علي الشرقاوي
تواصل «الوطن» سرد سطور المسيرة الحافلة للفنان البحريني عبدالله ملك، وفي هذه الحلقة نتناول الحديث بكثير من العمق والتفاصيل عن أعماله في المسرح والدراما التلفزيونية والإذاعية.
وقال عبدالله ملك إن آخر مسرحية أخرجتها كانت «سرور» للشاعر إبراهيم بوهندي ضمن مهرجان مسرح أوال قبل نحو خمس سنوات، وحقيقة كنت صارفاً النظر عن الإخراج لقناعتي أنني لا يمكن أن أعمل لمدة شهرين في المسرحية لعرض واحد، كما إنني انشغلت بالعمل الادراي بجانب ابتعاد الجمهور عن المسرح وتعوده إما على عروض المهرجانات المجانية والدعوات وإما على العروض التجارية الموسمية، وأنا حقيقة لا أميل لهذا ولا ذاك.
وأضاف أنه حينها طلب من أخي وصديقي الكاتب يعقوب يوسف أن أقرأ نصاً كان قد كتبه لأعطيه رأيي، وبالفعل استمتعت بالنص لما يتمتع به من بساطة وخفة ظل وسهولة وفي نفس الوقت عمق الفكرة المطروحة وأهميتها.
وتابع قررت أن أتصدى لإخراجها حتى قبل أن أكمل قراءتها وعرضتها على الإدارة لاتخاذ الإجراءات المعتادة وها هي في طريقها للعرض على الجمهور وكل ما أتمناه وكما قلت في السابق للممثلين «تعالوا نستمتع ونؤدي مسرحية».
وأردف أن المسرحية على شاكلة تلك الأعمال التي اشتهر بها مسرح أوال في السابق، مسرحية كوميدية شعبية تحمل فكرة بسيطة وهي دخول بوراشد وبوعبدالله وهما اثنان كبار في السن في معركة حول أحقية الملكية في المنزل، كل واحد يزعم بأنه صاحب المنزل ثم تتوالى أحداث المسرحية في تسلسل مشوق.
وبين عبدالله ملك كنا في فترة السبعينات نعيش في العصر الذهبي للمسرح البحريني من حيث التلاقي مع الجمهور والمثقف والإنسان البسيط، وكان هناك اهتمام وإقبال كبير من المشاهدين البسيطين والمهتمين مسرحياً والمثقفين والصحفيين، وكانت الأعمال المسرحية من واقع المجتمع البحريني، وكنا نقدم مسرحيات شعبية وتراثية، لا تخلو من مناقشة الأمور الاجتماعية وفيها الكوميديا الجميلة الراقية وليس التهريج، وجاءت فترة الثمانينات وكانت بداية تخرج الأفواج الأولى من خريجي المسرح، ومن المعاهد المسرحية في مصر والكويت والعراق والدول الأجنبية مثل روسيا وبريطانيا فعندما عادوا في تلك الفترة، بدؤوا يقدمون نتاجهم للجمهور، وهو ما درسوه في أعمال عالمية وعربية جادة، إلى جانب الطفرة الاقتصادية التي واكبت دول الخليج والتي جعلت اهتمام الجمهور بعيداً عن المسرح. فضلاً عن اهتمامهم بالرزق فخلقت نوعاً من الجمهور الذي يبحث وراء رزقه هذه جعلت البسيط والمثقف من الجمهور يبتعد ولا يتقبل الأعمال المسرحية تلك، في حين أن الجمهور كان قد اعتاد وتربى على مسرحيات لكتاب بحرينيين وتمس واقعهم الاجتماعي ومنها: سبع ليالي، وفرجان الفريج، وكرسي عتيج، وسرور وغيرها من المسرحيات، وحتى كتاب تلك المسرحيات ابتعدوا عن الكتابة له لكون الأفكار والرؤى تغيرت.
وأشار إلى أنه في فترة نهاية التسعينات وبداية الألفية جاء المسرح التجاري وفرض نفسه ثم المسلسلات التليفزيونية التافهة، وبدأ الجمهور يعزف عن الذهاب إلى المسرح إلا للتسلية والمتعة، والفئات التي تذهب هي فئات الشباب والمراهقين والأطفال، والمهتمون الحقيقيون لا يذهبون كونهم لا يجدون مسرحاً حقيقياً، بل كل ما يقدم تهريج وتجارة وإسفاف وبكل أسف الإعلام يروج لهم، والتليفزيون يقدم مسرحياتهم التجارية. فنحن فقدنا المتابعين الحقيقيين، وفقد المسرحيون أنفسهم وانشغلوا في الإذاعة والتليفزيون، وأصبحنا ريشة في مهب الريح.
