أكد سفير الجمهوية السودانية في البحرين عبدالله أحمد عثمان في مجلس الدوي بالمحرق "أن الاستثمارات الخليجية والعربية والدولية بدأت تنهال على السودان، وأن الاستثمارات الخليجية في السودان بلغت 28 مليار دولار، وأن السعودية فقط تستثمر 14 مليار دولار في الزراعة، وأنها أوقفت زراعة الأعلاف منذ 2012م واتجهت لاستيراد جميع أعلافها من السودان"، لافتا إلى أن الأمير مقرن بن عبدالعزيز يملك أرضا استثمارية في السودان تبلغ مساحتها نصف مليون فدان وبها مطار خاص، كما أن مؤسسة الراجحي تستثمر مناطق شاسعة في السودان، وأن مالك المؤسسة صرح بأنه استرد ماله الذي صرفه على مشروعاته بالسودان خلال عام ونصف فقط، كما أن الكثير من الشركات الصينية والبريطانية لها استثمارات واسعة في السودان.
مشروع البحرين في السودان يجعل البحرين مصدرة للأعلاف
وحول الاستثمارات العربية والخليجية تطرق السفير عبدالله أحمد عثمان إلى تعدد امتيازات مشروع البحرين في السودان والتي تبلغ مساحته 100 ألف فدان أي حوالي 420 كيلومترا مربعا، وان العقد بين الحكومتين البحرينية والسودانية لاستثمار الأرض مدته 99 عاما، وأن الأرض والمياه منحة من الرئيس عمر البشير معفية من كل الرسوم، وأن المشروع يشكل فرصة للبحرين لتوريد منتجاته من الأعلاف وغيرها إلى مصر والدول المجاورة بالإضافة إلى استفادة البحرين من هذه الأعلاف.
وأشار إلى أن قانون الاستثمار الجديد في السودان لا يشترط وجود شريك سوداني في أي مشروع، بالإضافة إلى الإعفاء الضريبي لمدة خمس سنوات ولذلك فإن الصين تسعى لإنشاء أكبر مزارع للأرز في العالم بالسودان، وأن الكويت لديها استثمار كبير للسكر، وأكد أن الرئيس السوداني أطلق الاستثمار والهبات في السودان لجميع الدول العربية، كما أن الاستثمار في مجال الرعي يمكن أن يكون مربحا، فالسودان به 130 مليون رأس من الأغنام والأبقار والجمال، ويعتبر العسل فيه من أجود أنواع العسل في العالم.
جاء ذلك خلال استضافة مجلس عائلة الدوي الأسبوعي بالمحرق, في اطار الفعاليات التي ينظمها المجلس في المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والثقافية..إلخ، وقدم المحاضرة الأستاذ المحلل الاقتصادي عبدالحميد عبدالغفار مسلطا الضوء على أهمية التكاتف العربي في مجال الاستثمار بشكل عام وفي مجال الزراعة والإكتفاء الذاتي من الغذاء على وجه الخصوص، وقدم خلفية تاريخية عن مؤتمر روما 1975م الذي حدد فيه معالم الخروج من الأزمات الغذائية بأن اختار السودان كسلة للغذاء العالمي مع كل من كندا واستراليا.
وفي مستهل المحاضرة قدم السفير عبدالله احمد عثمان شكره لعائلة الدوي وللحضور بمدينة المحرق وأهلها وما تمتاز به من تقاليد عربية واسلامية أصيلة، وقد بالشرح صورة للجغرافية والاقتصاد السوداني وما يمتاز به من تنوع في في المناخات التي بدورها اوجدت لهذا البلد الكثير من مقومات توفير الغذاء، مؤكدا بأن جمهورية السودان تسعى حثيثاً لتطوير علاقتها بأشقاءها في دول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام، مشبرا لحضور المجلس بأن العلاقات السودانية الخليجية ومع مملكة البحرين في أفضل اوقاتها مشيدا بالعلاقات المتينة التي تربط بلاده بمملكة البحرين في المجالات كافة.
القواسم المشتركة
وأكد السفير بأن هناك الكثير من القواسم المشتركة التي تربط السودان بمملكة البحرين ودول الخليج الأخرى الأمر الذي جعل العلاقات تسير بشكل طبيعي ومتقدم يوما بعد يوم بما يحقق الفائدة لشعب السودان ولشعوب هذه الدولة، مثمنا دور القيادة الرشيدة في مملكة البحرين في تنامي وتطور هذه العلاقات، مشيدا بجلالة الملك والمفدى وصاحب السمو رئيس الوزراء على توجيهاتهم لدعم المتضررين في كارثة السيول والأمطار التي ضربت أجزاء مختلفة من السودان، وألحقت الكثير من الأضرار.
