أكد رئيس المجلس الأعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، أن أدلة منظمة الصحة العالمية، تشير إلى أن حوالي نصف سكان العالم مصابون بمرض عقلي يؤثر على قدرتهم على العمل في الحياة اليومية، كما يمكن أن تؤثر الصحة النفسية للفرد على صحته البدنية، وكذلك مشاكل مثل تعاطي الكحول والمخدرات وإدمانها. وبدأت أمس فعاليات مؤتمر الصحة النفسية الأول تحت شعار «لا صحة بدون صحة نفسية»، برعاية رئيس المجلس الأعلى للصحة، والذي نظمه قسم المشاركة المجتمعية في جامعة البحرين الطبية بالتعاون مع رئيس قسم الطب النفسي بالكلية الملكية الأيرلندية.
وشارك في المؤتمر كل من وكيل وزارة الصحة د. عائشة بو عنق، ورئيس جامعة البحرين الطبية د. سمير العتوم، بجانب مشاركة أكثر من 250 مشاركاً من الأطباء من المختصين في هذا الجانب من وزارة الصحة ومجمع السلمانية، والمستشفيات الخاصة، وطلبة الطب في الكلية الملكية.
وأوضح الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله أن الرعاية الفعالة للصحة العقلية والنفسية، أصبحت أمراً إجبارياً في العالم وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، إذ تبين من البحوث أن مرض الاكتئاب هو السبب الرئيس للإعاقة والعجز والغياب عن العمل، وكذلك يصاحب الاكتئاب عدداً كبيراً من الأمراض العضوية كأمراض القلب والسرطان والأمراض المزمنة، ويرتبط مع الحالات الصحية الأكثر تدهوراً. وأكد أن البحرين تواكب الدول الأخرى في تطوير الكوادر الطبية والمساندة التي تعمل في مجال الطب النفسي، بابتعاث الأطباء إلى كافة دول العالم للحصول على التدريب اللازم سواء في العمل اليومي، وكذلك في مجال البحوث والدراسات النفسية.
وبيَّن أن البحرين تمكنت من تبوؤ المركز الأول في منظمة الصحة العالمية بين دول المنطقة، ويشمل ذلك تطوير الخدمات النفسية والارتقاء بها في السنوات الأخيرة، ومازالت مستمرة في ذلك، بفضل جهود حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي ولي العهد. وقال رئيس المجلس الأعلى للصحة في كلمته خلال المؤتمر، إن الصحة النفسية ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تعني الحياة التي تتضمن الرفاهية والاستقلال والجدارة والكفاءة الذاتية بين الأجيال، وإمكانات الفرد الفكرية والعاطفية. وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية، أكدت أن رفاهية الفرد تشمل القدرة على إدراك قدراته والتعامل مع ضغوط الحياة العادية والإنتاج ومساعدة المجتمع. وأكد أن البحرين تولي أمور الصحة النفسية اهتماماً كبيراً، ونتج عن ذلك تطور سريع ومتقدم يواكب أحدث أساليب التشخيص والعلاج لمن يعانون من اضطرابات نفسية خلال الخدمات المقدمة عبر كافة المستشفيات في المملكة حيث تشمل أقسام الطب النفسي، مستشفى الطب النفسي التابع لوزارة الصحة بالبحرين والذي يشمل كافة التخصصات الدقيقة في الطب النفسي.
وإلى جانب الطب النفسي العام يشمل على طب نفسي للأطفال والناشئة وتأهيل الأشخاص الذين يعانون من إدمان الكحول والمسكرات، وطب نفسي للمسنين وكبار السن، وطب النفسي المجتمعي، حيث يتم زيارة المرضى في منازلهم لمتابعة علاجهم، بالإضافة إلى الطب النفسي الوصلي حيث تقدم الرعاية الصحية النفسية لمن يعانون من أمراض عضوية كالسرطان والأمراض المزمنة والرعاية النفسية للأمهات أثناء الحمل وبعد الولادة، بجانب الصحة الأولية من خلال المراكز الصحية، إذ أن هناك عيادات متعددة بالمراكز الصحية تقوم بعلاج الحالات النفسية للمترددين على هذه المراكز الصحية.
وأشار الشيخ محمد بن عبدالله إلى أن المستشفيات في البحرين، تقوم بتدريب طلبة السنوات النهائية بكليات الطب المنتشرة بالمملكة وتشمل الكلية الملكية الأيرلندية للجراحين وجامعة الخليج العربي.
وأوضح أنه وتبعاً لتوجيهات الصحة العالمية، فقد تشكلت منذ سنوات لجان وطنية لبث الوعي بالصحة النفسية وإزالة الوصمة عن هذه الجوانب الصحية الهامة للأفراد، وشملت تلك اللجان أعضاء من كافة وزارات ومؤسسات الدولة للمشاركة في نشر أسس الصحة النفسية لكافة الأفراد.