وأشار إلى أن المسرح يبقى العمل الفني الذي يتلقى أحاسيس المشاهد دقيقة بدقيقة، ومتعة المشاهد عند حضوره المسرح، والممثل يتناغم ويصرخ وينفعل ويتألق ويعلو بصوته، وكل هذا من خلال ردود فعل الجمهور، ممكن من باب التشجيع أن تعرض الأعمال المسرحية عبر التليفزيون، ولكن لا تكون أساس في التعامل، لذلك فإن المسرح لا يمكنه أن يتخلى عن طقوسه تلك ومهما كانت الظروف التي يمر بها، فالمسرح البحريني يؤمن بهذا وعلينا أن نواصل جهدنا ومهما كانت النتيجة وأن نقدم الأقرب إلى مشاعر الجمهور، وأن نكون أذكياء في تناول موضوعاتنا، لا يمنع أن نقدم هذا العمل في مقهى أو في سوق أو ملعب كرة قدم وليس على الخشبات المعلقة فقط. إذا لم يأت الجمهور نذهب إليه. وعلي أن أقول الحقيقة وهذه تنفع لكل زمان ومكان, وكيف أقول هذه الحقيقة؟ ثم لماذا أقول الحقيقة؟ ومتى أقدمها؟ كل هذه الأسئلة التي أطرحها لو أضعها في حساباتي من خلال أي عمل مسرحي، سأقدم عملاً يستحسنه ويقدره الجميع.
وقال أعجبتني فكرة حسين عبد الرضا عندما فتح قناة فنون فقط للأعمال الكوميدية، نحن في كثير من الأحيان نشعر بالضجر والملل، ولا نريد أن نشاهد أخباراً أو ندوة أو فيلماً مأساوياً، نلجأ إليها وقد شعرنا أن هذه القناة ترفه عنا. في بعض الأحيان نريد رؤية التجارب المسرحية، هذه القناة تضمن لنا تقديمها. هناك كم من الأعمال المسرحية لم تعرض يمكن أن تكون فرصة لعرضها ويمكن أن نعمل من وحي المسرحيات برنامجاً وندوات نقدية وبذلك ننشط هذا المجال، والمسرح ليس فقط للمسرحيين وإنما للمتذوقين، وهو مادة دسمة للجيل الجديد في المدارس.
وذكر ملك أنه يحب الأعمال التراثية الدرامية البحرينية ويفتخر بها، معتبراً إياها من أعماله الأولى، قائلاً «صورنا «برايحنا» ونفتخر بمثل هذه الأعمال ونعتبرها أعمالنا الأولى، رغم أننا كنا ضيوفاً وكل ممثل له شارك في حلقة إلى 3 حلقات تقريباً، وأعتقد أن هذه الدراما يجب أن تستمر، وعلى تلفزيون البحرين أن ينتج مثل هذه الأعمال بشكل سنوي لأنه يترك نكهة خاصة عند المشاهد وعند الممثلين، كتلك التي تركتها الأعمال القديمة مثل فرجان الأول، والبيت العود».
وأضاف أن أعمالاً مثل «أهل الدار» ارتبطت بالمخرج البحريني أحمد المقلة، مع احترامي الشديد لكل المخرجين، وعندما يعود المقلة بمعية نفس النجوم ستكون العودة قوية بلاشك، وهناك من يسألني هل هذا العمل حديث أو قديم على مستوى برايحنا، استغراباً واستعجاباً منهم بوجود طاقم من الممثلين البحرينيين الذين ابتعدوا عن الساحة والأضواء.
وتابع ملك أن «أهل الدار» يمتاز بوجود 3 من أفضل وأعرق الكتاب على مستوى البحرين والخليج، الأمر الذي يعطي نكهة مختلفة لكل حلقة من حلقات العمل، وبإمكانه أن يجعل الجمهور يتابع القصة حتى النهاية، فكل كاتب سيتناول التراث بشكل مختلف، حكيم وفيلسوف الدراما التراثية راشد الجودر، وعيسى الحمر كاتب المسرحيات، وأمين صالح الأكثر حداثة، ذو الطابع الكوميدي الخاص، سيعطون العمل مساحة للتنويع ومساحه للمخرج في التعامل مع النصوص والحلقات.
وعن أقرب الأدوار لقلبة قال ملك: لا يمكنني أن أنسى فضل مسلسل «غناوي بوتعب» علي، لأنه كان بمثابة الفرصة الحقيقة لاستثمار مواهبي الفنية وإخراجها، لأنني في كل حلقة كنت أجسد شخصية مختلفة ومهنة مختلفة، وبوتعب اليوم يعرض المدارس ليتعرف الطلبة على المهن القديمة في البحرين، إضافة لدور بهرام في مسلسل «حسن ونور السنا»، رغم أن الدور كان شريراً إلا أنه نال قبولاً من قبل الأطفال وأحبوا الشخصية.
وأضاف أن هناك أعمالاً معاصرة مثل مسلسل «آخر رجل» عمل قوي ومتميز يعكس الشاب البحريني العصامي العزيز المكافح ولكنه لم يأخذ حقه كفاية، وعمل «صديقات العمر» الذي ترك بصمة جميلة لدى الجميع وكأن المشاهدين يتعرفون على عبدالله ملك لأول مرة، لأنه يضم نجوماً كويتية ويعرض على قناة لها نسبة مشاهدين كبيرة، والشخصية غير نمطية في العمل، شخصية لديها مساحة، شخصية مغلوب على أمرها وتسيطر عليه زوجته وهو مسلم الراية، والمنزل باسمها، والغريب العجيب أنه من شدة التفاعل يخاطبني البعض قائلاً: «لماذا لا تضربها؟ لماذا أنت سلبي؟، ناسياً أنها مجرد شخصية في عمل تتطلب ذلك.
