملية المفاوضات للإعلان وقف إطلاق نار في سوريا».
وكان وزير الخارجية الامريكي جون كيري أعلن من عمان التوصل «مبدئيا الى اتفاق موقت» مع روسيا حول تفاصيل وقف لإطلاق النار في سوريا والذي «قد يبدأ في الأيام المقبلة». لكن كيري أوضح أن الاتفاق «لم ينجز بعد». وتوقع أن تحصل محادثات «في الأيام المقبلة» بين الرئيسين الامريكي باراك أوباما والروسي لإنجاز الاتفاق.
وشدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء الاسترالي مالكوم تورنبول خلال اتصال هاتفي على «الحاجة الطارئة إلى وقف لاطلاق النار لاغاثة سكان حلب».
وتوصلت دول معنية بالنزاع السوري في ميونيخ في وقت سابق من هذا الشهر إلى اتفاق على «وقف الأعمال العدائية» في سوريا. وكان من المزمع بدء تطبيق الهدنة الجمعة الماضي كحد أقصى، إلا أن شروطها لم تتحقق.
وفي الرياض، بدات الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية اجتماعا امس يرجح ان يخصص لبحث الهدنة التي تعمل واشنطن وموسكو على تنفيذها.
ولفت المتحدث باسم الهيئة منذر ماخوس الى ان الاجتماع قد يستمر يومين او ثلاثة، وسيخصص للبحث في التطورات منذ قرار المعارضة المشاركة في مفاوضات دعت اليها الامم المتحدة الشهر الماضي في سويسرا، من دون ان تقلع فعليا. وحدد موعد جديد لها في 25 فبراير.
وفي وقت لاحق، نقلت محطة تلفزيون أورينت المؤيدة للمعارضة السورية عن منسق المعارضة رياض حجاب قوله إن هناك اتفاقاً أولياً بشأن هدنة مؤقتة في سوريا. وأضاف حجاب الذي كان رئيساً للوزراء في سوريا ويرأس الهيئة العليا للتفاوض إن الاتفاق سيكون «بحسب ضمانات دولية». من ناحية أخرى، استبعد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قيام تركيا والسعودية بعملية برية في سوريا، وأشار إلى أن أي خطوة من هذا القبيل يجب أن تضم كل دول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة. وقال جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي بأنقرة إن قيام تركيا والسعودية بعملية برية في سوريا ليس مقترحاً.
واعتبر الوزير التركي الضربات الجوية الروسية أكبر عقبة أمام وقف إطلاق النار في سوريا.
وفي الكويت، عقد قادة جيوش أكثر من 30 دولة مشاركة في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم الدولة، اجتماعاً امس للبحث في الضربات التي ينفذها ضد المتطرفين في سوريا والعراق منذ صيف 2014.