1960بتشجيع من زورا أركوس- دنتوف الشهير، أول مهندس لطراز «كورفيت»، أدخل المتسابق بريجز كننغهام 3 من أحدث سيارات «كورفيت» آنذاك لخوض سباق لي مانز 24 ساعة- جهزت كل واحدة منها بمحرك 283 المبتكر V8 مباشر الحقن ذي وحدة الإسطوانات الصغيرة.
وفي سباق هيمنت عليه فرق المصنعين الأوروبيين، تألقت «كورفيت كننغهام» رقم 3، بقيادة جون فيتش وبوب جروسمان، وحصدت لقب الفئة جي تي للسعة الكبيرة، واختتمت السباق في المركز الثامن بالنتائج الإجمالية.
وفي الواقع، تضمنت قائمة العشرة الأوائل في ذلك السباق 6 سيارات فيراري، واثنتان طراز أوستن مارتن، وسيارة بروشه، وكورفيت خاصة.
وفي الفترة من 1962-1963 وبعد النجاح على المستوى الأوروبي والانتصارات المشابهة في أمريكا، أشرف زورا أركوس- دنتوف على تطوير سيارة السباق كورفيت جراند سبورت الأصيلة، التي صممت للمشاركة في سباق لي مانز 1963.
وكانت الخطة ترتكز على بناء 125 سيارة على الأقل تتسم بمزايا الوزن فائق الخفة والأداء فائق القوة تلبية لقواعد التجانس الخاصة بسيارات الإنتاج من الفئة جي تي.
وتم إنتاج 5 سيارات من هذا المشروع قبل أن تقوم شركة «جنرال موتورز» بإصدار القرار القاضي بوقف دعم «المصنع» للمشاركة في السباقات. وبهذا، وقبل أن تصل السيارة إلى سباق لي مانز، وصل مشروع جراند سبورت إلى نهايته بشكل رسمي.
وفي الفترة من 1963-1964 وعلى الرغم من الحظر الذي وضعته «جنرال موتورز» في مجال السباقات، تمكن زورا أركوس- دنتوف من إيصال سيارات جراند سبورت الأصيلة إلى أيدي المتسابقين الذي يشاركون بشكل خاص بدون أي دعم من المصنع، فاتحاً المجال أمام التقييم الواقعي وإمكانية تبادل التكنولوجيا، وهو الأمر الذي لطالما سعى وراءه هذا المهندس الشهير.
وكان من ضمن المشاهير الذين جلسوا خلف عجلة قيادة هذه السيارات الرائعة كل من روجر بينسكي، وإيه. جي. فويت، وجيم هول، وديك ثومبسون.
وفي العام 1967حافظ زورا أركوس- دنتوف على حيوية جراند سبورت وديمومتها طوال فترة الستينات، واضعاً يده على أنظمة فرامل المهام الثقيلة وخيارات خزان الوقود الأكبر حجماً، المصممة لتساعد المتسابقين على أخذ سيارات الإنتاج العادية إلى حلبات السباق.
وكان دنتوف أيضاً العنصر الأهم الذي يقف خلف برنامج محرك وحدة الإسطوانة الكبيرة L-88 والذي تم إطلاقه في 1967، وكان يهدف إلى منح المتساقين قدرات قوة حصانية عالية متطابقة مع القوانين من المصنع مباشرة. وهذا التحول كان من شأنه إطلاق العنان لسلسلة من النجاحات في عالم السباقات على مدى السنوات القليلة التالية.
أما في العام 1984، فتم تقديم حزمة التحكم بالأداء الرياضي Z51 من إطلاق جيل C4. وأصبح هذا الجيل عند إطلاقه الخيار المفضل للمالكين الذي أخذوا سياراتهم الكورفيت إلى حلبات السباق.
وأصبح كورفيت مهيمنة بشكل واضح وكبير في صالة عرض نادي السيارات الرياضية في أميركا SCCA لدرجة حظرها في 1988، ما دفع إلى تأسيس سلسلة كورفيت تشالنج.
أما العام 1996، فقدمت شفروليه الإصدار الخاص من كورفيت جراند سبورت في السنة الأخيرة من الجيل الرابع للسيارة، وتم إنتاج 1000 نسخة منها فقط- تألقت كل واحدة منها بلون أزرق بحري مميز مع خطوط بيضاء وعلامات حمراء بارزة على الرفراف الأمامي الأيسر.
كما تألقت العجلات السوداء في طراز ZR1 بلمسات خاصة على الرفارف الخلفية، وحصلت جميع الطرازات على المحرك LT4 ذي القوة البالغة 330 حصاناً. وتوزعت سيارات الإصدار الخاص الألف تلك بين 810 طراز كوبيه، و190 من طراز السقف المكشوف.
وعادت كورفيت للسباقات إلى الساحة الدولية في العام 1999 عبر الجيل الخامس وسيارة السباق C5-R. وبعد إطلاق مذهل، سجل الفريق أول فوز له، من أصل 3 ، في الفئة جي تي إس ضمن سباق لي مانز 2001. وساعدت C5-R أيضاً في تأمين أربعة ألقاب متتالية في فئة سلسلة لي مانز الأميركية وفئة المصنعين (2001-2004).
وفي العام 2005 واعتماداً على نجاح برنامج C5-R، استمرت كورفيت للسباقات في نهج الانتصارات المتواصلة عبر C6.R. وكانت هذه السيارة أقرب إلى طرازات الإنتاج، حيث اعتمدت بنية هيكلها على كورفيت Z06 واحتوت على محرك شبيه لمحرك LS7 سعة 7.0 لتر في Z06.
وفازت السيارة بسباقات 30 جي تي 1 في سلسلة لي مانز الأمريكية، من ضمنها 12 فوزاً متتالياً في 2005-2006، و25 فوزاً متتالياً مذهلاً من 2007 حتى 2009.
أما العام 2010، فقُدمت جراند سبورت مرة أخرى في الجيل C6، مقدمةً تميزاً غير مسبوق في التصميم من خلال «الشاسيه» الأعرض في Z06- من ضمنها طرازات السقف المكشوف.
وفور إطلاقها، أصبحت هذه السيارة الطراز الأكثر شعبية في مجموعة كورفيت، وكانت مسؤولة عن أكثر من نصف المبيعات عند إنهاء أعمال الجيل السادس في 2013.
وفي العام 2014، يكشف جيل جديد من كورفيت الستار عن سيارة سباق C7.R جديدة. وكما هي الحال في الجيل السابق، استخدمت السيارة إطار هيكل طراز الإنتاج Z06 في بنيتها الأساسية.
أما خلال العام المقبل، فإنه يمثل عودة جراند سبورت، مستفيدة من أكثر من 50 عاماً من انتقال التكنولوجيا على أرضية حلبات السباق، مع تسخير سمات التصميم المميزة وهالة «الإصدار الخاص» التي ضمنت شعبية وشهرة النسخ السابقة لدى هواة جمع الإصدارات الخاصة.