عواصم - (وكالات): تلقي الولايات المتحدة وروسيا بثقلهما لضمان تنفيذ اتفاق لوقف اطلاق النار في سوريا يدخل حيز التنفيذ بعد غد السبت، وتبقى التساؤلات قائمة حوله خاصة بسبب استثناء المجموعات المتطرفة منه.
وأفاد الكرملين، بأن خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفقا خلال اتصال هاتفي على استمرار التواصل بشأن سوريا. وأضاف الكرملين أن الرئيس بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً بالملك سلمان عرض فيه تفاصيل المقترحات المتضمنة في اتفاق أمريكي روسي مشترك لوقف إطلاق النار في سوريا.
وقد أكد الملك سلمان حرص المملكة على تحقيق تطلعات الشعب السوري، مشيراً إلى دعم حل سياسي في سوريا مبني على مقررات «جنيف 1».
وخلال محادثة هاتفية أمس ، أكد الرئيس السوري بشار الأسد لنظيره الروسي استعداده لتطبيق الاتفاق الأمريكي الروسي حول «وقف الأعمال القتالية»، وفق ما أفاد الكرملين.
من جانبه، قال التجمع الرئيسي للمعارضة السورية إنه لم يوافق على الخطة الأمريكية الروسية لوقف القتال في سوريا بحلول السبت المقبل مؤكدًا شكوك فصائله من اتفاق يخشون ألا ينجح في منع روسيا من قصفها جواً.
وجاء في بيان الكرملين أن الأسد «أكد بصورة خاصة أن الحكومة السورية على استعداد للمساهمة في تنفيذ وقف اطلاق النار»، وأنه اعتبر أن الهدنة المرتقبة تشكل «خطوة مهمة نحو تسوية سياسية للنزاع».
وأضاف أن بوتين والأسد «أشارا إلى اهمية التصدي بلا هوادة لتنظيم الدولة «داعش» وجبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وغيرهما من المجموعات الإرهابية الأخرى المصنفة كذلك من الأمم المتحدة».
وأعلنت واشنطن وموسكو مساء الاثنين الماضي أن اتفاقاً لوقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ في سوريا في 27 فبراير الحالي، من دون أن يشمل «داعش» و»جبهة النصرة».
والوضع الميداني في سوريا معقد جداً، إذ يسيطر «داعش» على مناطق واسعة في البلاد، فيما تنتشر جبهة النصرة في محافظات عدة وتعقد تحالفات مع فصائل إسلامية ومقاتلة عدة معارضة للنظام. ودعت واشنطن بدورها الفصائل المقاتلة إلى احترام وقف اطلاق النار.
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية جون كيربي الاتفاق بـ»الفرصة المهمة لوقف العنف، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية كما إفساح المجال أمام مواصلة العملية السياسية».
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن عسكريين روس «يعملون مع ممثلي المجموعات المعارضة في مناطق مختلفة من محافظات حماة وحمص وسط البلاد واللاذقية غرباً ودمشق ودرعا جنوباً» لضمان وقف النار.
وبدا محللون أكثر تفاؤلاً إزاء اتفاق وقف إطلاق النار في ظل التعاون «الوثيق» حوله بين الولايات المتحدة وروسيا.
وبحث بوتين أيضاً مع العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز الداعم للمعارضة السورية ونظيره الإيراني حسن روحاني الداعم لدمشق، بشأن وقف إطلاق النار.
وأكد نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان تأييد بلاده لوقف إطلاق النار.
أما أنقرة فدعت إلى استثناء المقاتلين الأكراد من الهدنة. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «مثل تنظيم الدولة والنصرة يجب استثناء حزب الاتحاد الديمقراطي «أبرز حزب كردي سوري» ووحدات حماية الشعب ذراعه المسلحة، وهما أيضاً من المنظمات الإرهابية، من هذه الهدنة».
وتقصف المدفعية التركية منذ أكثر من أسبوع مواقع المقاتلين الأكراد في محافظة حلب شمالاً. وكان هؤلاء استغلوا هزيمة للفصائل الإسلامية والمقاتلة في المنطقة أمام هجوم واسع لقوات النظام منذ بداية الشهر الحالي، ليهاجموا بدورهم مقاتلي المعارضة ويسيطروا على مناطق تحت سيطرتهم تبعد 20 كيلومتراً عن الحدود التركية ويحتلوها.
وجاء الإعلان عن وقف إطلاق النار بعد 3 أسابيع من فشل المفاوضات السورية في جنيف بين وفدي الحكومة والمعارضة.
وفيما تتكثف الجهود الدولية للدفع في اتجاه الالتزام بالهدنة، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن وجود خطة بديلة لدى واشنطن في حال لم تكن موسكو ودمشق جادتين في التفاوض على انتقال سياسي.
ولم يكشف كيري تفاصيل الخطة البديلة، فيما ألمحت مصادر دبلوماسية والصحافة الأمريكية إلى أنها قد تتضمن تدخلاً عسكرياً من التحالف الدولي بقيادة واشنطن في سوريا.
ميدانياً، تواصلت المعارك في سوريا أمس. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 8 مدنيين، بينهم طفلان، وإصابة 30 في غارات يرجح أنها روسية على مدينة أريحا في الريف الجنوبي لمحافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة الفصائل الإسلامية والمقاتلة وبينها جبهة النصرة شمال غرب البلاد.
وألقت الأمم المتحدة بنجاح أولى المساعدات الإنسانية من الجو في مدينة دير الزور المحاصرة من تنظيم الدولة شرق سوريا. وقال مسؤول عمليات الإغاثة في الأمم المتحدة ستيفن اوبراين أن الشحنة تالفت «من 21 طناً من المؤن».
ويأتي ذلك بعد أسبوع على إدخال عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والطبية الى مناطق عدة محاصرة في سوريا، تنفيذا لاتفاق ميونيخ بين الدول الكبرى الذي نص على إيصال المساعدات ووقف إطلاق النار.