عمان - (وكالات): أعلنت عمان إحباط مخطط لمجموعة مرتبطة بتنظيم الدولة «داعش» الإرهابي ضد مواقع عسكرية ومدنية في المملكة، ما يثير مخاوف من توسع الخطر الإرهابي إلى المملكة المشاركة في الحرب ضد التنظيم في العراق وسوريا.
وأعلنت دائرة المخابرات الأردنية أمس إحباط «مخطط إجرامي وتخريبي مرتبط بعصابة «داعش» الإرهابية يهدف للاعتداء على أهداف مدنية وعسكرية داخل المملكة وزعزعة الأمن الوطني». ويأتي الإعلان بعد مواجهات وقعت مساء أمس الأول إثر عمليات دهم نفذتها قوات الأمن في إربد شمال عمان بحثاً عن مسلحين مرتبطين بتنظيم الدولة، وانتهت باعتقالات ومقتل 7 مسلحين ورجل أمن.
وتحدث رئيس وزراء الأردن عبدالله النسور أمام مجلس النواب عن «عملية أمنية نوعية انتهت فجر أمس ونفذتها قوة خاصة من عدد من مرتبات الأجهزة الأمنية والعسكرية». وأشار إلى أن العملية «حققت هدفها بنجاح بالقضاء على 7 خارجين على القانون من زمرة ضالة مضللة، جماعة إرهابية مرتبطة بتنظيمات إرهابية كانت خططت للتعدي على أمن الوطن والمواطنين».
وبحسب بيان المخابرات «قتل 7 عناصر إرهابية كانوا يرتدون أحزمة ناسفة ويطلقون النار على قوات الأمن»، ونقيب في قوات الأمن.
كما تم «ضبط كميات من الأسلحة الرشاشة والذخيرة والمتفجرات والصواعق التي كانت بحوزة عناصر المجموعة الإرهابية». وأوضحت المخابرات الأردنية أن «القوات الأمنية المختصة قامت بتتبع المجموعة الإرهابية وتحديد مكانها» بعد أن «اختبأت وتحصنت في إحدى العمارات السكنية في مدينة إربد».
وأضافت «بعد أن رفض الإرهابيون تسليم أنفسهم وأبدوا مقاومة شديدة لرجال الأمن بالأسلحة الأوتوماتيكية، قامت القوات المختصة بالتعامل مع الموقف بالقوة المناسبة».
وتقع إربد على مقربة من الحدود السورية التي غالباً ما تشهد عمليات تسلل سواء بقصد الالتحاق بالجماعات المسلحة في سوريا او تهريب المخدرات.
وأفاد مصدر أمني بأن «المواجهات استمرت لساعات طويلة وامتدت لأكثر من حي». وأكد «اعتقال 22 مطلوباً إثر المواجهات جميعهم أردنيون». وقال «رغم انتهاء المواجهات وانتهاء العملية النوعية لاتزال الأجهزة الاستخبارية والأمنية تتابع عملياتها بشكل موسع لضبط مطلوبين آخرين». وتعتبر هذه العملية الأمنية الأكبر والأعنف منذ بدء مشاركة الأردن صيف عام 2014 بالتحالف الدولي الذي يحارب تنظيم الدولة في العراق وسوريا.
وفي فبراير 2015، أعلن تنظيم الدولة إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً بعد سقوط طائرته في سوريا، وتعهدت عمان بالرد بقسوة.
ويرى الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية محمد أبورمان ـن «ما حدث يشكل نقطة تثير المخاوف».
ويقول «هذه العملية تشكل نقطة تحول مهمة. فقبلها كان التحدي هو نمو تيار متعاطف مع تنظيم «داعش» في الأردن وجهته الأساسية كانت سوريا والعراق»، مشيراً إلى أن «الوجهة الآن اختلفت».
وبحسب أبورمان، «لم تكن هناك عمليات على مستوى نوعي بالنسبة لهذا التيار في الأردن. كل ما كان هناك ذئاب منفردة أو تفكير بظاهرة الذئاب المنفردة».
ويعتبر أن الإعلان عن ارتباط المجموعة بـ»داعش» يشكل «تطوراً في نمط العلاقة بين الموالين للتيار الجهادي في الأردن وبين التنظيم الرئيس «داعش»».
وتفيد تقارير بأن الآلاف من أبناء التيار السلفي الجهادي في الأردن انتقلوا للقتال في سوريا.
ويصف أبورمان المواجهة العسكرية التي حصلت بأنها «غير مسبوقة»، مضيفاً «من المقلق أن يقوم مطلوبون من أبناء هذا التيار باستخدام هذا الكم من الأسلحة والذخائر. وللمرة الأولى يتم ذكر الأحزمة الناسفة».
ويرى أن «هذا مؤشر على وجود تفكير جديد لمجموعات تنتمي لهذا التيار في الأردن مختلف عن الفترة السابقة».
وشدد الأردن الذي يقول أنه يستضيف نحو 1.3 مليون سوري منهم 600 ألف مسجلون كلاجئين منذ اندلاع الأزمة السورية في مارس 2011، إجراءاته على حدوده مع سوريا، واعتقل وسجن عشرات المتطرفين لمحاولتهم التسلل إلى سوريا. وعقب سيطرة «داعش» على مناطق واسعة في سوريا والعراق، شددت المملكة إجراءاتها الأمنية ضد «الفكر المتطرف» داخل البلاد.