وكانت لـعبدالله ملك تجارب في مجال تقديم البرامج وحقق نجاحات يشهد لها في تلفزيون البحرين و برامج رسخت في ذاكرة الجمهور مثل برنامج مختارات من الكاميرا الخفية وبرنامج المسابقات «فكر واربح» وبرنامج «المقيال» وبرنامج «راي ومثل» وبرنامج «فكر زين».
وشارك عبدالله ملك في الكثير من الأعمال المسرحية، أبرزها: مسرحية زمان البطيخ / مسرحية كلنا فدائيون / مسرحية توب توب يا بحر / مسرحية نواخذة الفريج / مسرحية قابيل لكل العصور / مسرحية كان يا مكان / مسرحية كبش لكل زمان / مسرحية حفلة تنكرية / مسرحية سؤال / مسرحية المؤلف / مسرحية مرحباً بالأحبة / مسرحية الباب / مسرحية إذا ماطاعك الزمان / مسرحية ثعلوب الحبوب / مسرحية بوخليل في الميدان / رجل من عامة الناس / مسرحية عطيل يعود /مسرحية درب العدل / مسرحية السوق / مسرحية سرور / مسرحية الملك هو الملك /مسرحية سوق المقاصيص / مسرحية عطسة بومنصور / مسرحية عطس وفطس /مسرحية خور المدعي / مسلسل عذاري.
ومن أبرز أعمال عبدالله ملك التلفزيونية: مسلسل الاقدار 1977 / مسلسل السيف المفقود 1980 / برنامج سلامتك 1981 /سهرة وعادت الابتسامة 1986 / ثلاثية العين 1988 / مسلسل إلى الشباب مع التحية 1989 / مسلسل رحلة العجائب 1990 / مسلسل غناوي بوتعب 1991 / مسلسل فرجان لول 1994 / مسلسل أولاد بو جاسم 1994 / مسلسل حزاوي الدار 1995 /مسلسل ملفى الاياويد 1995 / مسلسل حسن ونور السنا 1995 / مسلسل عجائب زمان 1996 / مسلسل سرور 1997 / مسلسل آخر الرجال 1999 / مسلسل دموع الرجال 2003 / مسلسل سرى الليل 2004 / مسلسل صور من الحياة 2005 /مسلسل دروب 2005 / مسلسل حظ يا نصيب 2008 / مسلسل ظل الياسين 2008 /مسلسل متلف الروح 2010 / مسلسل تصانيف 2011 / مسلسل لولو ومرجان 2012 / مسلسل برايحنا 2013 / مسلسل صديقات العمر 2014 / مسلسل جرح السنين 2014 / مسلسل أهل الدار 2014 / مسلسل حنين السهارى 2014 / مسلسل لو أني أعرف خاتمتي 2015 / مسلسل ذاكرة من ورق 2015 / مسلسل شرباكة 2016 /مسلسل عايلة عمران الزعفران 2016
ومن أعماله الناجحة في تجارب الاخراج المسرحي: مسرحية سوق المقاصيص 1991 / مسرحية ليلة عرس رشدان 1997 / مسرحية سرور 2006 / مسرحية في بيتنا حريجة 2015 / بالإضافة روميو الفريق وثعلوب الحبوب.
ومن أغاني مسرحية ثعلوب الحبوب
يا جدتنا يا جدتنا
قولي شيئاً احكي شيئاً
فيه قد تحلو جلستنا
يا جدتنا يا جدتنا
اسمي الفأر الفار
احيا بين الغار
واحب الجبنة واللبنة
اسناني منشار
هب هب هب هوب
ثعلب يا ثعلوب
ركز بالك لا تتعجل
حتى لا تسقط في جدول
هب هب هب هوب
ركز يا ثعلوب
جك جك جك
جك جك جك جك جك
امشي اجري
وعلى ظهري
اثقال اثقال
اتقن عملي
وبلا كسلي
امشي بالاميال
نق نق نق نق نق
نق نق
هل صوتي مسموع
في الماء هنا
في الماء هنا
لا اترك بعوضاً يبقى
حين احس الجوع
نق نق نق نق نق
نق نق
لا تنسوا ضفدوع
هوو هوو هوو
كلبٌ طيب
يفهمني اصحابي
فإذا خرجوا
ابق عند الباب
تحرسهم انيابي
وإذا رجعوا
اركض حبا ولاعبهم
ما أجمل أصحابي
اسمي أرنب عندي جزره
اقفز العب تحت الشجرة
ألواني أكثر من عشرة
عدوا من واحد للعشرة
ثعلوب يا ثعلوب
كي تفهم المطلوب
لابد أن تسأل
ثعلوب يا ثعلوب
أن الذي يسأل
يبقى هو الأذكى
يبقى هو الأفضل.