ما أحوجنا في هذه الأيام التي كثر فيها دعاة المبادئ -المنافقون - وعند أول اختبار لهم تظهر حقيقتهم - إلى التعرف على العيب الملازم لطباعهم، ألا وهو «الإمعة» الإمعة: هو الإنسان الذي ليس له مبدأ وليس له رأي، وقد قيل قبل ذلك: معهم معهم، عليهم عليهم» وهذا عيب خطير حذرنا منه النبي الكريم حيث قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تكونوا إمعةً تقولون: إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا. وما كان في سلفنا الصالح يوم من الأيام إمعة؛ فكان النبي وأصحابه يثبتون على الحق مهما خالفهم الناس؛ فها هو النبي لما ساومه المشركون كان رده القوي الذي يدل على ثقته في الله، وتوكله على الله: ((يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته))، وها هو أبو بكر - رضي الله عنه - في الإسراء والمعراج يعلنها بكل ثقة للمشركين لما حاولوا تشكيكه في النبي: «إن كان قال فقد صدق»، وها هم الصحابة - رضوان الله عليهم - لا يلتفتون إلى قول السفهاء عن تحويل القبلة، بل يتحولون إلى القبلة وهم في الصلاة، كما ثبت في الحديث الصحيح، ومن يكرمه الله بالذهاب إلى المدينة سيجد فيها مسجدًا يسمى «القبلتين»؛ لأن المسلمين كانوا يصلون إلى بيت المقدس، فجاءهم الخبر بتحويل القبلة إلى بيت الله الحرام وهم في الصلاة فتحولوا، وغير ذلك من المواقف التي تملأ كتب السنن والسير، ولكن من يقرأ؟! ومن يتعلم؟! ولتعلم - أخي القارئ العزيز - أن الإمعة من صفات المنافقين؛ قال تعالى: (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون * الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون * أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين ). ولو نظرنا في واقعنا للأسف نجده يدل على ذلك؛ لأننا استحللنا المحرمات لمجرد أن الناس يفعلونها، ألسنا نغضب الله في أفراحنا، ونباهي بالمعصية وإذا نصحت واحدًا من هؤلاء يكون قوله: هل أنا أقل من الناس في شيء؟ ألسنا في عصر كثر فيه الربا بين الناس لمجرد أن البعض فعله، أليست هذه الأمور وغيرها من الإمعة؟! يجب أن تعلم أن الله لن يرفع عنا الذلة والمهانة إلا بالتغيير؛ قال تعالى: ? إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم ? فإذا أردنا التغيير فما السبيل إلى العلاج من هذا العيب:
العلاج يتمثل في أمرين:
1. الثقة بأن الله هو الرزاق فإذا حاولت أن تطيع فلانًا؛ لأنه سيأتي لك بمصلحة ورزق تذكر قوله تعالى: (وفي السماء رزقكم وما توعدون)
2. الحفاظ على هويتك الإسلامية؛ تكون مسلمًا في ملبسك، افخر بكونك مسلمًا دون أن تتعدى على غيرك؛ فمن صفات الصحابة الأبرار: (تراهم ركعًا سجدًا يبتغون فضلًا من الله ورضوانًا)
قال الفاروق عمر - رضي الله عنه -: «إنا قوم أعزنا الله بالإسلام، فإن طلبنا العزة بغيره أذلنا الله».
محمد قابل
مدير التنمية والتطوير في فريق البحرين للإعلام التطوعي