وأشار إلى أن "السودان الذي تبلغ مساحته حاليا بعد الانفصال مليونا وتسعمئة الف كيلومتر مربع يمتلك أكثر من 200 مليون فدان صالحة للزراعة وأنه يمتلك 400 مليار متر مكعب من المياه الآن، وأن إقليم دارفور الذي مساحته أكبر من مساحة فرنسا به ثلاث بحيرات ماء جوفية أصغرها أكبر من مساحة لبنان، وبها حوض ماء تحت الأرض بمساحة ألمانيا، وأن المياه الجوفية في السودان لا يمكن احتسابها، وأن الغابات بها بعد الانفصال أكبر من مساحة سوريا".
وبيّن السفير عبدالله أحمد عثمان بأن جمهورية السودان قد حباها المولى سبحانه وتعالى وبالكثير من الخيرات الباطنية ومن أهمها المعادن التي تختلف من اقليم لآخر، وتمتاز بالتنوع والتعديد ومنها الذهب والمنجنيز والرخام والكروم، ويأتي على رأسها الذهب الذي يعمل في انتاجه أكثر من مليون مواطن سوداني. وأن عرق الرخام يمتد لمسافة 65 كيلومترا.
التحديات التي واجهت السودان
وحول التحديات الكبيرة التي واجهت السودان ولا زالت تواجهه لفت السفير للدول الغربية التي لم تترك السودان ليهنأ بثرواته لذلك خلقت له الكثير من المشاكل، ومنها حرب الجنوب التي استمرت سنوات طوال منذ أن بدأت عام 1955م، وكان لابد أن تنتهي هذه الحرب التي حصدت الملايين من البشر من الطرفين، وقال أن السودان فقد أكثر من 2 مليون قتيل وأكثر من 5 ملايين جريح ومصاب، وبعد أن توفقت الحرب وحدث الانفصال آن للسودان أن يتفرغ لتطوير امكانياته وان يستفيد من قدرته وخيراته بما يفيد السودان وأمته العربية والاسلامية، وأوضح أن الحكومة السودانية بعد الانفصال دربت الجنوبيين على كيفية إنشاء دولتهم، وأن الانفصال الذي بدأ التخطيط له منذ قانون المناطق المغلقة عام 1924م الذي منع الجنوبيين م التحدث باللغة العربية، كما منعهم التسمي بأسماء العرب والمسلمين، ومنع تدريس اللغة العربية وفرض عليهم اللغة الإنجليزية، فإن الانفصال كان هم الخيار الأصعب الذي لابد منه لوقف نزيف الدماء وضياع الثروات والموارد البشرية والمالية.
مناطق الاستثمارات آمنة
وفي خضم حديثه عن الاستثمار الزراعي في السودان أكد السفير السودان بالبحرين بأن الاستثمارات الموجودة حاليا في السودان تسير على قدم وساق وبدأت تأتي أكلها وان الكثير من المستثمرين بدوأ في حصاد ما زرعوه من منتجات، وأن جزء منهم قد قام بتصدير الانتاج للخارج، وأن السوق السوداني قد استفاد من هذه المنتجات في الاستهلاك المحلي، وهذا ما يؤكد أن سياسة الدولة في تقدم الأراضي للمستثمرين الأشقاء العرب سياسة حكيمة لأن هذه الأراضي كانت غير مستفاد منها منذ أن خلقها الله سبحانه وتعالى، وبين أن المناطق التي توجد فيها الاستثمارات الخليجية مستقرة عامة آمنة، وتقع جميعها في المنطقتين الوسطى والشمالية، وجزء منها يستخدم فيه مياه النيل وآخرى يستخدم مياه الآبار التي لا يزيد عمقها على الـ 38 مترا.
وفي ختام المحاضرة أجاب السفير السوداني بمملكة البحرين عبدالله أحمد عثمان على الكثير من الأسئلة وحتى تلك التي خرجت عن موضوع المحاضرة وتطرقت للفقر في السودان، وتمسك الرئيس عمر البشير بالسلطة كل هذه السنوات، وعن معوقات الاستثمار في السودان، والفوائد الكبيرة التي تحصل عليها الدول العربية والخليجية من اتخاذ السودان منصة ثابتة لتوفير الغذاء، وقام رواد مجلس الدوي بالمحرق بإلتقاط صور تذكارية مع السفير والقائمين على المجلس.