الرياض - (وكالات): قررت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اعتبار ميليشيات «حزب الله»، بكافة قادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها، منظمة ارهابية.
وصرح الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني بأن دول المجلس اتخذت هذا القرار جراء استمرار الأعمال العدائية التي يقوم بها عناصر تلك الميليشيات لتجنيد شباب دول المجلس للقيام بالأعمال الإرهابية، وتهريب الأسلحة والمتفجرات، وإثارة الفتن، والتحريض على الفوضى والعنف في انتهاك صارخ لسيادتها وأمنها واستقرارها.
وقال إن «دول مجلس التعاون تعتبر ممارسات ميليشيات «حزب الله» في دول المجلس، والأعمال الإرهابية والتحريضية التي تقوم بها في كل من سوريا واليمن والعراق تتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والانسانية والقوانين الدولية، وتشكل تهديداً للأمن القومي العربي.
وأكد أنه نظراً لاستمرار تلك الميليشيات في ممارساتها الإرهابية، فقد قررت دول المجلس اعتبارها منظمة إرهابية، وسوف تتخذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرارها بهذا الشأن استناداً الى ما تنص عليه القوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب المطبقة في دول المجلس، والقوانين الدولية المماثلة.
وبلغت الأزمة المتصاعدة بين السعودية والحزب الشيعي، حليف النظام السوري وإيران، مستوى غير مسبوق بإعلان المجلس قراره اعتبار الحزب «منظمة إرهابية» وعزمه اتخاذ إجراءات بحقه.
ويأتي القرار، وهو الأول تتخذه دول المجلس رسمياً بحق الحزب، بعد أقل من أسبوعين على وقف السعودية مساعدات عسكرية للبنان بسبب مواقف «مناهضة» لها حملت مسؤوليتها للحزب.
وأتبع الموقف بطلب دول خليجية من رعاياها مغادرة لبنان وعدم زيارته. وانعكست الخطوات على الواقع السياسي اللبناني المنقسم بشكل حاد منذ أعوام خصوصاً على خلفية النزاع في سوريا.
وحزب الله مدعوم من إيران، وتأخذ دول الخليج على الحزب الذي يتمتع بنفوذ واسع في السياسة اللبنانية ويمتلك ترسانة عسكرية ضخمة، قتاله إلى جانب النظام السوري. وسبق لدول كالسعودية والكويت والبحرين، أن اتهمت إيران و«حزب الله» بالوقوف خلف مجموعات «إرهابية» في المملكة وتدريب عناصرها وتهريب الأسلحة.
كما تتهمه السعودية بدعم المتمردين الحوثيين الذين تقود تحالفاً عسكرياً لدعم الشرعية ضدهم في اليمن.
وقال الزياني إن دول المجلس «ستتخذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرارها بهذا الشأن، استناداً إلى ما تنص عليه القوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب المطبقة في دول المجلس، والقوانين الدولية المماثلة».
واتخذت السعودية خلال الفترة الماضية إجراءات اقتصادية عقابية بحق مسؤولين في الحزب وأفراد وشركات على علاقة به.
وفي تعليق على القرار الخليجي، رأى رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري، أن «حزب الله» يقوم بأعمال «إرهابية»، وأن هذه الأعمال «دفعت» مجلس التعاون لاتخاذ هذا القرار.
وأعلنت الرياض في 19 فبراير الماضي وقف مساعدات بأكثر من 3 مليارات دولار للجيش اللبناني وقوى الأمن بسبب «مواقف لبنانية مناهضة لها على المنابر العربية والإقليمية والدولية في ظل مصادرة ما يسمى حزب الله اللبناني لإرادة الدولة».
وتأخذ المملكة على لبنان امتناعه عن التصويت على بيانين صدرا عن اجتماعين لوزراء خارجية جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي دانا هجمات تعرضت لها مقار بعثات دبلوماسية سعودية في إيران.
وينقسم لبنان بين قوى 14 آذار المناهضة للنظام السوري والقريبة من السعودية، والحريري من أبرز زعمائها، و«حزب الله» وحلفائه من جهة أخرى.
وحملت «قوى 14 آذار» حزب الله مسؤولية وقف المساعدات السعودية، محذرة من انعكاس ذلك على العلاقات السعودية اللبنانية التي اتسمت تاريخياً بالقرب الشديد، وعلى مؤسسة الجيش التي تواجه تحديات أمنية عديدة وتعاني من قدم سلاحها وتجهيزاتها.