إن كانت الأم تريزا قد عرفت بحبها للأطفال والفقراء وتضحياتها من أجلهم فإن فقيدتنا الغالية الشيخة لولوة بنت محمد بن عبدالله بن عيسى آل خليفة رحمها الله تعالى والتي أنشأت نادي السيدات ثم جمعية رعاية الطفل والأمومة في العام 1953 وهي أول جمعية نسائية في البحرين ثم توالت إنجازاتها في هذا المجال وكل أوجه العمل التطوعي والاجتماعي، فيمكن أن نطلق عليها بأنها Mother Teresa Of Bahrain .
وعندما أمسكت بالقلم لأسطر بعض ما يجول في خاطري تجاه الفقيدة الغالية، وجدت أن الكلام عن مناقبها وإنجازاتها سيطول كثيراً ومن الصعب أن أغطيه في أسطر قليلة، إلا أنني وجدت من الواجب تخليد سيرتها العطرة وتوثيق أعمالها الإنسانية الكبيرة كرائدة من رواد العمل الخيري والإنساني والنسائي في مملكة البحرين والخليج العربي، حيث استطاعت منذ منتصف القرن الماضي أن تؤسس جمعية نسائية، جمعت حولها كوكبة من أهل الخير مثل سلوى العمران ومحفوظة الزياني وفائقة المؤيد وبيت المحروس وبيت صالح وبيت يتيم وغيرهن الكثير من مختلف المناطق والمذاهب وظلت تعمل معهن بكل جد وإخلاص وتدير العمل الإنساني دون تعب أو كلل منذ ساعات الصباح الباكر وحتى الليل بهمة عالية يوماً بعد يوم حتى استطاعت أن تؤسس العديد من الجمعيات المعنية بالمرأة والطفل وذوي الاحتياجات الخاصة ورياض الأطفال إضافة إلى جهدها المتواصل في تقديم المساعدات في زمن لم تتوفر فيه ميزانية خاصة للأعمال الخيرية ولم تكن كلمة المسؤولية الاجتماعية والتي تدرس الآن في الجامعات قد عرفت بعد إلا أنها أسست العمل الإنساني وجعلت من البحرين شمعت خير تضيء للجميع بهذا العمل المتميز والكل يعتز بها فأحبت الناس من قلبها وأحبوها من قلوبهم.
أعرف مدى الألم والحزن الشديد الذي أحاط بمحبيها والذين رافقوها في مسيرتها العطرة، فقد كان لي شرف العمل معها وأن أكون قريباً منها أثناء إدارتي للعديد من الشركات الكبيرة في البحرين فكنت أرى أمامي هامة كبيرة وجبل من الثقة في الخير والمحبة والتفاؤل وكانت بحق أماً لجميع الأطفال المحتاجين، ومع ما يختلج قولبنا من حزن وألم على فراقها إلا أننا نشعر بالفخر والاعتزاز بأننا كنا قريبين منها، فكيف بالآخرين الأقرب منا الذين هم بلا شك أكثر فخراً واعتزازاً ونحن على ثقة بأنهم سيواصلون مسيرتها العطرة في العمل الخيري والإنساني.
نسأل الله عز وجل أن يغفر لها ويرحمها وأن يجزيها على أعمالها الخيرية والإنسانية خير الجزاء بقدر ما أسعدت وساعدت وأعطت ومنحت وأن يهملنا جميعاً وذويها ومحبيها الصبر والسلوان.
بقلم د.مصطفى السيد
الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية