أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى جسامة المسؤولية الملقاة على عاتق الرسالة الإعلامية، خاصةً في هذا الوقت الذي نواجه فيه أطماعاً خارجية مكشوفة تتربص بأمن واستقرار خليجنا العربي.
وقال جلالته، في كلمته السامية لدى لقائه، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، بقصر الصخير أمس، سمو الشيخ عبد الله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك المفدى رئيس الهيئة العليا للإعلام والاتصال، وأعضاء الهيئة، ووزير شؤون الإعلام وشؤون مجلسي الشورى والنواب عيسى الحمادي، ورؤساء تحرير الصحف المحلية وعدداً من كبار المسؤولين والعاملين بالوزارة، إن هذه التدخلات المتكررة لن تكون إلا سبباً في مواصلة السير بقوة وثبات على طريق الاتحاد بين دولنا الشقيقة، كخيار يرسخ وحدة صفنا وقوة موقفنا في وجه كل طامع، ويحقق آمال شعوبنا المتحدة.
وأشاد جلالته بالدور الرائد للإعلام البحريني ورسالته الوطنية الهادفة في مساندة مسيرة الإصلاح والتحديث الوطنية.
وأكد جلالته الاهتمام بكل الآراء ومتابعة ما يُطرح في وسائل الإعلام، ما دامت الغاية خدمة الصالح العام والنقد البنّاء لتستمر مسيرة الإصلاح كما تمنيناها، وما التوفيق إلا من عند الله.
وبعد تلاوة آي من الذكر الحكيم ، تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى بإلقاء الكلمة السامية التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
إنها لفرصة طيبة أن نلتقي بكم اليوم وأن نهنئكم بذكرى ميثاق العمل الوطني الذي احتفت به البحرين قبل أيام، معربين عن تقديرنا البالغ لما شهدناه، عبر وسائل الإعلام المختلفة، من تجاوب وتفاعل رسمي وشعبي مسؤول، أبرز قيمة هذه المناسبة الوطنية الغالية على الجميع، مشيدين بالدور الرائد للإعلام البحريني ورسالته الوطنية الهادفة، في مساندة مسيرة الإصلاح والتحديث الوطنية.
ونؤكد في هذا السياق على جسامة المسؤولية الملقاة على عاتق الرسالة الإعلامية، خاصةً في هذا الوقت الذي نواجه فيه أطماعاً خارجية مكشوفة تتربص بأمن واستقرار خليجنا العربي. كما أن هذه التدخلات المتكررة لن تكون إلا سبباً في مواصلة السير بقوة وثبات على طريق الاتحاد بين دولنا الشقيقة، كخيار يرسخ وحدة صفنا وقوة موقفنا في وجه كل طامع ، ويحقق آمال شعوبنا المتحدة بإذن الله .
ولا يسعنا اليوم إلا أن نعرب عن اعتزازنا بالدور الذي يتولاه إعلامنا الوطني، في سبيل إظهار ما تحقق على أرض الواقع من انجازاتٍ مباركة. مقدرين كذلك مساعي منتسبي وزارة شؤون الإعلام، الذين لم يألو جهداً في إيصال صورة البحرين المشرّفة وإعلاء اسمها ومكانتها في كافة الظروف. ونخص بالشكر جهودكم في تغطية المناسبات الوطنية التي احتفينا بها مؤخراً، كالعيد الوطني وعيد الجلوس ويوم الشهيد ويوم قوة دفاع البحرين وذكرى ميثاق العمل الوطني ويوم المرأة البحرينية ، حيث قمتم بواجبكم بصورة رفيعة، وبحرص وطني نشكركم عليه، مؤكدين للجميع، اهتمامنا بكل الآراء ومتابعتنا لما يُطرح في وسائل الإعلام، ما دامت الغاية خدمة الصالح العام والنقد البنّاء لتستمر مسيرة الإصلاح كما تمنيناها، وما التوفيق إلا من عند الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
ثم ألقى وزير شؤون الإعلام وشؤون مجلسي الشورى والنواب عيسى الحمادي كلمة قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي حضرةَ صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهلَ البلاد المفدى حفظَكم الله ورعاكم...
صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الموقر حفظكم الله .
صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظكم الله .
أصحاب السمو والمعالي والسعادة الحضور الكرام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يشرفني يا صاحبَ الجلالة، وبالنيابة عن جميع منتسبي وزارةِ شؤونِ الإعلام، أن أرفعَ إلى مقامكم السامي حفظَكم الله خالصَ الشكر وعظيمَ التقدير، على تفضُلِكم بهذا الاستقبال الكريم الذي يعكس مكانة الإعلاميين لدى جلالتكم.
سيدي جلالة الملك حفظكم الله..
عندما أطلقتم مشروعَكم الإصلاحي الرائد، كان للرأيِ وحريةِ التعبير والكلمةِ المسؤولة مكانة عظيمة، فأكدتُم جلالتُكم أن العملَ سيستمرُ لتطوير المشهد الإعلامي واستكمال أدواته، فأُنجز الكثير، وأصبحنا نفتخر بما تحقق، ومازلنا نطمح للمزيد. فعملُنا الإعلاميُ ترجمةً حقيقية لقناعتكم السامية بأهمية الإعلام في حفظِ مكتسبات الوطن ودوره في الدفاع عنه.
إن إدراكَ الإعلاميين لدورهم المهم ومسؤوليتِهم الوطنية لم تكن وليدة اليوم، بل هي امتدادٌ لما تعلمناه جميعاً منكم حفظَكم الله ورعاكم ومن آباءكم وأجدادكم الكرام، طيّب الله ثراهم، الذين أولوا الإعلامَ اهتماماً خاصاً، فدعموا وقدروا، وطوروا وشجعوا، وبكل فخرٍ حق لنا أن نحتفي بتلك الرؤى التي توارثناها جيلاً بعد آخر فكانت إطاراً عاماً للحرية المنضبطة، والتطوير المسؤول. ولعلنا نستذكر اليوم أنه في العام 1940 افتتح الفقيد الراحل صاحبُ العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة طيّب الله ثراه إذاعةَ البحرين اللاسلكية، ومازالت كلماتُه الخالدة باقيةً عندما قال «تأسيسَ هذه الإذاعة الجديدة سينيلُنا بهجة عظيمة لأهميتها لأبناء الخليج ودورِها في تطوير علاقات البحرين مع جاراتها من الممالك العربية».
ولا ننسى أيضاً توجيهاتِ الفقيد الراحل صاحبِ العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة طيّب الله ثراه عندما افتتح إذاعةَ البحرين في عام (ألف وتسعمائةٍ وخمسةٍ وخمسين) 1955 وقال في كلمته: «نفتتح الإذاعةَ التي ستحملُ كلمتنِا إلى العالم العربي والإسلامي وتحافظُ على ما لهذه البلاد من صلاتٍ دينيةٍ وفكرية».
وسيحفظ التاريخَ دعوةَ الفقيد الراحل صاحبِ السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيّب الله ثراه، المستمرة لرجال الإعلام بضرورة إظهار الحقائق وتوضيحها وإرشاداتِه القيمة لتطوير العمل الإعلامي في وطننا العزيز.
كلماتٌ ومواقفٌ خالدة من قيادتنا الحكيمة رسخت ما توليه من اهتمام ورعايةٍ لدور الإعلام، وستبقى نبراساً تنير طريقَ أجيال المستقبل، فالإعلام رسالةً تنقلُ الحضارة، وترتقي بالفكر.
سيدي صاحب الجلالة..
كان ولازال وسيستمر إعلامُ البحرين مُدافعاً عن الوطن ومكتسباتِه وتعزيز وحدتهِ وُمحافظاً على قيمِه الأصيلة، واقفاً سداً منيعاً أمام محاولات المساس بسيادته، عصياً على من يسعى لتشويه سمعته، ووفياً لقيادتِه وشعبه. كما سيواصل دورَه القومي لحماية الأمن الخليجي والعربي وفقَ رؤيةٍ إعلاميةٍ موحدةٍ للتعامل مع التحديات والأحداث. بهذه الثوابت، نقفُ اليوم أمامَ جلالتكم إعلاميين وإعلاميات، مُقدرين دعمكم حفظكم الله اللامحدود، ومُعبّرين عن شكرنا لاهتمامكم وتشجيعكِم الدائم، ومُؤكدين استمرارَ العمل وفق توجيهاتكم، وحرصنا على أداء المسؤولية الوطنية بقدرِ اعتزازنا لهذه الأرض. حفظكم الله تعالى عزاً وذخراً وفخراً للوطن، ودمتم سيدي يا صاحب الجلالة سنداً لحرية الرأي والتعبير، ولكل رسالةٍ مسؤولة لما فيه خيرُ وازدهارُ وطننا العزيز في ظل قيادتكم الحكيمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وأقام حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى مأدبة غداء تكريماً للعاملين في القطاع الإعلامي. ثم تشرف الجميع بالسلام على صاحب الجلالة الملك المفدى وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء و صاحب السمو الملكي ولي العهد.