عواصم - (وكالات): قتل 4 أشخاص وأصيب آخرون بنيران روسية وسورية في إدلب وحمص ودرعا في انتهاك للهدنة السارية بسوريا، في حين ألقت طائرات النظام السوري منشورات تدعو مقاتلي المعارضة لإلقاء أسلحتهم، بينما أعلن مكتب الموفد الأممي الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا أن محادثات السلام الهادفة إلى إنهاء النزاع في سوريا ستستأنف في 9 مارس بدلاً من 7 من الشهر نفسه، فيما نشرت دورية «فورين بوليسي» الأمريكية تقريراً تشير فيه إلى دلائل بمشاركة سلاح الجو الإيراني في سوريا حيث نشرت صور تظهر طائرات إيرانية بدون طيار، في وقت نقلت «فورين بوليسي» عن خبراء في شؤون التسليح، تأكيدهم على هذه المعطيات بعد مقارنة صور ولقطات للحرس الثوري تتضمن طائرات إيرانية بدون طيار من بينها لقطتان لقصف أهداف جنوب حلب. وانضمت إيران إلى قائمة الدول التي تستهدف الشعب السوري وثواره بالغارات الجوية، مستخدمة طائرات بدون طيار لقصف مناطق في عمق الأراضي السورية، دعماً لنظام بشار الأسد، كما أوضح تقرير نشرته دورية «فورين بوليسي» الشهيرة. وقال التقرير إن مشاركة إيران في القصف الجوي تم توثيقها من قبل مختص بشؤون التسليح، قارن بين صور ولقطات، ليؤكد أن طائرات إيرانية بالفعل قصفت أهدافاً في الريف الجنوبي لحلب.
من جانبه، قال المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي العميد الركن أحمد عسيري إن وزراء دفاع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة بحثوا إمكانية توغل بري في سوريا قبل نحو أسبوعين في بروكسل لكنهم لم يتخذوا قراراً. وأضاف «بمجرد تنظيم هذا واتخاذ قرار بشأن عدد القوات وكيف سيتم إرسالها وإلى أين سيتم إرسالها، سنشارك في ذلك». ومضى قائلاً «ينبغي أن ندرس الأمر على المستوى العسكري بشكل مستفيض مع الخبراء العسكريين لضمان أن تكون لدينا خطة». وقال عسيري أيضاً إن المملكة مستعدة الآن لقصف «داعش» من قاعدة إنجيرليك الجوية جنوب تركيا حيث وصلت 4 مقاتلات سعودية الأسبوع الماضي. وأضاف أن المقاتلات لم تشارك حتى الآن في أي هجمات.
ومع دخول اتفاق وقف الأعمال العدائية يومه الرابع على الرغم من الخروق، وعد الرئيس السوري بشار الأسد بالعمل على إنجاح الهدنة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن هناك حدوداً لضبط النفس.
وقال الأسد في مقابلة مع التلفزيون الألماني رداً على سؤال عما سيفعل والحكومة السورية لجعل وقف إطلاق النار مستقراً، «إن الإرهابيين خرقوا ذلك الاتفاق منذ الساعة الأولى. نحن، كجيش سوري نمتنع عن الرد كي نعطي فرصة للمحافظة على ذلك الاتفاق، هذا ما نستطيع فعله»، مستطرداً «لكن في النهاية هناك حدود، وهذا يعتمد على الطرف الآخر».
واستغل معارضون فرصة الهدوء ليتظاهروا في مدن طالما تعرضت للقصف، رفضاً لنظام الرئيس بشار الأسد.
ويستثني اتفاق وقف الأعمال العدائية تنظيم الدولة «داعش» وجبهة النصرة اللذين يسيطران حالياً على أكثر من نصف الأراضي السورية. ولا يزالان يتعرضان لضربات قوات النظام وروسيا أو التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وتقتصر المناطق المعنية بالاتفاق على الجزء الأكبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا جنوباً، وريف حمص الشمالي وريف حماة الشمالي، ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي. وعقدت مجموعة العمل المكلفة بالإشراف على وقف إطلاق النار اجتماعاً لتقييم الاتهامات المتبادلة حول سلسلة الخروقات، من دون إصدار أي بيان رسمي.
ووثقت وزارة الدفاع الروسية 15 خرقاً لوقف إطلاق النار خلال الساعات الـ24 الماضية غالبيتها في دمشق وريفها ومحافظات حلب وحمص واللاذقية.
وكانت موسكو تحدثت عن «تسجيل 7 انتهاكات»، فيما أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية أنها سجلت 4 انتهاكات لقوات النظام في درعا واثنين من الطيران الروسي في حماة.
وأفادت موسكو بأن قصفاً مدفعياً استهدف المقاتلين الأكراد والجيش السوري في الأحياء الشمالية الغربية في مدينة حلب.
وتستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام من جهة والفصائل المقاتلة من جهة أخرى في محيط قرية حربنفسه في ريف حماه الجنوبي، وفق المرصد السوري.
وواصلت طائرات حربية يرجح أنها روسية، بحسب المرصد، منذ أمس تنفيذ غارات عدة على القرية.
وانعكس سريان الهدنة انخفاضاً في حصيلة القتلى اليومية، إذ أحصى المرصد مقتل 40 شخصاً من مدنيين وجنود ومقاتلين يومي السبت والأحد في المناطق الخارجة عن سيطرة «داعش»، من دون إحصاء عدد القتلى في صفوف جبهة النصرة، مقارنة بمقتل 144 شخصاً الجمعة الماضي قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ.
وللمرة الأولى بعد سريان الهدنة، دخلت قافلة مساعدات غير غذائية إلى مدينة معضمية الشام المحاصرة من قوات النظام جنوب غرب دمشق. ومن المفترض أن تدخل قافلة ثانية اليوم إلى كفر بطنا في الغوطة الشرقية في ريف دمشق. وفي جنيف، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى إغلاق الحدود السورية مع تركيا لقطع الإمدادات على «الإرهابيين، ووقف تدفق الأسلحة».